حلبي (2) سلاح رعب كاسر للتوازن

خبر الحاخامات تخلع 'الكيبات'.. الوضع 'ماكِلْ سَكَنْ' هكذا وصف 'أيلي' المشهد!

الساعة 11:33 م|19 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

لأول مرة منذ ميلاده لم يعتمر الحاخام ايلي (48 عاماً) (الكيباه) -غطاء رأس صغير ومستدير الشكل، يرتديه الرجال اليهود- خشية أن يكون هدفاً لأطفال حواري وزقاق القدس المحتلة.

ايلي من رجال الدين اليهود الذين زرعوا في نفوس صغارهم في (بيت هامدراش) -مكان يجتمع فيه اليهود للعبادة- انهم لهم مستقبل في فلسطين لكنه سريعاً ما توارى عن أنظار صغار الصهاينة لسببين خشية وقوعه في حرج التزامه في بيته بجانب « النسوان »، أو خشية ان يقفز في وجه مهند حلبي رقم (2) ويحز له رأسه الثقيل العفن.

يوم المستوطن ايلي الذي قَدِمَ من بولندا ليحتل فلسطين كله رعب x رعب، حيث يسكن في مستوطنة بسغات زئيف التي يحدها من الشرق مخيم شعفاط (أبطال السكاكين)، ومن الغرب بلدة حزما (أهلها بارعون في أعداد الملوتوف)، ومن الشمال يحدها قرية عناتا (أبطال المقلاع واسألوا عنها الشهيد وسام فرج).

 

ايلي ينادي زوجته عالياه עֲלִיָּה بصوت مرتجف من غرفة النوم:

-           سكرتي الباب الرئيسي كويس، ولا كيف يا منكوبة ..

ترد عالياه بحنق، قائلة:

-           يلعنك ما أهملك، كنت أقولك هدول الفلسطينيين « ملهمش حل »، آه سكرته يا منكوب، والله ما انا عارفة شو جابني من (وارسو) لأُذبح في القدس، وأنا مالي ومال مهند حلبي

ايلي يقول وهو يضع يده على جبينه الذي يتصببُ عرقاً:

-           لو بيبي نتنياهو بيدق ما تفتخي، تعالي نشوف كيف بدنا نقضي هالايام في البيت،،،

عالياه تهمهم بكلمات غير مفهومة، عرف منها التالي:

-   ..... نيلة تِنَيْلَكَ،،،،

ومع تواصل ثورة السكاكين والدهس الفردي في مدينة القدس المحتلة أكد قادة الاحتلال « الإسرائيلي » على عجزهم عن وضع الحلول الرادعة لها، ولم يجد المستوطنون سبيلاً لهم لتفادي تعرضهم لمحاولات طعن إلا الالتزام في منازلهم.

لم يجد المستوطنون سبيلاً لهم لتفادي تعرضهم لمحاولات الطعن والدهس إلا الالتزام في منازلهم

في صباح كل يومٍ من انتفاضة القدس المباركة يستيقظ المستوطن ايلي، ينظرُ إلى الشارع من شرفته، يرقبُ حركة السيارات، يفتح التلفاز على القناة الثانية ليستمع لأخبار الطعن الليلية وهو يبتلع ريقه الذي تجمد في حلقه من الرعب.

ايلي لا يتوقف البتة عن تحسس رقبته خشية من مصيره المحتوم، غير انه سعيد لان منحه الله ساعات ربما تكون معدودة قبل ان يُغْرَزَ في رأسه سكين مطبخ، أو قبل ان تُطبع فارزات عجلات السيارة على وجهه العفن.

الشمطاء عالياه تنادي على زوجها من المطبخ، قائلة:

-           بدنا أغراض للمطبخ حتى نعيش،،،

ايلي على الفور يرد:

نعم، نعم.. شو بدك خبيبتي!!.. هذا ليس وقت الأكل إنه وقت البحث عن الأمن،،

 -بدك تتخلصي مني عن طريق الفلسطينيين

عالياه لايلي:

-           انت تحتضر من الخوف، وبات من الضروري ايداعك في مستشفى مجانين،،

ايلي يرد بصوت خافت:

-           فعلاً.. أنا بحاجة لمستشفى مجانين

 

خرج إيلي ولم يعتمر قبعته (الكيباه) التي كان يلبسها عند حرق أشجار الزيتون وعند الاعتداء على المرابطات الفلسطينيات في القدس، لم يلبسها خشية أن يعرف أنه مستوطن غادر ويتم اصطياده.

خرج إيلي ومعه مسدس داخل عباءته، ولبس أكثر من بنطال جينز (كابوي) عله يؤخر دخول سكين مهند حلبي (2) للشريان الفخذي -شريان كبير يقع في الفخذ إصابته بسكين قد تؤدي للوفاة الفورية-، حلبي (2) فاهم كويس النقطة هادي وقصة الشريان.

في الطريق يرقب إيلي عيون الأطفال المقدسيين، يترقب صياحات الله اكبر، ويحدث نفسه، مالنا ومال الفلسطينيين، ليتني أعود حيث ولدت، ليتها لم تلدني أمي.

وخلال سيره في الطريق وهو يضع يده اليمنى على رقبته خشية استهدافه، نظر إليه طفل يهودي ابن صهيوني يدعى يعقوب من شباك منزل ساخراً، قائلاً: كنت تدعونا ألا نخاف على مستقبلنا،،، ايلي لا يرد لأنه في موقف لا يحسد عليه.

بعد ان وصل إيلي العيادة النفسية وجدها لأول مرة قد امتلأت عن بكرة أبيها من الصهاينة، من أمثاله الجبناء الذين تتمحور شكواهم ان مهند الحلبي يراودهم في أحلامهم، ويلوح لهم بسكين حاد ذو بريق ساطع...

بعد قليل اعتذر الطبيب النفساني الصهيوني لمرضاه من الإسرائيليين حيث أنه الآخر على موعد مع طبيب نفساني آخر لجلسة علاج، حيث يعاني الطبيب أيضا من مرض عضال اسمه سكين مهند الحلبي، وضياء التلاحمة. 

صحف عبرية: العيادات النفسية استقبلت أعداداً كبيرة من الإسرائيليين منذ 1/اكتوبر

خرج إيلي وهو محبط البتة من العيادة،،

 وفي طريق العودة أخذ يتفكر ويتدبر في احتلال فلسطين،

وحُلم العودة من حيث جاء حيث بولندا،،،

لكن فات الأوان خرج مهند رقم (2) عليه بشكلٍ مفاجئ

 ودق سكينه الحاد في عنقه،،

 ليحوله إلى عاهة مستديمة،، أفقدته ذاكرته،،

 وجعلته لا يتذكر من العبرية إلا كلمة (تفراخ) بمعنى أهرب، و (سيكين) بالعربية سكين، وجملة (خلبي هَوَ روتيسه لهروج اوتيه) بمعنى الحلبي يريد قتلي..

وكانت صحيفة معاريف في موقعها الإلكتروني ذكرت أن عدداً كبيراً وملحوظاً من المستوطنين الإسرائيليين توجهوا لتلقي العلاج في العيادات النفسية بعد بدء العمليات الفدائية في 1/ اكتوبر.