الإضراب الشامل والعصيان المدني وتوسيع دائرة المواجهة

تقرير آليات تطوير الانتفاضة لتبقى مستمرة رداً على محاولات وقفها

الساعة 02:44 م|26 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حراكاً دولياً ضاغطاً لوقف « انتفاضة القدس » لإنقاذ رئيس الوزراء « الإسرائيلي » بنيامين نتنياهو، على أن يخرج الطرف الفلسطيني فارغ اليدين من تحقيق أي مكاسب تذكر على أرض الواقع، أكد محللون أن استمرار الانتفاضة وتطورها مصلحة فلسطينية، وتطورها سيجبر المجتمع الدولي و« إسرائيل » بالانصياع للحق الفلسطيني.

الإضراب الشامل، والعصيان المدني، وقاطعة المنتجات « الإسرائيلية » – وتفعيل دور مؤسسات المجتمع الدولي – وتثبيت أهل القدس والأقلية العربية في الداخل « الإسرائيلي » وتفعيل دورها ، وكل هذه الأشكال ستساهم في استمرار الانتفاضة وديمومتها.

من جهته، أكد الدكتور ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، أن الانتفاضة بشكل عام تخدم الصالح الفلسطيني، مشدداً على أن استمرار الشعب في حالة دائمة معبرة عن رفضه للاحتلال مطلوب، مطالباً بالتفكير جدياً في كيفية أن تتحول الانتفاضة إلى مستمرة ودائمة بأشكالها المختلفة ومرتكزة على ثلاث عناصر أساسية وهي (الرؤية – الأهداف – الآليات)، وأن تشمل الجاليات الفلسطينية في العواصم الأوروبية.

وأوضح، د. شراب لمراسل « فلسطين اليوم »، أن هناك أشكال عديدة للانتفاضة لضمان تطويرها، منها الإضراب الشامل، والعصيان المدني، وقاطعة المنتجات « الإسرائيلية » – وتفعيل دور مؤسسات المجتمع الدولي – وتثبيت أهل القدس والأقلية العربية في الداخل « الإسرائيلي » وتفعيل دورها ، وكل هذه الأشكال ستساهم في استمرار الانتفاضة وديمومتها.

من جهة أخرى، أوضح الدكتور شراب، أن الحراك الدولي الضاغط لإنهاء الانتفاضة نابع من نجاح الانتفاضة في إرسال رسالة قوية للمجتمع الدولي بأنها انتفاضة حقيقية لن تهدأ دون تقديم حلول خاصة في المسجد الأقصى المبارك. كما أن هذا الحراك جاء نتيجة للخوف والقلق الأمريكي على إسرائيل في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولات عربية، إضافة إلى أن الولايات المتحدة لديها أولويات أخرى غير القضية الفلسطينية ممثلة في إيجاد حل للملفين السوري واليمني يتوافق مع مصالحها، لذلك لا تريد للمنطقة أن تشتعل كي يتاح لها تنفيذ أهدافها في الملفات الملحة.

وأوضح، ان نتائج الحراك الذي تم الاعلان عنه بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ليست كبيرة وهو مجرد اتفاق مبدئي بعلم السلطة الفلسطينية.

وجاء كمخرج للأزمة لإحياء الدور الأردني في المسجد الأقصى ، خاصة أن دائرة الأوقاف الأردنية لها دوراً هناك بناء على اتفاق فلسطيني أردني سابق. مشيراً إلى أن ما أعلن بشأن الوضع القائم فهو مصطلح مائع ويتسم بالغموض والعمومية ويمكن لإسرائيل تفسيره كما تراه مناسباً لاحقاً. إلى جانب أن الكاميرات التي سيتم تركيبها عليها علامات استفهام كبيرة، نظراً لعدم معرفة الجهة التي ستراقب ودور السلطة الفلسطينية في ذلك.

في سياق متصل، دعا الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة إلى تطوير الانتفاضة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. داعياً إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة بمشاركة القوى الشبابية للانتفاضة ووضع برنامج واضح لها.

حواتمة: يدعو لتشكيل قيادة موحدة للانتفاضة تضم قيادات شبابية لتطويرها

وأكد حواتمة في تصريحات صحافية على أهمية أن تتلمس تلك القوى الشبابية خطاها وتنظيم صفوفها، حتى لا تجد نفسها أمام ضغوطات مناوئة موجودة تسعى إلى إحباط ما تدعو إليه انتفاضتهم في الأراضي المحتلة. ودعاها، أيضًا إلى تشكيل قيادات شبابية في المحافظات الفلسطينية، ممثلة لكل مدينة وقرية ومخيم، ومن ثم تتويج العملية المبنية من القاعدة للقمة بقيادة شبابية موحدة لإدارة العملية الشبابية وتطويرها إلى أن يصبح ممكناً انخراط الشعب أكثر في صفوفها، لطرد الاحتلال وإسقاط الانقسام وتنفيذ قرارات الإجماع الوطني.

وقدّر بإمكانية أن تقود الانتفاضة الشبابية إلى تطورات تجاه إعادة النظر في العملية السياسية والمسار التفاوضي، شريطة توحيد الجهود وعدم احتواء الحراك الراهن وإفراغه من مضمونه السياسي والنضالي.

من جهة أخرى، نوه حواتمة إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة استهدفت كبح جماح انتفاضة الشباب، تحت عنوان عودة الهدوء، وطرح استئناف المفاوضات بصيغتها القديمة وبمتابعة اللجنة الدولية الرباعية بعد انتشالها من موتها السريري.