خبر تضليل ذاتي- يديعوت

الساعة 09:20 ص|21 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

تضليل ذاتي- يديعوت

لم توحد

بقلم: بن – درور يميني

 (المضمون: إذن لماذا، بحق الجحيم، يفكر احد ما بان هناك احتمال بقدس واحدة؟ هذا لا ينجح في مالمو، في السويد، رغم أنها اغدقت كل الخير المحتمل على سكانها المسلمين. لا يوجد هناك احتلال، لا يوجد اكراه. لا يوجد جبل بيت ولا حرم. توجد فقط  استضافة رائعة ودفعات من المخصصات الاجتماعية - المصدر).

نحن حكماء عظماء على الاخرين، بل ونقدم لهم النصائح بالمجان: لا تستوعبوا قدرا كبيرا من المسلمين، فهم سيفرضون عليكم حكم Eurabia الشريعة. يمكن ومسموح الخوف على مستقبل اوروبا. يحتمل أن مع مرور الزمن ستصبح اوروعربية ((، على اسم كتاب بات يئور، ويحتمل أن لا.

الواضح هو أنه لا حاجة للنظر الى السويد او الى المانيا، لان هذا يحصل هنا عندنا. في هذه الاثناء، في مدينة واحدة. واذا استمر – فسيحصل في دولة واحدة. فالارتباط بين السكان ذوي الاختلال الثقافي، العرقي، الديني، القومي – لم يعطِ نتائج رائعة في تاريخ القرن الاخير.

هذا هو السبب في أن موجة هائلة من التبادل السكاني جرت في القرن الماضي. عشرات الملايين اقتلعوا من اماكنهم، ليس انطلاقا من العنصرية، بل لان الاختلاط السكاني لا ينجح. او، اذا دققنا اكثر، توجد تجمعات سكانية قادرة على ان تعيش بشكل مشترك، مقابل تجمعات سكانية تختار الانعزال. الهنود تأقلموا بشكل رائع في بريطانيا. المسلمون، ليس جميعهم، ولكن اقلية بارزة، صاحبة وعنيفة، اقاموا غيتوات. وهم لا يكتفون فيها، بل يحاولون ان يفرضوا أنفسهم على ابناء دينهم وعلى الاخرين.

 

إذن لماذا، بحق الجحيم، يفكر احد ما بان هناك احتمال بقدس واحدة؟ هذا لا ينجح في مالمو، في السويد، رغم أنها اغدقت كل الخير المحتمل على سكانها المسلمين. لا يوجد هناك احتلال، لا يوجد اكراه. لا يوجد جبل بيت ولا حرم. توجد فقط  استضافة رائعة ودفعات من المخصصات الاجتماعية، وهذا لا ينجح. على مدى سنوات طويلة وجد رجال الاطفاء بل وحتى افراد الشرطة صعوبة في دخول حي روزنغراد الاسلامي. فقد حظوا برشق الحجارة، بل وبالقنابل اليدوية. وفي النصف الاول من السنة فقط انفجرت 30 قنبلة يدوية، مقابل 14 في العام 2014 كله.

 

ولكن نحن، بسخافتنا، نصر على خلق الاحتكاك. المزيد من اليهود لسلوان، التي كانت ذات مرة  كفار هشيلوح، والمزيد من اليهود الى الشيخ جراح، الذي هو ايضا حي شمعون الصديق. والمزيد من العرب الى الاحياء اليهودية في القدس، مثل التلة الفرنسية. واذا لم يخرج أي خير من هذا في مالمو، مثلما في مدن اخرى في اوروبا – فلماذا يعتقد اليمين الاسرائيلي بان شيئا خيرا سيخرج من هذا في القدس بالذات؟

 

ليس واضحا انه يوجد حل لمشكلة القدس. الواضح هو أن الاتجاه يجب أن يكون تقليص الاحتكاك وليس زيادة الاحتكاك. هذا ليس ما حصل في العقود الاخيرة. بل العكس. نحن نأكل اليوم ثمار مسيرة السخافة لحكومات اسرائيل. يمكن أن نفهم الاقلية المتطرفة التي تصر على السكن داخل احياء عربية. الاستفزاز هو الاساس هناك. والعناد هو الاساس. ولكن لماذا تنجر الحكومات الى هذه السخافة؟

القدس ليست مدينة ارتبطت اوصالها. هذه مدينة منقسمة ومتنازعة، الزمت حتى برنامج التوجيه « ويز » ليحذر السائقين من بؤر العنف ورشق الحجارة. هذه مدينة جميلة تحمل على ظهرها توترات شديدة لا تحتمل. يمكن المواصلة مع الشعارات عن « قدس موحدة » ولكن كحجم التضليل الذاتي هكذا ايضا خيبة الامل في ضوء الواقع البشع.

 

 

علينا أن نحذر، لان القدس هي حالة صغرى لما سيحصل لنا فقط اذا ما كانت يد مؤيدي السخافة هي العليا. لان « المدينة الواحدة » هي فقط فصل المقدمة لـ « الدولة الواحدة ». عمليا، يدهم باتت هي العليا. وهم يقودوننا الى رؤيا الرعب هذه. ومثلما قال عاموس عوز، واحيانا يكون محقا، هذه لن تكون دولة ثنائية القومية. هذه ستكون دولة عربية.

القدس هي بالفعل على رأس فرحتنا. الشعب اليهودي لم يعرج الى تل أبيب، فقد عرج الى القدس. كما أن الادعاءات عن أن لليهود حق الصلاة في الحرم صحيحة. لا حاجة للتخلي عن المواقع الاكثر قدسية للشعب اليهودي، ولكن هناك امور يجب القيام بها بعقل. من أجل الحفاظ على حق الصلاة لا حاجة للاستقرار في داخل الاحياء العربية، حتى وان كانت ذات مرة يهودية.

نحن حكماء عظماء على اوروبا وعلى مالمو. حان الوقت لان نكون حكماء على اسرائيل وعلى القدس.