طالعتنا الصحف « الإسرائيلية » صباح اليوم الجمعة، بمزاعم عديدة حول تسهيلات إسرائيلية مزعومة في القدس والضفة المحتلتين، حيث زعمت قوات الاحتلال انها لن تفرض قيودًا عمريّة على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، لأداء صلاة الجمعة، للمرة الأولى منذ أكثر من شهر.
كما ونشرت الصحف العبرية مؤخراً خبراً مفاده أن ما تسمى بالمحكمة العليا الإسرائيلية قررت تأجيل هدم بيوت منفذي عمليات الطعن في القدس والضفة المحتلتين.
المحلل السياسي العسكري اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي أعتبر أن تلك التسهيلات المزعومة، مجرد مصائد وأفخاخ في محاولة « إسرائيلية » لاحتواء انتفاضة القدس، وأن اعتبارها انجاز وطني لا يلامس الواقع في شيء.
اختصار الصراع بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك يعتبر تسطيحا للصراع مع الاحتلال
وقال الشرقاوي لـ« فلسطين اليوم »: هذا شيء ايجابي وشيء سلبي في آن، المطلوب إلغاء قرارات هدم المنازل وليس تأجيلها (..) اما اختصار الصراع بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك يعتبر تسطيحا للصراع مع الاحتلال والهدف من القرارين « امتصاص » زخم الانتفاضة.
وأضاف: يجب ان لا تنطلي هذه الحيل والمكائد الصهيونية على شعبنا، ويجب أن لا يأخذ العدو ما عجز عنه في الانتفاضة عبر أفخاخه ومصائده وطرقه الماكرة لاحتواء الانتفاضة.
وحول آلية استمرار الانتفاضة، ذكر أن الانتفاضة بحاجة إلى شرطين لضمان إستمراريتها وضمان تحقيق إنجاز واقعي على الأرض، هما تبني الانتفاضة بشكلٍ رسمي وواضح عبر قيادة وزعامة وطنية موحدة يلتف حولها الكل الفلسطيني.
وقال: فلسطين بحاجة إلى زعيم يقود المرحلة، وللأسف -حتى اللحظة- نفتقد للزعيم، نحن بحاجة إلى قيادة رسمية تستطيع أن تستثمر الدماء التي تراق في شوارع فلسطين وان تليق بتضحيات أهلها.
وبين ان الشرط الثاني لضمان استمرارية الانتفاضة يتمثل في "تحديد هدف واضح من الانتفاضة الفلسطينية، وان نسال أنفسنا كفلسطينيين وقوى لماذا انطلقنا نحو الانتفاضة؟ علينا تحديد الأهداف للسير في الطريق الصحيح للوصول إلى تلك الأهداف، ولا يصح السير بدون تخطيط وأهداف محددة.
وأضاف: حتى اللحظة أقولها وبصراحة لا توجد أهداف فلسطينية واضحة ومحددة من وراء انتفاضة القدس، تحديد الأهداف يساعد في تراكم الانجازات المتوقعة.
غياب الأهداف المحددة وعدم تنظيمها اثر على نتائج الانتفاضتين الأولى والثانية، ونحن بحاجة إلى أهداف محددة وواضحة في هذه الانتفاضة لنيلها
وواضح ان غياب الأهداف المحددة وعدم تنظيمها اثر على نتائج الانتفاضتين الأولى والثانية حيث أشار أن من نتائج الانتفاضة الأولى توقيع اتفاق اوسلوا مع السلطة والسير في نهج التفاوض العبثي، والثانية جلبت الجدار العنصري بالضفة المحتلة، على حد وصفه.
وأبدى المحلل الشرقاوي تخوفه من عمليات الالتفاف وعرقلة الانتفاضة، مشيراً ان الزيارات التي ينفذها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إحدى وسائل الالتفاف حول الانتفاضة.
وقال: التخوفات من الالتفاف على الانتفاضة وإجهاضها واقعية، وعلينا وضع محاذير من تلك التحركات الأممية والأمريكية للمنطقة، هذه التحركات لا تجلب لنا الخير كشعب فلسطيني وتصب في صالح الإسرائيلي.
وأضاف: أن التحركات الدبلوماسية الأخيرة بشان الأوضاع في فلسطين هدفها إنزال رئيس وزراء الاحتلال عن الشجرة التي علق فيها، وأية محاولة فلسطينية للتعاطي مع تلك التحركات ستشكل له طوق نجاة من الانتفاضة.