خبر لا يجب قطع الحبل -اسرائيل اليوم

الساعة 09:13 ص|12 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: دان مرغليت

 (المضمون: خيوط دقيقة تربط المجتمع الاسرائيلي بالعرب الاسرائيليين، ويجب الحفاظ عليها لأن قطعها سيتسبب بالضرر للجميع. - المصدر).

 

          طالما أصل أنا وأمثالي مع عائلاتنا الى ملعب كرة القدم في سخنين لمشاهدة المباريات، فان هناك خيط ما زال لم يُقطع في الايام الصعبة ايضا. في احيان كثيرة يتهتك لكنه لا ينقطع، وهذا في مصلحة جميع الاوساط في المجتمع الاسرائيلي. هكذا هي الحال في محل لبيع الادوات المنزلية في أم الفحم وسوق المخللات في الطيبة وفي قلب تل ابيب وبئر السبع. لكن الحديث لا يدور عن حبل اجتماعي معدني بل عن حبل من القنب يزداد الخوف من قطعه.

 

          إن قرار الاضراب العام غدا في الوسط العربي لا يتجاوز الحق الطبيعي في التظاهر ولا يقطع هذا الحبل. لكن على رؤساء الجمهور – لا أقصد المحرضين مثل د. زحالقة أو حنين الزعبي – اعطاء رأيهم حول شروط اللعب والرد المطلوب من السلطات.

 

          ويجب عليهم مراعاة عدد من الاعتبارات في ذلك: من جهة يمكن تفهم الجمهور العربي الاسرائيلي الذي يريد اقامة الدولة الفلسطينية في شرقي البلاد، رغم أنهم هم أنفسهم يريدون العيش في دولة اسرائيل التي يهاجمونها؛ ومن جهة اخرى يجب عليهم فهم أن قوات الامن لن تتسامح مع راشقي الحجارة وحاملي السكاكين ومن يطلق النار ويقتل أو من يريد العودة الى العمليات الانتحارية.

 

          الشرطة وجنود الاحتياط والجنود الذين يتم ارسالهم لمواجهة المخربين سيطلقون النار على كل من يعرض حياة المواطنين للخطر. فهم ليسوا اطباء نفسيين، ولا يجب أن يقوموا باجراء بحث نفسي في لحظة الفوضى مع المخرب اذا كان ينوي أو لا ينوي الحاق الضرر بمواطن بريء. فطالما أن السكين في يده أو المقلاع، فانه بهذا يضع نفسه في الخطر على حياته.

 

          من الافضل أن يقول عرب اسرائيل للاعشاب الضارة لديهم، ولاخوانهم في نابلس وشرقي القدس، إن من يحمل السكين الحادة سيكون شهيدا رغم أنفه، وإن فرص نجاته من الموت قليلة. فطالما أنه يلوح بالسكين أمام مواطن بسيط فان الشرطي لا يمكنه التعهد بأن اطلاق النار لن ينتهي بالموت.

 

          هذا لا يشذ عن فهم حكومات اسرائيل على اختلافها، والتي استثمرت كثيرا في الوسط العربي، لكن ليس في الدروس المطلوبة. وهناك مكان لاجراء الاصلاحات وتقليص الفجوات. فالاهمال من الحكومات تحول الى أم المشاكل. يمكن النقاش في كل ذلك في اليوم التالي للمظاهرة، أي بعد عودة الحياة الى طبيعتها.