خبر الزهار:المطلوب عسكرة الانتفاضة أمام عدوان الاحتلال ولا حرب على غزة

الساعة 05:28 ص|19 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

محمود الزهار القيادي في حركة المقاومة الاسلامية حماس خلال حوار مطول مع وكالة « فلسطين اليوم »:

-مللنا زيارات وفود المنظمة لغزة

- ما يجري انتفاضة وليس هبة جماهيرية

- مصطلح « هبة » خبيث

- المطلوب عسكرة الانتفاضة أمام العسكرة الإسرائيلية

- لا يمكن أن يلتقي برنامج المقاومة مع برنامج التسوية

- الانتفاضة أفشلت مخطط التقسيم الزماني والمكاني للأقصى

- شن الاحتلال حربا على غزة غير وارد الآن

غزة – فلسطين اليوم (خاص)

أكد الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن ما يجري الآن في القدس المحتلة والضفة الغربية هي انتفاضة بكل ما تعني الكلمة، وحققت انجازات على الأرض لا بد من الحفاظ عليها، أولها إفشال مشروع التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، وإثبات فشل المشروع الصهيوني المبني على الجندي المُسلح أمام شبان يحملون الحجارة والزجاجات والسكين.

وأوضح الزهار في حوار خاص مع مراسل « فلسطين اليوم »، أن مشروع التسوية تأثر سلبياً بشكل كبير جداً، لأن الشارع الفلسطيني أثبت أنه مستعد للتضحية بالدم (المقاومة)، وعدم الارتهان لما يسمى بمشروع حل الدولتين.

وأوضح الزهار، أن الانتفاضة الحالية أثبتت من خلال المشاهد المصورة أن الفلسطيني لو توفر له السلاح سيبدع في مواجهة جنود الاحتلال، الذين يهربون من الشبان الذين يلاحقونهم بالسكاكين.

وأشار، إلى أن هذه الانتفاضة التي شارك فيها الجميع (الكبير والصغير والرجل والمرأة) أظهرت مدى عمق الدين الذي يتسلح به الفلسطينيون في مقاومة الاحتلال، مشيداً بالفتيات اللواتي رفضن خلع حجابهن أمام الحواجز « الإسرائيلية » لتفتيشهن واستشهدن من أجل ذلك.

في سياق متصل، أكد الزهار أن الشباب الفلسطيني ضربوا نظرية الأمن « الإسرائيلية » بالمقتل، خاصة حينما خرج الشبان من غزة التي تعرضت لحروب كبيرة، واجتازوا الحدود واقتلعوا الحديد من الشريط الحدودي وباعوه في الأسواق.

مصطلح الهبة خبيث

وعن وجود سقف زمني للهبة الجماهيرية، قال الدكتور الزهار:« مصطلح هبة ابتدعه من لا يؤمنون بالانتفاضة، ويريدون استخدام مصطلح الهبة لإظهارها بانها حالة عابرة وستنتهي. واصفاً المصطلح بالخبيث. وأن ما يجري هو انتفاضة حقيقية.

وأوضح، أن الانتفاضة الأولى أسست لطرد إسرائيل من غزة الذي تم عام 2005، والانتفاضة الثانية أسست لتولي الحركة الإسلامية مقاليد الحكم في البلديات والتشريعي، والثالثة (الانتفاضة الحالية) ستجعل الناس يبحثون على كيفية التسلح، وعن خيارات المقاومة البديلة عن المفاوضات، إضافة إلى أنها ستعمل على إسقاط رؤوس سياسية وستظهر شخصيات أخرى تعلم العدو دروساً في المقاومة.

الانتفاضة والمصالحة

وعن ضرورة التوجه لمصالحة حقيقية في ظل الوضع الراهن، قال د. الزهار: » يجب علينا ألا نزعج عواطف الناس بكلام ممزوج، والحقيقة أننا أمام برنامجين مختلفين تماماً عن بعضهما البعض، برنامج يرى المقاومة سبيل وحيد ويرى فلسطين كل فلسطين، وبرنامج يقبل بدولتين. وأنه لا يمكن لهذين البرنامجين أن يلتقيا معاً. موضحاً أن المصالحة الحقيقية هي في أنصار البرنامج الذين ظنوا بأنهم سيأتون بدولة على حدود 1967 هم من يجب أن يتصالحوا مع برنامج المقاومة.

وأشار، إلى أن أصحاب برنامج التسوية تسلقوا على الانتفاضة الأولى (87) وجاءوا باتفاق أوسلو، لذلك يجب ان لا نضحك على الشارع. مؤكداً ان برنامج التسوية لن يكون له مستقبل على الساحة الفلسطينية.

شن حرب على غزة

وعن إمكانية تصعيد اسرائيل جبهة غزة للخروج من مأزق الانتفاضة، قال الزهار:« لا نأمن الجانب الإسرائيلي، ولو افترضنا حولها، هو يدرك قوة غزة، وستتساقط عليه الصواريخ في كل مكان وأكثر قوة وتأثيراً. وأنه لا يستطيع أن يدخل شبراً واحداً في غزة، وسيدخل الناس إلى أماكن أبعد مما دخلتها في الأيام والحرب السابقة. مضيفاً أن التقديرات تقول أن احتمال تحويل المعركة مع غزة غير واردة الآن.

تدارس الأوضاع

وأكد الزهار أن حركة حماس تتدارس الأوضاع الجارية مع حركة الجهاد الإسلامي، أما الفصائل الأخرى فهي أذرع لمنظمة التحرير وتريد أن تركب الموجة وتقول تعالوا نعمل قيادة موحدة. موضحاً أنه لا يوجد مانع لدى حماس في تنسيق العمل على الأرض.

الإعدامات ناتجة عن الخوف

وعن إقدام العدو الصهيوني على اطلاق النار على كل مشتبه به، أوضح الدكتور الزهار، أن هذا ناتج عن حالة الخوف والرعب الذي يعيشه الكيان الصهيوني، لانه يدرك أنه لص وجاء لأرض ليست أرضه، لذلك يلجأ للأساليب الخسيسة ليبقي على نفسه.

وأوضح، أن »إسرائيل« لا أخلاق لها وهي بنيت على فكرة ساذجة وأسطورة خرافية.

الانتفاضة وموقع القضية

وحول إمكانية ان تساهم الانتفاضة في عودة القضية الفلسطينية إلى الواجهة والأهمية لدى العرب والعالم، أعرب الزهار عن عدم اعتقاده بذلك، لافتاً إلى أن الشارع العربي يؤيد القضية الفلسطينية بشكل مطلق وفي كل وقت ، لكن المشكلة في الأنظمة فبعضها يؤيد والآخر لا ، مؤكداً أن القضية الفلسطينية ستفرض نفسها على الرأي العام العالمي الغربي والاحتلال »الإسرائيلي« . لافتاً إلى أن الأنظمة الغربية لا تريد للمقاومة الفلسطينية أن تقوم لأنها تؤثر سلبياً على مشاريعهم ومصالحهم الخاصة.

عسكرة الانتفاضة

وشدد الزهار على أن الذين ينادون بعدم عسكرة الانتفاضة يخشون على مصالحهم الشخصية ومواقعهم وبطاقات الـ VIP الممنوحة لهم، موضحاً أن المجتمع الإسرائيلي كله مسلح من الجندي إلى الشرطي إلى المستوطن إلى، والسؤال لماذا لا تُعسكر الانتفاضة أمام عسكرتها من الجانب »الإسرائيلي"؟

وأكد، أن المقاومة الفلسطينية ضربت نظرية الأمن القومي الإسرائيلي بالعسكرة، فلماذا لا تعسكر؟