خبر التحريض هو عبارة عن سلاح -اسرائيل اليوم

الساعة 09:52 ص|30 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: د. افرايم هراره

 (المضمون: المطالبة بوقف التحريض على اسرائيل واليهود ستدفع المجتمع الدولي الى الاهتمام بذلك كمقدمة لوقف التحريض والكراهية في اوساط الاطفال الفلسطينيين - المصدر).

الاخلال بالنظام مؤخرا يتميز باستخدام كبير للاطفال الى جانب البالغين. آباء هؤلاء الاطفال ليسوا بحاجة الى بذل الجهد لاقناع الاطفال برشق الحجارة والزجاجات الحارقة على اليهود، على حافلاتهم وعلى منازلهم: منذ مرحلة الروضة يتعلم الاولاد الفلسطينيون كراهية اليهود والسعي الى القضاء عليهم وعلى دولتهم.

 

اليكم مقاطع من أغنية يتعلمها الاطفال في هذا العام في رياض الاطفال في السلطة: « مصيركم أيها اليهود الاهانة والمعاناة/ أيها الصهاينة/ أيها المخلوقات الاكثر سوءً/ القردة والبرابرة والخنازير... القدس ستلفظكم لأنكم أنجاس وهي طاهرة/ هي نظيفة وأنتم قذارة... لا أخاف من بربريتكم طالما أن قلبي هو القرآن وطالما أن الحجارة في يدي ».

تحمل مدارس السلطة احيانا أسماء قتلة: ثلاث مدارس تحمل اسم دلال المغربي، المخربة من فتح التي شاركت في عملية الساحل في 1978 حيث قتل فيها 38 مواطنا اسرائيليا منهم 12 طفلا وأصيب 71. في هذه الايام صحف السلطة تُمجد الاطفال الفلسطينيين الشجعان وتتحدث الكاريكاتورات عن دعم الآباء لاولادهم وهم يرشقون الحجارة. ويشار الى أن اسرائيل قد محيت من خرائط الكتب التعليمية في السلطة.

هذه الامور هي نتيجة سياسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي قال هذا الاسبوع « اليهود يُدنسون الاقصى بأقدامهم النجسة ». موضوع التدنيس هو مفهوم ديني، ولم يُذكر تقريبا في وسائل الاعلام الاسرائيلية. وفي نفس الخطاب ذكر عباس الشهداء الذين سقطوا من اجل القدس، وأنهم سيذهبون الى جنة عدن وأن الله سيُكافيء من أصيب من القوات الاسرائيلية.

هذا النهج يمثل التقاء تنظيم تحرير فلسطين مع النهج الاسلامي والتخلي عن الفكرة القومية الفلسطينية. الموقف الاسلامي يعتبر وجود دولة اسرائيل نجاسة مثلثة: أولا، اسرائيل تسيطر على جزء من دار الاسلام التي احتلت في القرن السابع من الخليفة عمر، لهذا هي ملك للأمة الاسلامية؛ ثانيا، على اليهود أن يكونوا مُهانين تحت السيطرة الاسلامية؛ ثالثا، اليهود يسيطرون في دولة اسرائيل على المسلمين وعرب اسرائيل، لذلك من واجب كل فرد اخراج هذه النجاسة المثلثة والقضاء على دولة اليهود.

تستثمر اسرائيل كثيرا في العمل الاستخباري واجهزة الامن من اجل القضاء على انتفاضة الاطفال، لكنها لا تركز على وقف التعليم على الكراهية. الطريقة الافضل لمنع هذا هي اغلاق الصنابير. وصنبور الكراهية المركزية في البيت الفلسطيني هو التعليم على القضاء على اليهود ودولتهم. لنُزيل فقط من غذاء الاطفال الفلسطينيين زجاجة الكراهية الدينية وبذلك نستطيع القضاء على الزجاجات الحارقة. إن المطالبة بوقف التحريض اللاسامي الفلسطيني قد تجد تأييدها في المجتمع الدولي. واذا اشترطت اسرائيل تقديم التسهيلات والخدمات للفلسطينيين، فانها تستطيع أن تطرح موضوع كراهية اليهود في البرنامج اليومي الدولي، وتفرض على السلطة وقف التعليم اللاسامي.

على الحكومة الاسرائيلية فحص التعليم في المدارس والمساجد العربية في العاصمة والجليل والنقب: هناك من صلاحياتها ومن واجبها اقتلاع التعليم على الكراهية.