خبر لتصبح طعناتهم قاتلة.. مفجر ثورة السكاكين بغزة يستذكر بداياته ويقدم نصائحه

الساعة 03:05 م|18 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

« قبل ثلاثون عاماً كانت البداية.. انتهاكاتٌ بحق المواطنين.. اعتداءات على الطلبة وكبار السن.. تدنيس المقدسات وإهانة المعتقلين.. الضرب المبرح دون أذى.. هكذا كان المشهد في قطاع غزة زمن رئيس وزراء الحرب المقتول اسحاق رابين قبل اندلاع الانتفاضة الأولى ».

مشاهد وظروف مشابهة 100% لما يجري اليوم في الأراضي الفلسطينية من اعتداءات إسرائيلية بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية.. أدت فيما بعد لاندلاع الانتفاضة الأولى عام 1988 لكن الذي سبق اندلاع الانتفاضة بثلاثة أعوام حمية الشباب وغيرتهم على أعراض النساء الفلسطينيات اللواتي تهان كرامتهن على الحواجز الإسرائيلية بشكل يومي.

كانت البداية مع أبناء حركة الجهاد الإسلامي بتنفيذ عمليات الطعن البطولية وإعلان ثورة السكاكين كما هي اليوم تماماً مع الشهيد مهند حلبي الذي قام بطعن جندي إسرائيلي ثم سحب سلاحه الشخصي وقتل إسرائيلياً أخر وأصاب اثنين بجراح مختلفة.

ظروف الانتفاضة الأولى مشابهة لانتفاضة القدس

قبل ثلاثون عاماً كانت ثورة السكاكين بقيادة المجاهد خالد الجعيدي الذي يروي لـ« فلسطين اليوم الإخبارية » تفاصيل عملياته البطولية التي أدت لقتل مستوطنين وضابط وإصابة أخر بشلل رباعي.

« شهادتُ بأم عيني اعتداءات جنود الاحتلال على الطلبة الفلسطينيين في مفترق عسقولة بمدينة غزة من بينها إجبار طالبٍِ على تقبيل طالبة لا تمُت له بصلة، وإجبار أخر على تقبيل حمار وتوقيف الطلبة لساعات في وقت الظهيرة وأهانتهم بشكل يومي، كنتُ أغضب كثيراً ولم استطع فعل شيء » القول للمجاهد خالد الجعيدي.

ويضيف: « بعد أن أفرجت سلطات الاحتلال عن خالي من سجن غزة المركزي تحدث لنا عن تعامل ضباط السجن مع الأسرى فكانت معاملته للأسرى سيئة جداً فالشتم والضرب والإهانة كانت بشكل متواصلة على مدار اليوم حينها اتخذ القرار بقتل ضابط السجن وبدأت الحكاية ».

ويشير إلى أن أبناء الشعب الفلسطيني ليست هواة قتل أو طعن لكن الظروف التي عاشها عام 1985 والتي نعيشها اليوم عام 2015 تدفع شباب فلسطين للدفاع عن أنفسهم وعن كرامتهم وعزتهم وعفة نسائهم الطاهرات.

بدأت عمليات الطعن ورد الاعتبار..

« قررت مراقبة ضابط السجن يوم »السبت« إجازتهم الأسبوعية فكان الجنود والضباط يتوجهون إلى سوق فراس لشراء ما يلزمهم وبعد الرصد والمتابعة وجدتٌ إسرائيلياً على الأرض وتحدثت معه باللغة العبرية كي أتأكد من هويته وبعد أن تعرفت عليه طعنته في رقبته طعنة واحدة أدت لقتلة على الفور ثم عدت إلى رفح حيث مكان سكني » القائل خالد الجعيدي.

ويمضي يقول: « نفذت أربع عمليات طعن متفرقة قتل فيها مستوطنين وضابط ومستوطن أخر أصيب بشلل، موضحاً أنه كان يقتل المستوطن الصهيوني بطعنة واحدة في رقبته قائلاً : » لو لم أقتله بالطعنة الأولى لكشف أمري ولتمكنوا من القبض علي« .

واستذكر المجاهد الجعيدي رد الإعلام الإسرائيلي على عملياته النوعية البطولية قائلاً: »كان قولهم أن المستوطنين الذاهبين إلى قطاع غزة فكأنما يذهبون إلى الجحيم لقتل أنفسهم« حينها تضائل عدد المستوطنين ودب الرعب في قلوبهم ».

نصائح هامة لتكن الطعنة قاتلة..

ولتجربته في عملية طعن الإسرائيليين فقد قدم مفجر ثورة السكاكين عام 1985 نصائح هامة إلى أبناء فلسطين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وأراضي عام الـ48 لتكن طعناتهم وعملياتهم قاتلة من ضربة واحدة.

فقد قال: « من يريد تنفيذ عملية بطولية عليه أولاً أن تربطه علاقة طيبة مع الله عز وجل وتكن نيته صافية خالصة لله؛ فكنت أصلي ركعتين قبل تنفيذي العملية، الخطوة الثانية التخطيط الجيد لرصد المستوطن أو الجندي المنوي قتله، بينما الخطوة الثالثة رصد المكان والتعرف على مداخله ومخارجه كي يعود ثانية لقتل المزيد منهم، أما الخطوة الرابعة فهي أن يتم سن السكين جيداً، والخطوة الأخيرة هي ضرب المستوطن أو الجندي ضربة واحدة في الرقبة لأنها قاتلة ثم الهرب ».

ولفت إلى أن أهم تلك الخطوات العلاقة مع الله والرصد والمتابعة لنجاح العملية حيث كان جنود الاحتلال يصابون بالخوف والهلع لعدم تمكنهم من إلقاء القبض على منفذ العملية وهذا النجاح بعينه قائلاً: « اعتقلت بعد تنفيذي العملية الرابعة بشهرين ».

وعن عمليات الطعن في انتفاضة القدس قال: "أشعر بالسعادة والحزن فأنا أكون من السعداء حينما تنفذ عملية طعن وخاصة إذا وقع بها قتل، وأشعر بالحزن على الشهداء الذين يعدمون إعدام برصاص الاحتلال بعد إلقاء القبض عليهم.

دعا للوحدة ودعم الانتفاضة..

ودعا مفجر ثورة السكاكين، أبناء شعبنا وخاصة في الضفة والقدس المحتلتين إلى الجهاد في سبيل الله بكل الإمكانيات المتاحة من حجر أو سكين أو سلاح فعمليات الطعن تدخل الرعب والهلع في صفوف الصهاينة.

وطالب الجعيدي، فصائل المقاومة إلى التوحد كما توحد شبان الحجارة في الميدان ودعمهم بكل السبل المتوفرة لديهم.

يشار إلى أن الأراضي الفلسطينية تشهد عمليات طعن بطولية منذ بداية شهر أكتوبر موقعة قتلى وعشرات الجرحى في صفوف الصهاينة.