خبر من هو البطل- هآرتىس

الساعة 09:36 ص|17 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي سريد

لا يوجد شعب ليس فيه رعاع، ولا يوجد رعاع لا تحين ساعته؛ والان هذه هي ساعته. إذ الان مسموح لكل قوزاقي من لهفا ومن لا فاميليا ان يهرع الى ساحات القدس بحثا عن فريسة.

 

          صديقي عبدالحليم الزعبي، الذي خدم ابناه في الشرطة وتميزا، منعهما من النزول الى العفولة، خشية أن يقعا ضحية لعمل فتك يقوم به جيرانهما. والعمال من المناطق ممن يرممون الان مبنى سكننا، سألونا اذا كان آمنا هنا، في المحيط؛ ماذا كان يمكننا أن نجيبهم.

 

          ازاء « موجة الارهاب »، قرر بنيامين نتنياهو رفع « موجة البطولة ». « المواطنون في الجبهة »، قال، « ومع شجاعتهم – سننتصر ». وبعد لم تجدي كل القرارات الصاخبة والاجراس، نجدهم يحملون عبء الدفاع الذاتي على المواطن العادي، الذي علق صدفة في الساحة. وهكذا تجري طقوس منح الصلاحيات وتبادل الورديات – الوزراء المحروسون ينزلون، والابطال رغم أنفهم – يصعدون.

 

          ولماذا يبدو هذا التلاعب معروفا لي. آه، تذكرت. ليس هذا سوى شكل آخر من أشكال « الجبهة الداخلية قوية ». حين يكون الوضع في اسوأ احواله وتفقد الحكومة الحيلة والصواب، يبدأون بالثناء والتمجيد لـ « قدرة صمود » الجمهور. ربما – مفعم بالثناء – لن يشعر بانه ترك لاهاته. ورئيس الوزراء، الذي يتخذ صورة الذيل للاحداث، فجأة يظهر كرئيس للمتطوعين.

 

          هكذا تصرف سلفه، ايهود اولمرت، في حرب لبنان الثانية. كنا هنا، في الشمال المضروب، في تلك الايام: الناس فرت للنجاة بارواحها وفي الخلف بقي الضعفاء، ممن لم تتوفر لهم القوة للفرار. رأيتهم في حالتهم المخونة، ولا احد يأتي لنجدتهم. ولكن في الملجأ سمعوا في الراديو بان « الجبهة الداخلية قوية »، والوزراء خرجوا من كل زيارة عاجلة معززين.

 

          الان ايضا يتعزز بيبي على ظهر رعاياه، وهو سيكون مرة اخرى « قوي حيال حماس ». لا، انتم لستم وحدكم، اخي بطل مجيد. وستسيرون ايضا في شارع الواد – بيبي معكم: فهو سيخرج في اقرب وقت ممكن الحركة الاسلامية عن القانون، وبيبي الغبي سيصادق له، وكذا يئير السخيف لن يصرخ. « الجناح الشمالي » كريه حقا، وعندي اسباب خاصة لان امقت رئيسه مطبل الحروب؛ أنا اعرفه.

 

          وعلى الرغم من ذلك، اليس رائد صلاح مثل نتنياهو؟ اليست « الاقصى في خطر » موازية لـ « العرب الذين يتدفقون الى صناديق الاقتراع؟ للاكاذيب توجد أقدام وأيدي. ولا نلاحظ الفرق. هذا انتصر في الانتخابات وذاك في الحملة.

 

          يمكن ان تُخرج عن القانون، ولا يمكن اخراجها عن النظام. عن حركة »كاخ« اعلنوا في حينه كـ »تنظيم غير قانوني« ؛ ماذا إذن: أولم يقم لـ »كاخ« ورثة يواصلون طريقها؟ وهل انتهى منذئذ الكهانيون من اوساط الليكود، البيت اليهودي واسرائيل بيتنا؟ وهل »كهانا حي« مات، ام أنه لا يزال حيا في يتسهار وفي الجالية اليهودية في الخليل – يزور الاهالي في يهودا، يقفز على التلال في السامرة – ويركل كل عربي.

 

          المسدس الذي يظهر الان، في المعركة الاولى، لن ينتظر المعركة الثالثة. فهو سيطلق النار فورا، إذ أن هذا هو امر الساعة. من حلم كل حياته »بانزال" عربي ابن زانية – فهذه هي فرصته، دون نائب عسكري رئيس ودون شرطة عسكرية محققة، وحسب قوانين الشريعة.

 

          أفراد من الشرطة في القدس اصيبوا منذ الان بنار رفاقهم، ويهودي طعن منذ الان على يد يهودي في كريات آتا، ولم تطلق بعد الرصاصة التائهة الاخيرة؛ فمن هو البطل الذي يضع سلاحه. هذه مجرد مسألة وقت وحظ الى أن يخرق يهودي بالرصاص فقط لانه يبدو كعربي، تصرف مثل فورات نصار وكانت رائحته مثله، وليس مثل يغئال عمير او يشايشليسل. هذا سيحصل، لاننا متشابهون حتى الفزع، حتى القرف. وجه الرعاع هو دوما كوجه الكلب الذي درب على المهاجمة – ذات القتل في العينين والزبد على الشفتين – واذهب لتميز بين المصابين بداء الكلب.