خبر عملية، من مسافة صفر -يديعوت

الساعة 10:18 ص|08 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

 (المضمون: في غضون بضع ساعات أخلت العملية في شارع الواد مكانها لعملية في الطريق من تقوع، لعملية في كريات جات، لعملية في بيتح تكفا. موجة الارهاب تهدد بان تصبح تسونامي - المصدر).

نساء الحرم، المرابطات – هتفن « الله اكبر »، « الله أكبر ». كنّ أربعة: اثنتان منهن صورتا الحدث بجواليهما، واثنتان هتفتا. افراد الشرطة دفعوهن نحو أعلى العقبة، زقاق مدرج يتجه الى الاعلى غربا، في الاتجاه العام الى باب الخليل. وقد توقفن بعد نحو عشرين درجة، وواصلن الهتاف.

وكانت الساعة 10:40 من صباح أمس. سرت في شارع الواد، بمرافقة احد سكان البلدة القديمة الذي كان شاهدا على العملية الاجرامية في منتهى السبت. اردت ان افهم ما حصل بالضبط هناك، عندما هاجم المخرب اهرون بانيتا وزوجته أديل، الى اين فرت، وعلى مسمع من هتفت « النجدة ». سرنا من الجنوب الى الشمال، من المبكى الى البيت الذي يسمى على اسم شارون، رغم ان شارون لم يقضي فيه حتى ولا ليلة واحدة. وفجأت سمعت صرخة حادة لامرأة، صرخة تكاد لا تكون انسانية في شدتها، وبعد بضع ثواني من ذلك صوت اطلاق نار من مسدس.

الزقاق الذي كان يعج بالناس، صمت دفعة واحدة. وجد الناس مخبأ في مداخل المحلات. سارع الفلسطينيون الى الهرب الى الوراء خشية التورط. وكان الرعب على وجوههم. ركضت الى الامام، بالتوازي مع الشرطة. المخربة، شابة بجلباب اسود، انهارت وسقطت على حجارة البلاط. وتلوى جسدها. قلبها افراد الشرطة باقدامهم على بطنها، على ظهرها، للتأكد من انها لا تحمل سلاحا. وكانت السكين الى جانبها، على الارضية، مضرجة بالدماء.

وقعت العملية في مدخل مدرسة « عطيرت كوهانيم ». وامام المدخل يوجد محال تجاري. المخربة، شابة ابنة 18 من حي صور باهر واسمها شروق دويات، انهارت امام الدمى الملونة التي وضعت للبيع في داخل الزقاق. وبعد أن فحصت توجه اليها مسعف لتقديم العلاج لها. وبعد ذلك توجه لمعالجة دانييل، رجل عطيرت كوهانيم الذي رغم أنه طعن تمكن من ان يمتشق مسدسه ويشل حركة الطاعنة. دانييل اصيب بجراح طفيفة، في يده وفي القسم العلوي من جسده. وقد ضمد في المكان. من حيث النتيجة، انتهت هذه العملية على خير.

في غضون عشر دقائق وصلت الى ساحة المبكى سيارة نجمة داود الحمراء، سيارة جيب ضيقة كما هو مطلوب في أزقة البلدة القديمة، اعدت كسيارة اسعاف. ونقلت المخربة الى السيارة التي عادت الى ساحة المبكى. وقد خلفت بقعة دم على البلاط وقطعة قماش مضرجة بدمائها. واغلق افراد الشرطة في هذه المرحلة الساحة من جانبيها واخلوا كل من كان فيها. عشرات عديدة من افراد الشرطة ومقاتلي حرس الحدود تدفقوا الى الداخل، وقد تصرفوا بسرعة وبمهنية. لم يكن لازما العنف: العرب القلائل المتبقين تابعوا أفراد الشرطة صامتين. وقد كان ممكنا قطع الصمت بسكين.

في غضون بضع ساعات أخلت العملية في شارع الواد مكانها لعملية في الطريق من تقوع، لعملية في كريات جات، لعملية في بيتح تكفا. موجة الارهاب تهدد بان تصبح تسونامي.