لم تمنع الإعاقة الشاب سليم الزق البالغ من العمر 22 عاماً من سماع ضجيج انتفاضة القدس حيث المواجهات مع الاحتلال وسقوط الشهداء والجرحى وارتفاع أصوات التكبير والتهليل إضافة إلى إشعال إطارات السيارات وتكسير الحجارة لتصبح صغيرة بحجم اليد من أجل رميها لمسافات بعيدة.
سليم كغيره من رفاقه « الصم » تابع أحداث انتفاضة القدس منذ بدايتها وتفاعل معها بكل وجدانه وأحاسيسه حتى أنه شارك في المواجهات التي اندلعت أمام موقع ناحل العوز شرق حي الشجاعية بغزة وكانت له الحكاية.
« يضع الكوفية على رقبته.. يحمل شنطة إسعافات أولية بين يديه لعلاج الجرحى .. إضافة إلى لابتوب ليساعده في نقل الأخبار إلى جمهوره بعد الاستراحة من المواجهات .. يقف على مسافة قريبة من خط المواجهة .. يعالج الجرحى .. يلتقط لهم صور تذكارية في المواجهات »، هكذا هو مشهد المواجهات الأسبوعية للشاب سليم.
« فلسطين اليوم الإخبارية » التقت بـ« سليم » للتعرف أكثر على كيفية علمه بالانتفاضة وتفاعله معها، حيث أكد أنه علم بانتفاضة القدس عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك- توتر- انستغرام)، مشيراً إلى أن الصور والفيديوهات كانت مؤلمة ومحزنة بالنسبة له خاصة صور استشهاد الأطفال والفتيات الفلسطينيات بدم بارد برصاص جنود الاحتلال.
وأوضح سليم، بان المشاهد المؤلمة أدخلت الحزن والألم إلى قلبه، دفعته للبحث في طريقة تمكنه من التفاعل والتضامن مع أبناء شعبه في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ولم يرى سليم أمامه إلا مواجهة الاحتلال على الحدود وإرسال الفيديوهات بلغة الإشارة لحشد التضامن العربي والدولي من الصم مع أبناء شعبنا الفلسطيني.
وعن وقوف الإعاقة مانعاً أمام تفاعله ومشاركته في انتفاضة القدس قال: « لم تكن الإعاقة سبباً يمنع قلبي من الحزن ولم تمنع عيني من البكاء ولم توقف قشعريرة جسدي حينما شاهدت الأطفال يعدمون بشكل مباشر، أنا فلسطيني وأرضي محتلة ومن واجبي الدفاع عناه بأي شكل كان ».
« ضجيج الانتفاضة كنت أشاهدها من خلال تجمهر المواطنين وإشعال الإطارات وغضب الشباب التي ترشق الاحتلال الحجارة وتنتشل المصابين والشهداء، ولم أكن أفكر أثناء المواجهات سوى بمهاجمة اليهود ورشقهم بالحجارة » القول لشاب سليم.
وتابع: « في ساعات المساء وبعد انتهاء المواجهات أعود إلى المنزل لأفكر مع أصدقائي بكيفية المشاركة مع أهلنا في القدس وإيصال صوتنا وفكرنا وعلمنا إلى العالم الذي يعاني من الإعاقة السمعية »، كنت أشجع أصدقائي لضرورة الانتفاضة والتعبير عن مشاعرنا كي لا نكون عاقة على المجتمع فكنت الفكرة بعمل الفيديوهات المعبرة لتصل إلى الجميع« .
وأشار إلى أنه قام بعمل مجموعة من الفيديوهات وكان التفاعل من قبل الأصدقاء وغيرهم من فلسطين وخارجها قائلاً: »كنت أتفاجئ من عدد التعليقات على الفيسبوك وردة الفعل خاصة أن عدد من الصم في الخارج لا يعرف من هي فلسطين وما هو القدس وهذا كان يؤلمني جداً« .
ووجه سليم تحياته إلى أبناء شعبه الفلسطيني خاصة في القدس المحتلة قائلاً: »كم أتمنى أن أشارك الانتفاضة بينكم وفي ضواحي القدس الحبيبة وأتمنى أن أصلي في المسجد الأقصى المبارك« ، مضيفاً: »أقول لأهلنا في القدس والضفة الغربية بأيديكم وهمتكم وشجاعتكم نحرر فلسطين فلا أحد يشعر بأهمية وطننا إلا نحن الفلسطينيون".
فيما طالب الشاب سليم الشعب الفلسطيني بكل فصائله إلى الوحدة والنظر إلى أبناء ذوى الاحتياجات الخاصة بأننا منهم وأننا نستطيع أن نوصل رسالتنا إلى الجميع ونشارككم في انتفاضة القدس ضد المحتل الإسرائيلي ولن توقفنا الإعاقة.