تقرير « أبو سلاح » قضى أيام العيد في بيته..!

الساعة 07:23 م|27 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

« العيد بيكون مع الأهل والأصدقاء .. في الحارة التي أنشأت بها .. أمضيت كل وقت العيد في البيت .. اشتقت لزوجتي لأطفالي لأمي.. اشتقت لتراب بلدتي ومياهها وجبالها.. أحن للعودة إلى جنين وكلي شوق وأمل في احتضان أهلي وقضاء أيام العيد بينهم أمرح وأفرح ».

« أشعر بألم الفراق عن أهلي وأحزن كلما جاءت المناسبات الجميلة والسعيدة وأنا بعيداٌ عنهم لا استطيع أن ألمس جسد أبنائي، حتى زوجتي التي مكثت معي في غزة ثلاثة سنين ونصف بعد التحرر في صفقة (شاليط) منعتها سلطات الاحتلال من العودة إلى غزة بعدما ذهبت لمدينتي وحبيتي »جنين« كي تزوج أبني سلاح ».

العيد يكون مع الأهل والأصدقاء في تراب جنين ومياهها وجبالها هناك العيد الحقيقي

الأسير المحرر باسم نزال الذي أمضى في سجون الاحتلال 20 عاماً، يقول لـ« فلسطين اليوم الإخبارية » بغصة الألم والبعاد: « لا يوجد عيد لا بهجة لا سرور لا أجواء فرح وسعادة زوجتي بعيدة عني وابني تزوج ولم أشاركه الفرحة بجسدي وأهلي هناك في جنين لم أراهم إلا عبر الأجهزة الإلكترونية فكيف سيكون عيدي جميل فكيف سأسعد في هذا العيد كغيري من أباء العالم العربي والإسلامي والغربي ».

آهات باسم « أبو سلاح » تكاد تقتل قلبه من شدة الحزن على البعد وعن أحبابه وأصدقائه وحارته مضيفاً: « لا زلت أشتم رائحتها الجميلة وراحة مياهها العذبة وجبالها الشاهقة حتى لو مكثت أنا وأبنائي وعائلتي لسنوات في غزة فلن أنسى جنين مهما طال الزمن ومهم قصر فهي الفرحة الأولى والأخيرة فالعودة إليها عيد ويكفي أن منها جاهدت في سبيل الله واعتقلت من أجل فلسطين والأقصى ».

قضيت أيام العيد في البيت وتذكرت الزنزانة والسجان والأسرى

وأشار أبو سلاح إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بكل عنجهيته أن يكسر إرادتنا ويمنعنا من الفرحة لكن نقول لهذا المحتل، « سنفرح وسنحتفل وسنزوج أبنائنا رغم البعد عنهم ولن نستسلم أبداً ».

وعن قضاء أيام عيد الأضحى المبارك قال بلوعة البعد والألم: « قضيت أيامي في البيت لم أخرج لم أشتري ملابس العيد لم أزر أصدقائي المحررين لم أذهب لأي مكان في غزة فضلت الجلوس في البيت تذكرت حينها الزنزانة والسجان الإسرائيلي وتذكرت أخواني المعتقلين تذكرت كل شيء في السجن ورغم ذلك لم أخرج ».

وعن أمنيته قال: « أتمنى أن تتحرر فلسطين من دنس المحتل أن ينتصر المرابطين في الأقصى أن نعيش بأمن وسلام وأن يلتم شملنا جميع الفرقاء في الوطن والشتات أن نكون يد واحدة في مواجهة المحتل باختصار شديد أتمنى أن ينتهي الانقسام المرير ».

ذهبت أنا وأسرتي لكل مكان في غزة خلال العيد لكن لم أشعر بالفرحة الكبيرة لأنني بعيدٌ عن أهلي وبلدتي

لم يختلف المحرر « أبو سلاح » عن صديقة المحرر كفاح العارضة (أبو مصطفى) الذي أكد حزنه وألمه الشديد للاحتفال بعيد الأضحى المبارك بعيداً عن الأهل والأصدقاء في مدينته جنين.

حيث قال المحرر أبو مصطفى لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية: « أنا تزوجت ولدي من الأطفال اثنين وأذهب مع أصدقائي في كل مكان بغزة لكن لا أشعر ببهجة العيد وسعادتها لو أعيش تلك اللحظات أنا وأسرتي في بلدتي جنين وبين الأهل والأحبة هناك ».


المحرر كفاح العارضة يجلس إلى جانب والدته

ويضيف: « 4 سنوات ولم أحتضن أهلي حتى أنهم ممنوعين من زيارتنا حتى لو كان ذلك خارج فلسطين في الأردن أو في مصر أو في غيرها من البلاد العربية، فهذا الأمر مؤلم جداً فنحن لا زلنا نعاني مرارة السجن بالبعد عن الأهل والأحبة ».

وتمنى أبو مصطفى بأن تنتهي معاناته ومعاناة الأسرى كافة وأن ينظر المسؤولين إلى قضيتهم بعين الرأفة وأن يحاولوا بكل جهدهم الضغط على المحتل للسماح لأسر الأسرى في قرى الضفة المحتلة لزيارة أبنائهم المحررين في قطاع غزة.

صفقة شاليط

ومن الجدير ذكره أن المحررين كفاح العارضة ومحمد نزال قد تحررا في صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط) عام 2011 حيث تمكنت المقاومة من الإفراج عن 1037 أسيراً وأسيرة مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي أسر في غزة عام 2006.

وقد أفرجت سلطات الاحتلال عن كافة الأسرى الـ1037 من بينهم 505 توجهوا إلى الضفة الغربية فيما توجه 163 إلى قطاع غزة كمبعدين.