خبر استياء فلسطيني من بان كي مون: يساوي الجلاد بالضحية

الساعة 06:37 ص|22 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

يسود الاستياء مقرّ الرئاسة الفلسطينية في رام الله، بعد تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي لم يكتفِ فقط بالمساواة بين الشهداء الفلسطينيين والجلّاد الإسرائيلي، بل أعرب عن استيائه من « الشبان الفلسطينيين الذي يقاومون الاحتلال ». وترى مصادر في الرئاسة، لـ« العربي الجديد »، أن « تصريحات بان لا تبشر بأي تحرك لصالح الفلسطينيين، بل تُحمّلهم مسؤولية هبّة الغضب، ما يعني أن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأميركية جون كيري، غداً الجمعة في عمان، لن يخرج عن إطار الدعوة للتهدئة، وتحميل الفلسطينيين المسؤولية ».

وتوقف أكثر من مسؤول فلسطيني عند تصريحات بان الذي قال « أنا مستاء من الشباب الذين يحملون الأسلحة ويسعون لارتكاب جرائم القتل. العنف ليس هو الطريق ولن يجلب السلام العادل والدائم. ولكنه سيتسبّب بتأخير اليوم الذي سيحصل فيه الفلسطينيون على دولة، واليوم الذي سيعيش فيه الجانبان (الفلسطيني والإسرائيلي) بأمن وسلام ».

ويُعلّق أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، على تصريحات بان، في حديثٍ لـ« العربي الجديد »، قائلاً إن « على بان التوجّه إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والقول له: أنت من دمّرت عملية السلام برفض ترسيم الحدود، ورفض توقف الاستيطان وبحث ملفات الحل النهائي ». ويتابع أنه « إذا أراد بان أو كيري أو أي طرف دولي الوصول إلى التهدئة والحديث عن السلام، فعليهم العمل على إنهاء الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية والاعتراف بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وحلّ قضية اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى »

تنياهو سيتحدث عن تمسكه بالوضع القائم في المسجد الأقصى، وهذه كلمة غامضة وتحتمل كل التفسيرات

بدوره، يقول محمود الهباش مستشار عباس لـ« العربي الجديد »، إن « هناك حالة استياء شعبي عارمة من تصريحات بان، ولا أعتقد بأنه كان موفقاً بتصريحاته بما يتعلق بالفلسطينيين ». وتُفيد مصادر في الرئاسة الفلسطينية لـ« العربي الجديد »، بأن « كيري طلب من عباس إدانة عمليات المقاومة الفلسطينية، ونبذها علناً. وهو ما رفضه عباس، الذي أكد على استمراره في المقاومة السلمية والقانونية والتوجه للمحكمة الجنائية الدولية ».

وتسود أجواء من التشاؤم بين السياسيين والمراقبين إزاء لقاء عباس وكيري، خصوصاً بعد تصريحات بان، والرفض الأميركي لأي مطلب بـ« الحماية الدولية للفلسطينيين »، وللاقتراح الفرنسي بهذا الخصوص في مجلس الأمن.

وتعتبر مصادر خاصة لـ« العربي الجديد »، أن « نتنياهو سيتحدث عن تمسكه بالوضع القائم في المسجد الأقصى، وهذه كلمة غامضة وتحتمل كل التفسيرات، وسيتحدث عن تجميد غير مُعلن للاستيطان حتى لا تسقط حكومته بسبب غضب اليمين الإسرائيلي منه. وموضوع الاستيطان لن ينطلي علينا، ونعرف بأنه مقدّم للأميركيين فقط حتى يسوّقوه لنا ». وتُرجّح المصادر، أن « ينصبّ الحديث بين عباس وكيري، حول وقف الهبة الشعبية، ووقف التحريض الفلسطيني، تحديداً الإعلامي ». ويرى سياسيون ومراقبون أن ورقة القوة الوحيدة التي يملكها عباس حالياً، هي الهبّة الشعبية، في مفارقة ساخرة، للرجل الذي يرفض أعمال المقاومة، ويصرّ على سلميتها، على الرغم أنه لم يدعمها ولم يقم بتقديم العزاء لأي من عائلات الشهداء الذي قتلهم المستوطنون وجيش الاحتلال منذ مطلع الشهر الحالي.

ويقول المحلل السياسي هاني المصري، لـ« العربي الجديد »، إنه « من المؤسف أن عباس سيلتقي كيري، من دون أي خطة، ولا تشكيل خلية أزمة، ولا في ظلّ وحدة وطنية، أو إطار قيادي لمنظمة التحرير، ومن دون الاستنجاد بالهبّة الشعبية والشعب ».

ويضيف أنه « على الرغم أن الرئيس يريد تحريك المفاوضات عبر حراك شعبي، لكنه لا يريد هبة شعبية قد تستخدم السلاح، ويحرص على عدم تطورها إلى وضع بإمكانها أن تفرز قيادة ميدانية لها دورها في الشارع وتنافس سلطته ».