خبر التلفزيون الذي كان ولم يعد- هآرتس

الساعة 08:24 ص|28 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

التلفزيون الذي كان ولم يعد- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الموت المفاجيء لموطي كيرشنباوم أول أمس، أحدث في نهاية الاسبوع اصداء عديدة واثار ردود فعل حزن وعزاء، ربما أكثر مما كان متوقعا. معظم المعزين، ولا سيما في الشبكات الاجتماعية، لم يعرفوا كيرشنباوم شخصيا، ولكنه كان ضيفا دائما في بيوتهم. لم يكن نجما تلفزيونيا يدير برامج تلفزيونية ترفيهية تختبىء خلف برامج الحوار أو مقدما لمسابقات غناء وطعام، بل كان صحفيا نوعيا، ساخرا حذقا، مديرا ومحررا كفؤا ومنتجا لافلام وثائقية من الدرجة الاولى – ليس هذا بموضة التلفزيون التجاري الحالية. ومع ذلك، كان الحزن واسعا وشعبيا.

 

          13 سنة « لندن وكيرشنباوم »، افلام الطبيعة الرائعة التي انتجها وابداعه التلفزيوني والاداري طويل السنين جعلت كيرشنباوم احد الشخصيات التلفزيونية المحببة والمقدرة في اسرائيل.

 

          لقد كان من مهندسي برامج السخرية الاسرائيلية، كمنتج ومخرج برنامج « تنظيف الرأس » الذي نال عليه جائزة اسرائيل ومن الطليعيين البارزين في الصناعة الوثائقية في اسرائيل، كمحرر ومخرج لتقارير وافلام عديدة، منها « الى آبار المياه » على خط وقف النار في حرب يوم الغفران. لقد كان من العواميد الفقرية لسلطة البث، التي قاتل فيها في سبيل تقدم حرية التعبير والابداع ومن أجل الاستقلالية عن املاءات المؤسسة الرسمية: كمدير دائرة البرامج في القناة، وقف في 1978 خلف بث الدراما « خربة خزاعة »، باخراج رام ليفي، والذي طلب منتخبو الجمهور منع بثه لانه تجرأ على أن يجلب، لاول وآخر مرة، رواية النكبة ورفعها الى ساعة البث الذروة، في القناة التلفزيونية الوحيدة التي كانت في حينه.

 

          البرنامج الحواري اليومي الذي كان يقدمه مع زميله يرون لندن، كان في السنوات الاخيرة الملجأ شبه الاخير لمحبي الصحافة الحقيقية، المثقفة وموسعة العقل في التلفزيون. كما أنه كان احد البرامج الحوارية الاخيرة في التلفزيون، التي يمكن له أن يطور فكرة، يعرض موقفا او يواصل قصة بتوسع ما وبتعمق نسبي. وانظروا العجب، رغم ان البرنامج لم يستوفِ المقاييس العليلة لمسؤولي التلفزيون التجاري، اصبح نجاحا تجاريا واسع التغطية. لقد اثبت ان حتى للحوار الفهيم والمنفتح لا يزال هناك سوق في اسرائيل؛ وأن الحديث مع عالم، مفكر، شاعر او فنان لا يزال عليه طلب؛ وانه لا يزال ممكن الاعراب عن كل رأي.

 

          الحزن العام الواسع على موت « موطي » هو حزن على صوت صمت، ليس له ورثة في مستواه وفي قامته. حزن ايضا على تلفزيون يختفي من حياتنا.