خبر ضحايا الوضع- هآرتس

الساعة 09:41 ص|21 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: رفيت هيخت

 (المضمون: العرب في اسرائيل يعيشون في ظروف وواقع صعب لأنهم موجودون بين المطرقة والسنديان. فهم من ناحية يشعرون مع اخوانهم في الضفة ومن ناحية اخرى هم منبوذين وملاحقين من الاغلبية في الدولة التي يعيشون فيها - المصدر).

الضحايا الاكثر تراجيديا في موجة الارهاب الحالية – اضافة الى القتلى والمصابين وأبناء عائلاتهم – هم أبناء المجموعة التي تشكل 20 بالمئة من سكان اسرائيل، المشوشة من مجموعة الاسماء التي تحاول وصفها. في الرأي العام الاسرائيلي تسمى عادة « عرب اسرائيل » – محاولة لاحداث التوازن بين القومية التي تهدد وبين الملكية الاسرائيلية المطلقة.

اطباء، محامون، معلمون، صيادلة، باحثون اجتماعيون، عمال نظافة، سائقو سيارات عمومية. بغض النظر عما يفعلونه، هم منبوذون. اذا اختاروا تأييد الارهاب الفلسطيني والتنازل عن نشيد هتكفاه وعن الصفة الانسانية والتنكر للدولة التي يعيشون فيها، سيُنبذون. واذا صمتوا بحرج، مثل الاغلبية التي لا تعرف كيف يجب عليها التصرف في المنطقة الفظيعة بين مطرقة القمع الاسرائيلية تجاه اخوانهم وسندان القومية الفلسطينية الاصولية، سيُنبذون. اذا استنكروا التضامن مع النضال الفلسطيني العنيف (لوسي اهاريش) ايضا هم سيُنبذون وفي هذه المرة من أبناء قبيلتهم، وهو النبذ الاكثر ايلاما وسيتحولون الى أداة في أيدي عنصريي اليهودية والمتصدقين.

نحن اليهود، يسار ويمين، متدينين وعلمانيين ما زلنا معا. فالتلفاز يتحدث بلغتنا، لا يتم قتل المخربين بل « تُطلق عليهم النار ». ألم العائلات المصابة، بكاء شهود العيان، المصير المشترك في المجال الجماهيري – كل ذلك يصلنا من خلال لغتنا الأم. الفلسطينيون في غزة يعيشون في كابوس أما في الضفة فان حريتهم مصادرة من الاحتلال، لكن هناك ايضا هم معا. في المدارس وفي الشوارع وفي المستشفيات وفي الطابور في البلدية، هم متساوون فيما بينهم حتى لو لم يكونوا متساوين في نظر القانون الاسرائيلي.

الفلسطينيون الذين يعيشون في اسرائيل يحظون بحريات مختلفة منها حرية الحركة، فقط من اجل انزالهم من الحافلات أو أن يهرب منهم المسافرون. قرر عدد من المجالس المحلية ابعاد عمال النظافة العرب من المدارس، وهذا من اكثر القرارات التي تضر بالانسان وباحترامه الشخصي. إن عدم فهم هذه الاهانة هو عدم أنسنة. وعدم القدرة على رؤية العرب كناس لهم مشاعر وغير متعطشين للقتل. عدم القدرة على وضع نفسك « أنت الطبيعي »، « المتنور »، في مكانهم وأن تفكر كيف كنت ستشعر لو تم الشك بك بهذا القدر من الخطورة بناء على سلوك بعض الاشخاص.

الطلب الذي يصل من الجهات التي تعتبر نفسها غير يمينية، غير انساني. لكن يتم استهداف القيادة العربية المنتخبة، يحثونهم على الاختيار: في أي طرف أنتم؟ الانسان لا يجب أن يحسم بين ميراث بيت أبيه وعرقه وبين مواقفه الشخصية والمواقف السياسية التي يتبناها. يمكن تقبيل المازوزة انطلاقا من احترام الأم والبقاء ايضا علماني. يمكن السعي الى السلام وفي نفس الوقت التضامن مع خوف المسلمين من مصادرة الحرم من قبل الصهيونية. إن طلب الحسم في هذه المفارقة المؤلمة يعني قتل جزء منك. لذلك فهو توسيع ذكي لدعوة « الموت للعرب ».

نحو مليون ونصف انسان اغلبيتهم الساحقة تريد العيش تماما مثل الاغلبية اليهودية، بهدوء. ومنذ فترة طويلة يتعرضون لتحريض اليمين الذي يقوده السياسيون مثل افيغدور ليبرمان. جابوتنسكي حلم بضفتي نهر الاردن، ورئيس حكومة عربي ويهودي بالتناوب. أين هو وأين شارون غال أو يانون مغين.

د. دعاء عكاشة أنقذت أمي من الموت قبل اربع سنوات في مستشفى رمبام في حيفا. حسب ملابسها وغطاء رأسها يتبين أنها متدينة محافظة، وهي تنقذ الناس حتى وإن كانوا يؤيدون طردها من خلال الترانسفير. أنا لا يمكنني اعتبارها « العدو من الداخل » حتى لو كان هذا خيانة في نظر زعران يتخفون كصهاينة – من الواجب خيانة هؤلاء الفاشيين.