خبر رؤيا بوتين- يديعوت

الساعة 09:16 ص|21 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: اسرائيل زيف

لواء احتياط رئيس شعبة العمليات في هيئة الاركان سابقا

(المضمون: على المدى البعيد ليس لنا ان نسير اسرى خلف التفسير الروسي للقتال ضد داعش: الروس هنا، ولزمن طويل. في هذا الوضع من الافضل العودة الى وضع التوازن ثنائي القطب، على الواقع الناشيء للقطب الواحد بقيادة روسيا وايران - المصدر).

ما الذي يدفع الرئيس الروسي بان ينقل الى سوريا طائرات، سلاح متطور و « مستشارين » بعضهم مقاتلو وحدات خاصة؟ وبالفعل، اذا كان بدا في الماضي بان موسكو وطهران قريبتان من رفع اليدين والسماح للاسد بالانهيار، فقد طرأ العكس فجأة: في ظل الاتفاق النووي، ارتفع مؤخرا التدخل الروسي في القتال في سوريا الى مرحلة ذات مغزى.

بعد أن سبق له أن أنقذ الاسد من هجوم أمريكي، يشخص الرئيس بوتين الان امام ناظريه هدفين: منع انتشار الارهاب الجهادي، ولحظة مناسبة لاعادة اقامة « رؤيا بوتين » التي تتضمن محورا شقيا في الشرق الاوسط يؤدي الى اعادة السيطرة ثنائية القوى العظمى واستئناف الحرب الباردة.

مع نجاحات قليلة في شرق اوروبا وبعد سقوط النظام في ليبيا، فان انهيار الاسد سيمس اساسا بالشريك الاستراتيجي المركزي لروسيا في المنطقة: ايران. فايران ما بعد الاتفاق النووي هي الحليف المطلق لموسكو. وقد تسوغ المنبوذ وبات الطريق مفتوحا على مصراعيه. فطهران تتعرض لضغوط دولية أقل – ويعد رفع العقوبات والانتعاش الاقتصادي المرتقب بامكانية كامنة لمشتريات كبرى للسلاح الروسي (وبالتأكيد في ضوء الانخفاض في المداخيل من النفط). فايران هي قارعة طبول الحروب الاساسية، والارتباط بها يضمن رزقا لصناعة السلاح الروسية.

يحتاج الايرانيون للروس بقدر لا يقل: فمع أنه لا يوجد الان، مع تعليق البرنامج النووي سبب يدعوهم الى الاسراع لشراء صواريخ اس – 300 الغالية، الا انهم يحتاجون جدا للمساعدة في انقاذ سوريا. فبدونها من شأن طهران ان تنقطع عن التواصل البري نحو حزب الله. وهذا التواصل هو مصدر قوتها المركزية وايران بحاجة الى الترسانة الروسية ولحماية موسكو في اثناء الرقابة على الاتفاق النووي. فيتو بوتين يمكنه أن يضمن للايرانيين تنزيلات في تنفيذ الاتفاق.

ويبرز تطور المحور الروسي على خلفية الضعف الامريكي. فتحت الاعلان عن « القتال ضد داعش » يمكن للروس أن يعملوا بحرية: السعودية ومصر تكبدان نفسيهما عناء الحجيج اساسا شرقا الى موسكو، تركيا تعمل لوحدها، وبين اسرائيل والولايات المتحدة نشأت ثغرة سياسية. وباختصار، باستثناء الهجمات الجوية للتحالف، فان المنطقة متروكة لرحمة الروس والايرانيين – وهؤلاء يجيدون بالفعل استغلال الثغرة. وينظر الامريكيون بامتعاض الى النشاط الروسي المتعاظم في سوريا ولكنهم يردون عليه بلغة هزيلة.

البيت الابيض، الذي تعرض حتى الان لانتقاد لاذع على الاتفاق النووي، سيكون مطالبا بان يستعيد النفوذ الاقليمي كي يحافظ على الردع في مواجهة الايرانيين. اما الاوروبيون الذين اغلقوا على أنفسهم ستار اللامبالاة فيتحملون النتيجة مع موجات اللاجئين. واسرائيل، من جهتها، مطالبة بان تغير الخط المتحدي الذي تتخذه وتنتقل الى نهج ايجابي حيال الولايات المتحدة. مثل هذا الخط سيساعد الادارة على اعادة بناء مكاتها الاقليمية. زيارة رئيس الوزراء الى موسكو اليوم هامة بحد ذاتها، الا ان نتائجها ستكون على ما يبدو رمزية فقط – فلن يكون لاسرائيل تأثير جوهري على خطوات الروس. 

على المدى البعيد ليس لنا ان نسير اسرى خلف التفسير الروسي للقتال ضد داعش: الروس هنا، ولزمن طويل. في هذا الوضع من الافضل العودة الى وضع التوازن ثنائي القطب، على الواقع الناشيء للقطب الواحد بقيادة روسيا وايران.