خبر لننقذ الاعلام من نتنياهو -هآرتس

الساعة 09:43 ص|01 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

فرع الاتصالات الاسرائيلي هو فرع كبير وهام. وصحيح حتى العام 2014، فقد بلغت الدورة المالية لشركات الاتصالات 22.3 مليار شيكل. ويأتي هذا المال من جيوب المواطنين، وكل قرار حول سوق الاتصالات يهم كل منزل وكل مصلحة تجارية في اسرائيل. وعن كل هذا مسؤولة وزارة الاتصالات، المسؤولة بشكل مباشر وغير مباشر عن مصير وسائل الوسائط في اسرائيل، بما فيها قناتا 2 و 10، سلطة البث، وكذا منصات HOT و yes.

 

          وزير الاتصالات الحالي هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومدير عام الوزارة هو رجل ثقته شلومو فيلبر، الذي شغل منصب رئيس مقر الانتخابات لليكود في حملة الانتخابات الاخيرة. وحسب ما نشر في « ذي ماركر » يوم أمس، فمنذ انتخب نتنياهو لولايته الرابعة كرئيس وزراء، تمنح وزارة الاتصالات انظمة ادارية مريحة لبيزك، شركة الاتصالات الاكبر في السوق الاسرائيلية والاحتكار المركزي في مجال الهاتف والانترنت، تساوي لدى الشركة مئات ملايين الشواكل. ويجدر بالذكر المعاملة المفضلة لبيزك في نفس الوقت مع موقف رئيس الوزراء في مسألة صفقة الغاز والمقدرات الطبيعية والذي تبنى مصلحة الشركات، وليس بالذات مصلحة المستهلكين. باستثناء أن بيزك لا ترتبط بمسائل استقرار الطاقة والامن الاقليمي بل بموضوع هامشي اكثر بكثير – كم يدفع الاقتصاد المنزلي على خدمات الاتصالات لديه، وكم خيار يوجد له.

 

          من الصعب شرح دوافع نتنياهو في سوق الاتصالات، باستثناء الرغبة في الحصول على تغطية اعلامية عاطفة. فبيزك تحوز موقع « واللا » الاخباري الذي هو الموقع الاسرائيلي مع زمن المشاهدة الاطول. حسب معطيات شركة « كومسكور » وبصفته يعتبر من يمنح نتنياهو تغطية عاطفة نسبيا. ولكن نتنياهو ملزم بالشفافية: فرئيس الوزراء لم يرد بعد على سؤال بسيط – هل التقى بالشركات المظلومة في سوق الاتصالات واصحاب الاسهم فيها؟ اذا كان نعم، فمتى، من حضر اللقاء، وعلى ماذا دار، وهل سجلت محاضر. لا مانع من ان يلتقي وزير الاتصالات مع مندوبي الشركات في السوق، باستثناء أن هذا ليس موضوعا خاصا بل موضوعا عاما.

 

          قسم الاعلام هو متميز بعلاقته مع مسائل حرية التعبير والرأي العام. من الناحية الاقتصادية هذا قسم مستقل لا يعتمد على ميزانيات الدولة. لهذه الاسباب لا يوجد شيء كهذا « وزارة الاعلام » بجميع دول العالم ويتم ترتيب الامر من خلال سلطة اعلامية مهنية ومستقلة. الكثير من اللجان المهنية اوصت مرة وراء الاخرى في العشرين سنة الاخيرة حول مسألة وزارة الاتصالات واقامة سلطة اعلامية مهنية بدلا منها، تقوم بترتيب القسم بعيدا عن السياسة. آن الاوان أنه كما تم التنازل عن وزارة الصحة يتنازل نتنياهو ايضا عن وزارة الاعلام او الاتصالات.