خبر وقاحة غير مسبوقة -هآرتس

الساعة 10:06 ص|29 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: موشيه آرنس

 (المضمون: بغض النظر عن مواقفه السياسية، يجب على السفير الاسرائيلي أن يمثل دولة اسرائيل وحكومتها بالطريقة المهنية الافضل - المصدر).

 

          البروتوكول الدبلوماسي يلزم الحكومات التي تريد تعيين سفير لها في دولة اجنبية بالحصول على الموافقة على هذا التعيين. بالفرنسية – التي كانت في السابق لغة الدبلوماسية الدولية – يسمون ذلك « أغريمنت ». جذور هذا الاجراء توجد كما يبدو في الاتفاقات التي تم التوقيع عليها في كونغرس فيينا في 1815. وفي الوقت الحالي لا يعدو الامر كونه اجراءً رسميا. ويجب النبش في كتب التاريخ لايجاد سابقة لم تُمنح فيها الموافقة. وحسب معرفتي لم يكن حدثاً كهذا في تاريخ الدبلوماسية الاسرائيلية.

 

          يمكن اعتبار اجراءات السفراء الثلاثة السابقين حدثا تاريخيا. فقد توجهوا لحكومة البرازيل مطالبين بعدم الموافقة على قرار حكومة اسرائيل تعيين داني ديان سفيرا لاسرائيل في البرازيل.

 

          الحديث هو إذا عن سابقة تاريخية. اجراءات الثلاثة – أحدهم كان تعيينا سياسيا، أما الآخران فكانا دبلوماسيين مهنيين (أحدهما كان مدير عام وزارة الخارجية) – اجراءاتهم أمور لا تُغتفر، والموضوع سيتحول الى قسم أساسي في سيرتهم الذاتية. وفي كل ما يتعلق بالدبلوماسيين المهنيين اللذين كانا جزءً من الخدمة الخارجية – الامر الذي لا يمكن استيعابه. لا شك أنه خلال خدمتهما تعلما وعلما الآخرين أن وظيفة الدبلوماسي المهني هي تمثيل حكومة اسرائيل دون اعطاء المواقف السياسية الخاصة.

 

          عند انضمامهم الى الخدمة الخارجية عرفوا بلا شك أنه اثناء خدمتهم ستتغير الحكومات، حيث أن اسرائيل دولة ديمقراطية؛ احيانا مثلوا حكومة صوتوا من اجلها واحيانا اضطروا الى تمثيل حكومة صوتوا ضدها. وفي كل الاحوال سيكون عليهم بذل الجهد. الثالث كان سفير اسرائيل في اطار تعيين سياسي، كان يجب عليه أن يعرف أن التوجه الى حكومة اجنبية وطلب عدم الموافقة على سفير عينته حكومة اسرائيل هو أمر شاذ عن قواعد الاخلاق.

 

          اثناء شغلي منصب وزير الخارجية قمت بتعيين عدد من السفراء. ولم أهتم أبدا بمواقفهم السياسية لأنني لم أشك للحظة أنهم سيبذلون جهدهم لتمثيل اسرائيل وحكومتهم. لقد اخترتهم بناء على قدراتهم فقط. وضمن التعيينات السياسية المسموحة عينت زلمان شوفال سفيرا في واشنطن. وقد أدى دوره بنجاح واستمر فيه ايضا بعد انتخاب اسحق رابين لرئاسة الحكومة.

 

          ورثت من شمعون بيرس الذي كان وزيرا للخارجية قبلي، تعيينا سياسيا: شمعون شمير، سفير اسرائيل في القاهرة.

 

          عندما دخلت الى الوزارة اقترح شمير الاستقالة، لكنني رفضت ذلك، واستمر في دوره بنجاح كممثل لاسرائيل في القاهرة اثناء فترة متوترة للعلاقات بين الدولتين. هذه أمثلة على السلوك الذي نتوقعه من سفرائنا. وهناك حالات يكون فيها السلوك حسب المعايير الاخلاقية أهم كثيرا من المواقف السياسية.

 

          بالنسبة لديان: جميع مواطني اسرائيل، بغض النظر عن مواقفهم السياسية، يستطيعون تأييد تعيينه سفيرا لاسرائيل في البرازيل. هذا دور مهم لأن البرازيل هي واحدة من الدول العشرة المهمة في العالم، ولدى ديان الامكانيات المطلوبة لتمثيل اسرائيل كلها وليس فقط حكومتها.