خبر السرقات تغزو بيوت المقيمين العرب وجيوب السياح في إسطنبول

الساعة 02:18 م|28 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

بعد انتهاء عمله وعودته إلى منزِله الواقع في منطقة «باجيلار» في مدينة اسطنبول التركية، اكتشف الشاب العراقي أحمد الموصلي أن باب شقته قد كُسر، ليكتشف سريعاً أن شقته المستأجرة قد تعرضت لعملية سرقة طالت جميع الأشياء والمقتنيات الثمينة التي يمتلكها.

الموصلي (25 عاماً) والذي يعمل صحافياً، يقول لـ«القدس العربي»: «سمعت الكثير عن السرقات في إسطنبول، واتخذ بالعادة إجراءات وقائية، لكن لم أتخيل أن يصل الأمر إلى كسر الباب واقتحام الشقة بهذا الشكل.. لقد سرقوا نقوداً وهاتف محمول ولاب توب وساعات اليد وكل شيء ثمين في الشقة».

وتتزايد بشكل كبير في الآونة الأخيرة ظاهرة السرقة في مدينة إسطنبول، حيث يستهدف السارقون بالدرجة الأولى المقيمون العرب، والسياح الذي تقدر أعدادهم بالملايين يصلون المدينة السياحية سنوياً، وتتركز في المناطق التي يقطنها العرب ويرتادها السياح وتضعف فيها الإجراءات الأمنية.

الفلسطيني نائل محمد يقول تعرضت لعملية سرقة وأنا في المنزل مع زوجتي وأبنائي، موضحاً: «الساعة الخامسة فجراً استيقظت على صوت حركة في المنزل، وشاهدت اثنين من السارقين يهربون من الشقة، وحاولت اللحاق بهم لكنهم تمكنوا من الهرب بعيداً».

ويتابع محمد الذي يقطن منطقة الفاتح المزدحمة والتي يتركز فيها التواجد العربي، بالقول: «اكتشفت أنهم سرقوا أجهزت اللاب توب والهواتف المحمولة ومبلغ 10 ألاف دولار من نفس الغرفة التي كنا نيام بها، لا بد أنهم استخدموا مخدر»، مشيراً إلى أنه أبلغ الشرطة التركة بالحادثة ووعدوه بمتابعة الأمر لكن لم تظهر أي نتائج حتى اليوم، بحسب محمد.

ويعيش في مدينة إسطنبول قرابة 15 مليون مواطن تركي، بالإضافة إلى السياح ومئات آلاف المواطنين القادمين من المدن الأخرى، بجانب مئات آلاف المقيمين العرب، لا سيما السوريين والعراقيين والليبيين الذين وصلوا تركيا هرباً من الاضطرابات الأمنية التي تشهدها بلادهم.

ويتهم الكثير من الذين تعرضوا للسرقة الشرطة التركية بالتقصير في مكافحة هذه الظاهرة، بحسب الدكتور جلال ضياء الذي تعرضت زوجته للسرقة في وضح النهار بأحد المجمعات التجارية الضخمة بالمدينة».

يقول ضياء: «تم سرقت شنطة زوجتي الخاصة، وبها مبلغ مالي وهاتف محمول حديث والعديد من المقتنيات، وأبلغنا أمن المجمع التجاري، وظهرت عملية السرقة في التسجيلات وشاهدها الأمن ولم يقم بفعل شيء بحجة أن الأشخاص غير معروفين ومن الصعب التعرف عليهم».

وأدى تصاعد الظاهرة إلى زيادة المخاوف لدى المقيمين العرب بسبب تأكيدات من أشخاص تعرضت منازلهم للسرقة أفادوا بأن بعض السرقات باتت أشبه بـ«السطو المسلح» حيث يقتحم المنزل شخص أو أكثر مسلحين بمسدسات أو أسلحة بيضاء أو بخاخات مخدرة ويعملون على سرقة الأشياء الثمينة تحت التهديد.

وباتت المجمعات السكنية التي تتمتع بحماية أمنية من شركات خاصة ملجأ نسبة كبيرة من العائلات العربية على الرغم من ارتفاع أسعار الإيجار الشهري لها وبعدها عن مركز المدينة، حيث تتركز المصالح الحكومية والجامعات والمناطق السياحية.

حاتم عبد الله شاب سوري يعمل في إسطنبول، يقول: «في إحدى المرات اكتشفت شخص يحاول كسر الباب والدخول إلى المنزل، شعرت زوجتي وطفلتي بخوف كبير، بعدها قررت نقل المنزل إلى مجمع سكني أكثر أمناً أدفع له 1600 ليرة تركية من أصل راتب لا يتجاوز 3000 ليرة».

غيداء شابه سورية تعيش في السعودية، تدرس في مدينة إسطنبول، تشرح ما حصل معها بالقول: «دخلت أحد المحلات التجارية ووضعت شنطتي جانباً لقياس بعض الملابس التي أنوي شراءها وعند خروجي فقدت محفظتي من داخل الشنطة»، وتتابع غيداء: «أنكر صاحب المحل علمه بالأمر، وبعد محاولات ومناوشات أخرج المحفظة وأعطاني إياها ولكن سرعان ما اكتشفت أنه قام بسرقة جميع النقود من داخلها، واضطررت للمغادرة ولم أدري ماذا افعل».

وبموازاة ذلك تنتشر بشكل كبير ظاهرة سرقة الهواتف النقالة الحديثة داخل وسائل المواصلات التي تشهد ازدحاماً كبيراً على مدار الساعة والعام في إسطنبول، وبحسب إحصاءات للشرطة التركية فإن عشرات الهواتف تفقد يومياً في الباصات العامة وخطوط المترو والترام والمتروبوس.

وعلى الرغم من انتشار كاميرات المراقبة الحديثة في كافة أحياء وشوارع ووسائل مواصلات إسطنبول، إلا أن الأجهزة الأمنية التركية لم تتمكن حتى اليوم من وضع حد لهذه الظاهرة، وتقوم ببث تحذيرات في وسائل المواصلات للركاب من أجل التيقظ حتى لا يقعوا فريسة لعمليات السرقة.