خبر في النهاية كل شيء تفجر -معاريف

الساعة 09:12 ص|14 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

في النهاية كل شيء تفجر -معاريف

بقلم: بن كسبيت

(المضمون: تهتاج القدس منذ سنتين. في السنة الماضية اصبح الهياج عنيفا وقابلا للانفجار. وقد سجلت كل العناوين بأحرف حمراء على كل الحيطان، ولكن نتنياهو لم يفعل شيء. باستثناء القاء الخطابات، بالطبع - المصدر).

 

بيبي يقسم القدس. هذا في واقع الامر هو ما يحصل هذه الايام، حين يقرر الكابنت فرض « حصار متنفس » على الاحياء الشرق مقدسية ويقيم فاصل بيننا وبينها، فاصل لن يمنع الماء، وبالتأكيد لن يمنع حملة السكاكين. وبعد أن يلفظ الحصار المتنفس أنفاسه سيفرض حصار غير متنفس، واذا ما استمر الوضع في التدهور – ستنظر اسرائيل في فرض حظر تجول. وفي النهاية سنضطر الى النظر في امكانية اعادة الحكم العسكري. اما حلول اخرى فلا توجد.

 

هذه ظاهرة شعبية، واسعة، منتشرة، غير متوقعة، لا تقاس ولا يمكن السيطرة عليها. وحتى ألف أبو مازن لن يتمكنوا من وقفها. هؤلاء الشباب الفلسطينيون، بعضهم أطفال، ممن يهاجمون بالبلطات والسكاكين، يعيشون في كيان آخر تماما، دافعهم آخر تماما، وهم يجسدون حلم « الربيع العربية » الذي اجتاح الانظمة، الحدود والدول، للخريف الفلسطيني الذي يغمر الان الشوارع من القدس وحتى رعنانا، عبر جدار غزة. منذ زمن غير بعيد، في بداية هذا العقد، كان هناك من حذرنا من « تسونامي سياسي » في اعقابه قد يأتي تسونامي عنف على الارض. وقد تبددت نبوءات الغضب ولم يحصل شيء. وواصلنا كالمعتاد، مقدسين للوضع الراهن، نعيش الحياة الطيبة ومقتنعين بان كل شيء على ما يرام. اما الان فكل شيء يتفجر.

 

تهتاج القدس منذ سنتين. في السنة الماضية اصبح الهياج عنيفا وقابلا للانفجار. وقد سجلت كل العناوين بأحرف حمراء على كل الحيطان، ولكن نتنياهو لم يفعل شيء. باستثناء القاء الخطابات، بالطبع. كل الخطوات البطولية التي « يبادر اليها ويدفعها الى الامام » الان سبق أن تقررت ودفعت الى الامام في السنة الماضية وفي تلك التي سبقتها. وفي النهاية يكاد يكون كل هذا علاقات عامة. نتنياهو يحظر على الوزراء اجراء المقابلات الصحفية، يبعث الى التلفزيون بوزرا « ئه » (شتاينتس، ميري ريغف)، يحصد المكاسب على مشاريع القوانين التي ترفض ويسرب الى قنوات التلفزيون « خطوات الكابنت » قبل لحظة من النشرة الاخبارية، لتهدئة الجمهور. ولكن الجمهور لا يهدأ. لا يوجد ما يدعوه الى الهدوء.

 

منذ زمن غير بعيد هدد نتنياهو من انه اذا صعد « تسيبي وبوجي » الى الحكم سيتعين علينا السفر الى المبكى في مجنزرة. نصف هذه النبوءة تحققت. تسيبي وبوجي ليسا في الحكم، ولكن المجنزرات في الطريق الى القدس. الخطوات الامنية التي يتخذها نتنياهو الان صحيحة. وهو يبدي ضبط النفس ويتصرف بحذر. المشكلة ليست في ما يفعله الان بل ما لم يفعله حتى الان. من يقدس الوضع الراهن ولا يفعل شيئا في عشية السبت، يأكل العصيدة التي طبخها في السبت.

 

الفلسطينيون محرضون، مفعمون بالكراهية وبالاخيلة. وهم لا يتصرفون ببربرية فقط، بل ويكذبون بعد ذلك ويجعلون القتلة قديسين معذبين. كل هذا نحن نعرفه. المشكلة هي اننا نتجاهل دورنا في هذا التدهور. دور اليمين المسيحاني الذي يتحدث بصوت عال عن بناء الهيكل في الحرم، والذي يحج بوتيرة متعاظمة الى الحرم ويعطي للمتطرفين الاسلاميين بنية الادلة الاساس لجعل الذبابة فيلا او التلة جبلا. مشوق أن نرى كم انتفاضة سينتجها الحرم، الى ان نتعلم هذا الدرس.