حرب نتنياهو ضد الحقائق
بقلم: يوسي فيرتر
(المضمون: سخرية الامر هي أن نتنياهو تحدث في امور غير صحيحة في خطاب سماه « الاكاذيب العشرة » للفلسطينيين - المصدر).
احتاج الامر تعقيب في الفيس بوك من قبل نتنياهو، تصريح نصف معتذر ونصف مدافع، على متن الطائرة التي في طريقها الى برلين ومقابلة سلبية تهجمية للبغاء عضو الكنيست تساحي هنغبي لتبرير السقوط المخزي للحقائق في الموضوع الاكثر أهمية بالنسبة له: الكارثة. وهذا لم يساعد فقط بل اضاف الى الخجل والخزي، واضطر متحدث حكومة نتنياهو الى الاعتراف مرة اخرى بالمسؤولية عن دفع النازيين لقتل 6 ملايين يهودي، الامر الذي أعطى الذخيرة لأعداء اسرائيل وكل من ينكر الكارثة.
إن آخِر من تعامل بجدية مع اقوال نتنياهو هو اجتماع مؤتمر الكونغرس الصهيوني. أما باقي العالم المتنور فان الكلمات ستُقبل كما هي: محاولة سخيفة لتشويه تاريخ الحرب العالمية الثانية من اجل الدعاية الشفافة واظهار أبو مازن وكأنه يحب النظرية النازية لمفتي القدس. وإن كانت هذه المصلحة التي تتداخل مع ضائقة سياسية لحظية لنتنياهو أمام اليمين، فيجب تبييض حلم ادولف هتلر وتصميمه على تدمير يهود اوروبا. حسب رأي رئيس حكومة اسرائيل، الذي هو إبن لمؤرخ، فان هذا ثمن يجب دفعه. أمس في المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو مع انجيلا ميركل، تراجع بشكل كبير وقام بتليين اقواله في السابق، حيث ظهر مضروبا وعليه علامات اللكمات.
حتى كتابة هذه السطور لم يظهر أي مؤرخ جدي أو خبير معروف لكي يؤيد ما قاله نتنياهو أن الحاج أمين الحسيني هو الذي أقنع هتلر بفكرة القضاء على اليهود في اوروبا. يمكن أن يكون الحسيني قد أيد أو شجع أو أدى التحية لهتلر، لكنه ليس المسؤول عن هذا الأمر. هذا ما يقوله كل الخبراء ويتفقون عليه، وليس واضحا من الذي استهدفه نتنياهو بهذه الاقوال وما هو الانجاز من وراء ذلك. العالم يؤيد الفلسطينيين بشكل كبير ويتعامل معهم على اعتبار أنهم الضحية. لكن من لا يؤيدهم سيعتبرهم مثل النازيين.
مكتب رئيس الحكومة قام بتوجيه كل من سأل لرؤية شهادة أحد قادة النازيين، نيري بيرغ – وكأن روايته لها مصداقية واستقامة ودقة في كل ما يتعلق بخطوات هتلر في بداية الاربعينيات من القرن الماضي. وحسب هذا المنطق المغلوط يفترض أن نتفهم ما يقوله النازيون ومساعديهم، حيث يعتبرون أنفسهم نفذوا الاوامر عندما استخدموا ماكينة الحرق في المعسكرات في اوروبا.
سخرية الامر هي أن نتنياهو قال هذه الاقوال في خطاب اعتبره خطاب « الاكاذيب العشرة » للفلسطينيين. وفي نهاية المطاف أشار الى أن اسرائيل تحارب الارهاب. « اعتقد أن الحرب الاكبر التي يجب علينا أن نخوضها هي الحرب على الحقائق ». حول الحقائق أو بالحقائق.