في حوار خاص مع النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة
"السكين" حققت وستحقق ما عجزت عن تحقيقه القرارات الدولية بشأن فلسطين
كل التحية لمهند حلبي مفجر ثورة الغضب
مطلوب تبادل التطمينات بين الفصائل والسلطة وتشكيل قيادة موحدة داعمة للانتفاضة
انجازات الانتفاضة كبيرة وحققت الكثير
زيارة كيري تهدف لإنقاذ نتنياهو من أزمته
وصايا الشهداء رسالة للفصائل باستعادة دورها
غزة - فلسطين اليوم
دعا النائب في المجلس التشريعي الدكتور حسن خريشة، إلى استمرار الانتفاضة الشعبية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، لتحقيق الهدف الفلسطيني بدولة مستقلة. مطالباً في الوقت ذاته بإلجام الأصوات النشاز التي تطالب الشباب المنتفض بالهدوء، معتبراً هؤلاء وكلاء للاحتلال الإسرائيلي الذي لا يريد لهذه الانتفاضة أن تستمر.
وشدد خريشة في حوار خاص مع مراسل "فلسطين اليوم" على ضرورة توفير غطاء سياسي من السلطة الفلسطينية للانتفاضة، كما فعل الرئيس الراحل ياسر عرفات في انتفاضة الأقصى، وأن تعمل الفصائل الفلسطينية على استعادة جمهورها التي فقدته ، وتشكيل قيادة موحدة لتشكل غطاءً وداعما لهذه الانتفاضة المباركة التي حققت ما لم تحققه عقود في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
انجازات الانتفاضة الحالية كبيرة
وأوضح النائب خريشة، أن الانتفاضة الشبابية، أعادت تصحيح العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، وأعادتها لوضعها الطبيعي بعد حالة توهان لسنوات، (علاقة تصادمية وليست علاقة VIP ومفاوضات). إضافة إلى أن الانتفاضة التي يقودها شبان أعمارهم أصغر من عمر "أوسلو" أرادوا أن ينتصروا لأنفسهم من المخازي والإذلال والإهانة التي عاشوها جراء أوسلو، وينتقموا لسنوات طويلة من التوهان والوعود الكاذبة. إلى جانب أن هذه الانتفاضة أعادت القضية الفلسطينية لمكانتها الطبيعية.
من محاسن هذه الانتفاضة أنها أسقطت نظرية السوبرمان "الإسرائيلي"، بعد أن رأينا قوات النخبة في جيش الاحتلال يهربون من الشبان الفلسطينيين في المحطات المركزية كما جرى مؤخراً في بئر السبع، ويقتلون بعضهم البعض من حالة الارباك والخوف والقلق الذي يعيشونه.
تأثير الانتفاضة على الشارع الإسرائيلي
في سياق متصل، أوضح خريشة، أن من محاسن هذه الانتفاضة أنها أسقطت نظرية السوبرمان "الإسرائيلي"، بعد أن رأينا قوات النخبة في جيش الاحتلال يهربون من الشبان الفلسطينيين في المحطات المركزية كما جرى مؤخراً في بئر السبع، ويقتلون بعضهم البعض من حالة الارباك والخوف والقلق الذي يعيشونه. إضافة إلى أن هذه الانتفاضة ساهمت في عدم شعور المستوطن بالأمن والأمان في شوارع القدس والمدن الفلسطينية المحتلة الأخرى، وأن المستوطنين أصبحوا لا يخرجون فرادى، ويمشون وهم يتلفتون يميناً ويساراً، بعد أن كانوا يعيشون حالة من الراحة التامة في القدس ويشعر المقدسي والعربي أنه غريب في هذه الديار. مؤكداً أن السكين التي طاردت المستوطنين حققت ما لم تحققه عقود ماضية من الصراع مع المحتل.
وأشار، إلى أن هذه الثورة (ثورة الغضب) دفعت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن يمنع جميع وزرائه من الذهاب للمسجد الأقصى، وتراجعه عن التقسيم للأقصى من الأيام الأولى للانتفاضة.
استثمار انجازات الانتفاضة بحاجة إلى وجود فصائل داعمة لها مالياً وتنظيمياً، ولذلك يجب تشكيل قيادة موحدة تشرف على الانتفاضة، وعدم السماح لأحد أن يستثمر هذه الانتفاضة لعودة المفاوضات من جديد.
آلية استثمار انجازات الانتفاضة
وأوضح النائب خريشة، أن استثمار انجازات الانتفاضة بحاجة إلى وجود فصائل داعمة لها مالياً وتنظيمياً، ولذلك يجب تشكيل قيادة موحدة تشرف على الانتفاضة، وعدم السماح لأحد أن يستثمر هذه الانتفاضة لعودة المفاوضات من جديد. وقال:" المطلوب هو الحفاظ على الأقصى واستمرار انتفاضة الاستقلال بغطاء سياسي وتمويل مالي للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة.
وأوضح أن هذه الانتفاضة، أثبتت أن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية، من خلال ما يقوم به الاحتلال من إجراءات صارمة بحق المقدسيين والقرى والحواجز المنتشرة بها.
