خبر الطفل « مناصرة ».. عنوان لصراع إعلامي رسمي فلسطيني – إسرائيلي

الساعة 12:33 م|15 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

أصبح الطفل أحمد مناصرة، (13 عاما)، عنوانا لصراع إعلامي، بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية. فالكثير من الفلسطينيين يعتقدون أن الطفل قد قُتل، على يد الشرطة « الإسرائيلية » في مدينة القدس، بعد نشر مقطع فيديو له، وهو ينزف دما من رأسه. لكن « إسرائيل » تقول إنه حي يُرزق، ويتلقى العلاج في مشفى إسرائيلي.

وقد زاد من حدة « اللبس » الحاصل بشأنه، مقتل ابن عمه « حسن مناصرة » (15 عاما)، والذي كان برفقته لحظة إصابته.

وفي ذات يوم الحادث، انتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو للطفل أحمد مناصرة وهو ملقى على الأرض، والدم ينزف من وجهه ورأسه، وحوله عدد من أفراد الشرطة « الإسرائيلية » ومستوطنين « إسرائيليين » أحدهم وجّه له شتائم نابية.

وقد تناقل الفلسطينيون شريط الفيديو على نطاق واسع، مرفقا بمعلومات تفيد بأن الطفل أحمد قد قتل.

ويبدو أن الفلسطينيين اعتقدوا أن مشاهد إصابة « أحمد »، هي لحظات مفارقة الحياة، للطفل القتيل « حسن »، مما حدا بالناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إلى تشبيه « إعدام الطفل حسن مناصرة أمام وسائل الإعلام، على غرار إعدام الطفل محمد الدرة عام 2000 ».

ووصف المسؤول الفلسطيني، الحادث بـ« الجريمة البشعة، التي تتحمل حكومة »إسرائيل« مسؤوليتها قانونيا وإنسانيا وسياسيا ».

غير أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، (بنيامين نتنياهو)، سارع للرد على هذا البيان، بنفي أن يكون الطفل « أحمد »، قد فارق الحياة.

وأصيب الطفل أحمد، في مستوطنة « بسغات زئيف »، المقامة على أراضي شرقي مدينة القدس، يوم 12 اكتوبر/ تشرين أول الجاري، فيما قُتل ابن عمه « حسن »، بعد أن قالت الشرطة « الإسرائيلية » إنهما طعنا « إسرائيلييْن » اثنين.

وتقع المستوطنة « الإسرائيلية » المذكورة، بالقرب من مسقط رأس الطفلين، في حي بيت حنينا.

وقالت الشرطة إن « إسرائيليا » دهس الطفل أحمد، وهو يفر من المكان، فيما قُتل ابن عمه حسن بالرصاص.

وفي يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وزّع مكتب نتنياهو، بيانا صادر عن مستشفى « هداسا » في القدس الغربية، حيث يتعالج مناصرة ينفي وفاته.

وجاء في نص البيان الصادر عن مستشفى « هداسا »،: « يعلن مستشفى هداسا أن خلافا للإشاعات التي تم ترويجها فإن الشاب الفلسطيني البالغ 13 عاما الذي طعن أمس عددا من »الإسرائيليين« في حي بسغات زئيف بالقدس يتلقى العلاج في مستشفى هداسا. »

وعمد مكتب رئيس الوزراء « الإسرائيلي »، إلى توزيع ونشر هذا البيان على نحو واسع.

ولكن الرئيس، محمود عباس، عاد وأثار قضية الطفل في خطابه المتلفز مساء أمس الأربعاء، حيث قال: « لن نستسلم لمنطق القوة الغاشمة وسياسات الاحتلال (..) وإعدام أطفالنا بالدم البارد، كما فعلوا مع الطفل أحمد مناصرة وغيره من الأطفال في القدس ».

ورد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي سريعا على الخطاب، بتصريح مكتوب: « الكلمة التي ألقاها عباس هذا المساء كانت تحريضية وكاذبة، فالفتى الذي تحدث عنه حي ويرقد في مستشفى هداسا بعد أن قام بطعن طفل »إسرائيلي« كان يركب دراجته الهوائية ».

أما أوفير جندلمان، الناطق باسم « نتنياهو »، فقال في تصريح صحفي الخميس: « أبو مازن (عباس)، يعلم تماما أن الطفل الإرهابي أحمد مناصرة حي، ولكنه كذب رغم ذلك لأنه يريد أن يجد رمزاً يحرض على ارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية ».

وأرسل جندلمان للصحفيين، صورا للطفل مناصرة، وهو يتلقى العلاج في المستشفى.

ويظهر في إحدى الصور، مكبلا إلى السرير.

وتشهد الأراضي الفلسطينية، منذ أسابيع، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات « إسرائيلية »، اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة.