تقرير ربة المنزل في صراع مع طبخة أيام العيد

الساعة 08:36 ص|25 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

تعاني « ربة المنزل » في اختيار وجبة الطعام (الغداء) في أيام عيد الأضحى المبارك حيث تقف حائرة أمام الثلاجة لساعات عدة من أجل اختيار الوجبة، وتزداد حيرتهن مع مطالب أزواجهن، فبعض الرجال يريدون أن يؤجلوا طبخة اللحم (العجل) إلى يوم أخر فيما يفضل آخرون طهيه في أيام العيد.

وتحصل البيوت الغزية على كيلوات عدة من اللحوم الحمراء في عيد الأضحى المبارك ممن ضحى في هذا اليوم المبارك من الأقارب أو الجيران أو الأحباب.

والسبب في حيرة ربات البيوت وأزواجهن هو أن الكثير من العائلات الفلسطينية وبخاصة في قطاع غزة تمتنع عن شراء اللحوم الحمراء من الأسواق في الأيام الطبيعية بسبب الغلاء والفقر المدقع بالعائلات الغزية ويشتاقون إليها في أيام العيد مما يدفعهم لتخزينها من أجل طهيها في الأيام أو الأسابيع المقبلة.

وتعمل ربات البيوت على وضع ما يأتيهن من لحوم حمراء في أكياس لتُقسمُها على أيام الأسابيع المقبلة، ويتم تقسيم اللحوم إلى قسمين، « لحوم مقطعة –للطبايخ- »، والقسم الأخر يحول إلى « كفتة » من أجل الشواء.

أكون في حيرة من أمري أمام بناتي وأزواجهن فمنهم من يحب اللحمة الحمراء ومنهم لا يأكلها..

المواطنة أم مصعب أوضحت بان اللحوم التي وصلتها من الأهل والجيران حتى نهاية اليوم الأول من عيد الأضحى لا تتجاوز الـ4كيلو، مع اقتناعها بأن عدد الكيلوات من اللحوم لن يزيد معللة السبب في قلة المضحين هذا العام بسبب الأوضاع الاقتصادية وغلاء أسعار اللحوم.

وقالت أم مصعب البالغة من العمر 35 عاماً ولها 8 أبناء: « إن اللحوم التي وصلتني لا تكفي لوجبتين من الطعام لذلك أقوم بتقسيم الـ4كيلو من اللحم على 8 وجبات في كل أسبوع وجبتين تكفي لمدة شهر ».

وأكدت أم مصعب لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »، أن اليوم الثاني من العيد تكون في حيرة من أمرها وبخاصة أثناء زيارة بناتها المتزوجات لتقديم التهاني في العيد، قائلة: « هنا تكمن الحيرة لا استطيع أن أوفي بكل المتطلبات الأبناء والزوج يريدون اللحم، خاصة وأن شراء اللحم يستوجب في وضعنا الحالي أكثر من شهر لدخوله إلى المطبخ بسبب الفقر وارتفاع سعره.

وتضيف أم مصعب: »البنات المتزوجات جئنا لتقديم التهاني، وبالعادة نقدم لهم الغذاء، فطلب مني زوجي أن أطبخ الدجاج -اللحوم البيضاء- وذلك لانخفاض أسعارها، حيث يبلغ سعر الكيلو من الدجاج (10شيقل فقط)، بينما كيلو اللحم يبلغ من 45 إلى 50شيقل.

وتشير أم مصعب إلى أنها تكون محرجة أمام بناتها وأزواجهن، فمنهم من لا يحب الدجاج وآخرون لا يحبون اللحم الأحمر قائلة: « هذا موقف محرج فعلاً » فهي تضطر لطهي الطبختين مع بعضهن البعض للخروج من الموقف المحرج.

أطبخ دجاج وأخزن اللحمة لوقت أخر لأبنائ وزوجي فقط...

من جهتها قالت أم محمود: « أقف أمام الثلاجة منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الحادية عشر أفكر في طبخة اليوم الثاني من العيد ففي بعض الأحيان أرسل ولدي لشراء طعام جاهز من الخارج لأوفر الوقت والتعب وخاصة التفكير ».

وأشارت أم محمود إلى أن بناتها المتزوجات يأتينا لتهنئتها في ثاني أيام العيد وتكون حينها مضطرة للتقديم الطعام لهن لافتاً إلى أنها وزوجها وأبنائها لغير متزوجين يكونوا في اشتياق كبير للحمة خاصة وأنهم لا يشترون اللحمة إلا كل ثلاثة أشهر مرة بسبب الظروف الاقتصادية.

ولفتت أم محمود إلى أن تقوم بتخزين اللحمة في الثلاثة وتقسيمها على عدة أسابيع بينما تقوم في اليوم الثاني من كل عيد بشراء الدجاج لانخفاض أسعارها وتقديمها أمام بناتها المتزوجات.

نأكل كفتة في ثاني أيام العيد وأدعوا ربات المنازل لعدم تخزين اللحمة بسبب الكهرباء وارتفاع الحرارة

بينما قالت أم خالد: "في هذا العام قمنا بذبح أضحية العيد ووزعنا ما يقارب الـ20 كيلو من اللحم على الجيران والأقارب وأكلنا في اليوم الأول للعيد من الأضحية.

وتضيف أم خالد لمراسلنا أن اليوم الثاني للعيد أشعر بحيرة من أمري، زوجي يريد لحمة وأبنائي يريدون أن يغيروا ليأكلوا دجاج أو كفتة وفي النهاية أقنعهم منذ بداية اليوم الثاني للعيد بأن نأكل كفتة وفي اليوم الثالث نأكل ما تبقى من لحم الأضحية.

وبينت أم خالد أن شرائها للحمة في الأيام الطبيعية يكون كل شهرين مرة بسبب الأوضاع الاقتصادية.

من جهته دعت أم خالد جميع النساء ربات البيوت إلى طهي لحوم الأضاحي في أسرع وقت كي لا تتعفن بسبب انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة، مشيرة إلى أن بعض النسوة يخبئنا ما جاءتهن من لحمة بسبب ظروفهن الاقتصادية الصعبة.