خبر سر قوة دولة اليهود- اسرائيل اليوم

الساعة 10:43 ص|22 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

سر قوة دولة اليهود- اسرائيل اليوم

بقلم: يعقوب عميدرور

(المضمون: سر قوتنا يكمن في احساسنا بالجماعة وبتميزنا كشعب وبالطابع المنفتح والديمقراطي لمجتمعنا - المصدر).

في القسم الاخير من السنة الماضية شغلت بالي الاحداث حول العالم، من حيث وضع العديد من الدول مقارنة بوضع دولة اسرائيل. سألت نفسي ما هو سر قوة الدولة القومية للشعب اليهودي. شهدت حرب يوم الغفران (1973) بكل شدتها، وفي اثنائها رأيت كيف يفقد عظماء الهالة صوابهم، كيف يتبدد الغرور أمام الواقع البشع، وسمعت غير قليل من أفكار القلق الوجودي في أعقابها، رغم أنها انتهت على مسافة 100كيلو متر من القاهرة و 35 كيلو متر من دمشق.

اليوم، بعد 42 سنة من تلك الحرب، تنجح اسرائيل جدا، جيشها هو الاقوى في المنطقة (وأتذكر ان هكذا كتب عشية الحرب اياها)، اقتصادها ينمو جيدا، هي مركز تكنولوجيا متطورة، التعليم العالي يزدهر والخدمات الصحية تعتبر الاكثر تقدما. سكانها أكثر سعادة ممن في العديد من الدول المتطورة وتطول اعمارهم (بالمتوسط)، وهي تواصل استيعاب الهجرة ويعتبرها العديد من اليهود في العالم بانها الملجأ الافضل عند الحاجة. إذن ما هو السر؟ يبدو أن هناك عدة عناصر ينبغي صونها من كل شر، إذ أنها الاساس الحقيقي لوجودنا ومواصلة ازدهارنا:

احساس « معا » قوي، يتعاظم في أوقات الاختبار ليفوق كل الفوارق التي توجد في المجتمع، وثمة غير قليل منها. وحرج على ما يبدو في هذا السياق الاعتراف بالمصير المشترك الذي لكل عناصر الشعب المقيم في صهيون، رغم تنوعها الكبير. وتعميق معنى كوننا شعب مختلف ومميز في التاريخ، في الثقافة وفي الغاية – حيوي للحفاظ على هذا العنصر وتحسينه.

فهم عميق من معظم شرائح الجمهور اليهودي بان كل بديل آخر للدولة المستقلة، نكون نحن فيها مسؤولين عن الاخطاء التي نرتكبها – اقل جودة بكثير، حتى لو استمر الكفاح الذي لا نهاية له على طابع تلك الدولة.

الطابع الديمقراطي والمنفتح للمجتمع وعملية اتخاذ القرارات فيه، هكذا بحيث أن كل واحد تقريبا يشعر بانه شريك حقيقي في المشروع الذي يسمى اسرائيل، ومستعد لان يدفع لقاء اخطاء شركائه ومنتخبيه. بشكل عملي وملموس فان الخدمة الالزامية في الجيش هي عنصر هام للغاية في هذا « الاسمنت ».

ومن أجل تعزيز هذه العناصر ينبغي حفظ انفتاح المجتمع رغم أنه تستغله احيانا محافل اجنبية، ولا سيما منظمات غير حكومية. في العالم الواسع فان هذا الانفتاح والقدرة على تصنيف اسرائيل ضمن الديمقراطيات المحترمة – هامين للغاية. وهذا يعد احيانا السلاح الاخير الذي يسمح بالدفاع عن الدولة الغريبة والباعثة على الانتقاد التي نسكن فيها.

من بين الدول التي قامت بعد الحرب العالمية الثانية ثمة بعض اكثر نجاحة، ومنها كوريا الجنوبية، سنغافورة، تايوان واسرائيل. والقاسم المشترك بين هذه الدول الاربعة هو ميزانية دفاع عالية نسبيا، لان أربعتها تشعر بانها مهددة من جيرانها. يحتمل أن يكون سر النجاح يكمن بالذات في ما يحاول الاقتصاديون تغييره، أي: باحساس الحاجة لاستثمار المزيد في الدفاع عن مجرد الوجود. يتبين أنه « مجد » بالذات دفع الثمن الاقتصادي لقاء تعزيز التكافل المتبادل، بل وربما توسيع ذلك الى المجال الاجتماعي ايضا. والاستنتاج الاكثر صحة باضعاف هو في أساس الامر كون التهديد الامني على اسرائيل لم يتبدد، وان كان تغير جدا.

اذا ما استخلصنا المعنى من حساب النفس اللازم، سنعرف كيف نكون أكثر تواضعا، اكثر انصاتا الواحد للاخر، ونحافظ على الاستعداد للتضحية – كل واحد برغباته من أجل تحقيق الاحتياجات العامة – فاننا سنواصل التجند بل سنصلح العلل التي فينا، مثلما في كل مجتمع انساني. تمنياتي بالخير في خاتمة العيد.