نظم الإتحاد الإسلامي في النقابات المهنية اليوم السبت، مسيرة دعم لانتفاضة القدس انتهت بوقفةٍ أمام مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة.
وشارك في المسيرة حشدٌ غفير من الأطباء والمحامين والمحاسبين والصيادلة والممرضين وقطاعات أخرى تنشط في إطار الاتحاد النقابي، في رسالة استنكار للأدوار الدولية المشبوهة، التي تحاول وأد انتفاضة القدس.
وتحدث النقابي الدكتور عبد المجيد العيلة في المشاركين قائلًا:« إن شعبنا ليؤكد بهذا الحضور أن المقاومة لا تحتاج إلى توازن استراتيجي، ولا إلى حسن النوايا مع عدو جُبّلَ على الغدر والخيانة والتنكر لكل المعاهدات.. بل إن بحاجة إلى إرادة حرة تأبى الظلم، وتثور في وجه الطغيان ».
وأشار إلى أن هذه هي ثقافة المقاومة التي علمنا إياها إسلامنا العظيم، وأحياها في نفوسنا ونفوس شعبنا الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي، الذي وجّه لروحه الطاهرة ألف سلام في الذكرى العشرين لاستشهاده.
وانتقد العيلة الصمت الدولي والمباركة الأمريكية لإجرام العدو الصهيوني وتدنيسه للمقدسات وانتهاكه للحرمات والقتل الممنهج خارج نطاق القانون على مرأى ومسمع من العالم كله، لافتًا إلى قرارات مجلس وزراء العدو المصغر والمعروف بـ« الكابينيت » بتوسيع عمليات القتل ضد الفلسطينيين سواء كانوا أطفالاً أو شيوخاً أو نساء، وعدم تسليم جثث الفلسطينيين ونسف المنازل والاعتقال للمجاهدين والتنكيل بالشهداء والجرحى وتركهم دون عناية، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
وأوضح أن شعبنا تعرض منذ أكثر من قرن من الزمان لهجمة استعمارية استيطانية مدعومة بكل قوى الشر العالمية وعلى رأسها أمريكا اليوم، وبريطانيا التي مكنت لهذا العدو الصهيوني من الاستيطان في بلادنا، وإقامة دولته المزعومة بدعم دولي منقطع النظير.
واستنكر العيلة باسم الاتحاد الإسلامي في النقابات المهنية الهجمة الصهيونية المستعرة، محذراً من آثارها التي تنذر بوقوع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين وتلحق الدمار والخراب في ممتلكاتهم, لا سيما في ظل استمرار العدوان، واستمرار إفلات المسئولين الصهاينة من العقاب لارتكابهم انتهاكات جسيمة ومنظمة مخالفة لقواعد القانون الإنساني.
وشدد على أن الممارسات اللاإنسانية لقوات الاحتلال ضد المواطنين، وبشكل خاص ضد المعتقلين والأسرى تمثل خرقًا فاضحًا لجميع اتفاقيات جنيف والمعاهدات الدولية الخاصة بأسرى الحرب والسكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال، وانتهاك صريح لكافة الأعراف الدوليـة والإنسانيـة.
وخاطب العيلة النقابيين والنقابيات المشاركين في المسيرة قائلاً:« لقد ظن الاحتلال أن بإمكانه المضي في سياساته التوسعية، باستمرار تدنيس باحات المسجد الأقصى، والسعي لتقسيمه زمانياً ومكانياً تحقيقاً لإدعاءاته الباطلة بوجود الهيكل المزعوم، وتمهيداً لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.. لكن هيهات هيهات .. فقد كان شعبنا له بالمرصاد، وهبوا هبة رجل واحد، دفاعاً عن حرائر القدس كما أعلن مهند الحلبي، وقرروا أن تبدأ انتفاضة القدس، واستجابت فلسطين.. كل فلسطين لندائهم. فشعبنا سيبقى دوماً طليعة الأمة في الدفاع عن القدس أولى القبلتين ومسرى النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه ».
ووجه العيلة ألف تحية للشهيد المجاهد مهند الحلبي مفجر انتفاضة القدس، ولكل الشهداء. وطالب الاتحادات النقابية العربية لاسيما اتحاد المحامين العرب، ومؤسسات حقوق الإنسان العربية والدولية للقيام بدورهم وبأخذ زمام المبادرة في فضح انتهاكات العدو الصهيوني وملاحقته قضائياً ودولياً.