وصايا الشهداء
واعتبر الدكتور خريشة، أن وصايا بعض الشهداء للفصائل بعدم تبنيهم هي رسالة لكل الفصائل لأن تعيد النظر في سلوكها، وتعمل على إعادة استعادة دورها.
التركيز على دور الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948
وطالب خريشة، جميع وسائل الإعلام بالتركيز على تعزيز دور الفلسطينيين في المدن والقرى المحتلة عام 48، لأنهم جزء أساسي من فلسطين، بعيداً عن أوسلو التي أخذت فلسطينيتهم منهم والتأكيد على دورهم الأساسي في معركة القدس، مشيراً إلى أن الحركة الإسلامية في الداخل المحتل بقيادة الشيخ رائد صلاح، هم من سيروا الحافلات للمسجد الأقصى المبارك، وهم من أنشأوا ظاهرة المرابطين والمرابطات، ومصاطب العلم، وهو ما كان له الأثر في تعزيز الوجود العربي والإسلامي في القدس في الوقت الذي فشل فيه العالم العربي في تحقيق ذلك.
كيري يرغب بإنقاذ نتنياهو
وعن إمكانية نجاح جون كيري وزير الخارجية الأمريكي في وأد الانتفاضة ، أكد النائب خريشة، أنه سيحاول مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لوقف الانتفاضة، لإنقاذ بنيامين نتنياهو من مأزقه الذي يعيشه وحكومته نتيجة الانتفاضة. مشيراً إلى أن كيري فشل في وساطته أمام تنصل إسرائيل من التزاماتها ونفض يديه من الوساطة. لذلك سيفشل في تحقيق شيء لأنه لا يملك تقديم ما ينادي به الفلسطينيون. تماماً كما عجز الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عندما التقى طفلة أسير في قطاع غزة عام 1998 بإخراج والدها من السجن عندما طلبت منه أن ترى أبيها.
مشيراً إلى أن ما عجز كلينتون عن فعله في ذلك الوقت، حققته المقاومة الفلسطينية واستطاعت الإفراج عن ذلك الأسير من عائلة "زقوت" في صفقة تبادل الأسرى (وفاء الأحرار) قبل أربعة أعوام.
وأكد على أن جميع القرارات الدولية لن تتمكن من تحرير شبر واحد من فلسطين ولن تمنع المستوطنين من دخول الأقصى، والكفيل الواحد بفعل ذلك هو المقاومة الفلسطينية والسكين الفلسطيني التي تلاحق المحتل في كل مكان.
الأطراف التي تطالب بعدم عسكرة الانتفاضة هي من الجهات المتنفذة في السلطة خشية عل مصالحهم وان تلفت من أيديهم القرارات، مطالباً الفصائل بتقديم ضمانات للسلطة بعدم المساس بها ، وأن المعركة ستكون مع الاحتلال فقط.
السقف الزمني للانتفاضة
وأكد النائب خريشة أن هذه الانتفاضة يقودها الجيل الذي جاء بعد اتفاق أوسلو وعانى من ويلاتها ومخازيها، نافياً ان يكون الرئيس عباس أو الفصائل هي من تقف خلفها. وهي بحاجة الآن إلى غطاء سياسي لاستمرارها لتحقيق أهدافها كما فعل أبو عمار عندما اندلعت انتفاضة الأقصى على خلفية زيارة شارون للأقصى. مؤكداً أن هذه الانتفاضة ستتصاعد.
عسكرة الانتفاضة
وأشار إلى أن الأطراف التي تطالب بعدم عسكرة الانتفاضة هي من الجهات المتنفذة في السلطة خشية عل مصالحهم وان تلفت من أيديهم القرارات، مطالباً الفصائل بتقديم ضمانات للسلطة بعدم المساس بها ، وأن المعركة ستكون مع الاحتلال فقط.
الاعتقالات يجب أن تتوقف
وطالب الأجهزة الأمنية بوقف الاعتقالات والاستدعات للشبان في مختلف المحافظات ويجب أن يكون جزء من الطمأنة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي بعدم وجود اعتقالات في الساحة. في المقابل مطلوب تقديم تطمينات من هؤلاء (حماس والجهاد) للسلطة بأن لا ينتفضوا على السلطة.
سياسية الهدم والإعدام ستزيد تصاعد الانتفاضة
ورأى النائب خريشة أن سياسة الاحتلال القائمة على هدم منازل المقدسيين وأهل الضفة والاعدامات الميدانية ستزيد من اصرار الشباب على الاستمرار والمضي قدما في الانتفاضة، مشيراً إلى أن الشهيد مهند الحلبي مهند الحلبي أكبر مثال على ذلك، وعندما رأيناه يقبل رأس والد الشهيد ضياء تلاحمة، وكأنه كان يوعده بأنه سينتقم لضياء. واصفاً ذلك المشهد بالرائع والخاص بالفلسطينيين وحدهم من بين العالم.
ولفت إلى أن المشاهد والتجارب الفردية حافلة في ذلك، والتي يجب أن تستثمر ، كما يجب أن تكون الفصائل على مستوى التحدي.