دعا فصائل المقاومة للعمل في الاقصى والعمق الصهيوني

حوار أبو حلبية: السلطة والعرب والمسلمين مقصرين تجاه الأقصى والمقاومة هي السبيل للمواجهة

الساعة 04:04 م|13 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

أكد النائب الدكتور أحمد أبو حلبية مسؤول ملف القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني، أن المسجد الأقصى يمر في ظروف عصيبة نتيجة الاعتداءات الصهيونية المتكررة عليه، مطالباً الأمتين العربية والإسلامية بالقيام بدورها المنوط بها لإنقاذ الأقصى من المخططات الصهيونية التي تستهدف تقسيمه زمانياً ومكانياً. مشدداً في الوقت ذاته على أن السلطة الفلسطينية مقصرة تجاه الأقصى والمقدسيين الذين يتصدون للاحتلال في باحات المسجد الأقصى، ولا تقوم بواجبها تجاههم، بتوفير سبل الصمود في وجه آلة البطش الإسرائيلية التي تهدف إلى تشريدهم عن المدينة.

وضع الأقصى في غاية الخطورة

وأوضح الدكتور أبو حلبية في حوار خاص مع مراسل « فلسطين اليوم » مساء الأحد (13/9)، أن الاعتداء الصهيوني هو عبارة عن عدوان صارخ، وانتهاك خطير، وجريمة حرب جديدة بحق المسجد الأقصى المبارك وبحق الإنسانية والمرابطين والمرابطات وطلاب وطالبات مصاطب العلم في داخل ساحات الاقصى، مشيراً إلى أن العدو الصهيوني انتهك حرمة قدسية المسجد الأقصى المبارك بصورة خطيرة من خلال سماحه للمغتصبين الصهاينة بأكثر من أربعين مستوطن يترأسهم ما يسمى بوزير الزراعة الصهيوني أوري أرئيك، ومن ثم إغلاق كل بوابات المسجد الأقصى أمام المصلين، وطرد كل المسلمين والمرابطين والمعتكفين والمصلين في داخل ساحات الأقصى، ثم محاصرة المسجد القبلي على من فيه، وإغلاق الأبواب عليهم، وإطلاق القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية في داخل المسجد القبلي مما أدى إلى وقوع حريق فيه، بالإضافة إلى إصابة أكثر من مئة مقدسي جراء الاعتداء الصهيوني.

وأكد الدكتور أبو حلبية أن هذا المخطط الصهيوني الرهيب ارتبط بما يسمى عند اليهود برأس السنة العبرية الذي هو بداية موسم الأعياد اليهودية في شهري 9 و10، لذلك الأمر مرشح لزيادة الاقتحامات الصهيونية خلال الأيام القادمة، بل إلى فرض التقسيم المكاني بعد أن فرض العدو الصهيوني التقسيم الزماني منذ عامين وأصبح أمراً واقعاً حينما سمح للمستوطنين الصهاينة بالاقتحامات الصباحية من الساعة السابعة صباحاً وحتى 11 قبل الظهر.

وشدد رئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي على أن الواقع في المسجد الأقصى خطير جداً وصعب، مشيداً بالمقدسيين الذين لم يتوانوا في الدفاع عن المسجد الأقصى أمام قطعان المستوطنين، حتى الذين أجبروا قسراً على مغادرة باحات الأقصى، اشتبكوا مع الاحتلال خارجه وأصيب منهم العشرات بجروح مختلفة. وأوضح أن هؤلاء المقدسيين نابوا اليوم عن الأمتين العربية والإسلامية بأكملها في مواجهة العدوان الصهيوني الصارخ الذي يعد مخالفة واضحة للقوانين والمواثيق الدولية التي نصت على حماية دور العبادة وفي مقدمتها المسجد الأقصى.

أين مليارات العرب والمسلمين من دعم صمود المقدسيين؟

وطالب الدكتور أبو حلبية، العرب والمسلمين الذين يملكون المليارات الكثيرة من الدولارات أن يقدموا كل الدعم المالي للمقدسيين لتعزيز صمودهم، موضحاً أن المشاريع التي تستهدف المقدسيين بحاجة سنوياً لنصف مليار دولار لمواجهتها، مشدداً على ضرورة أن يكون العرب والمسلمين على مستوى ما يحدث في القدس والاقصى الذي يعتبر له رمزية خاصة في ديننا وقلوبنا وعقولنا.

ووجه نداءاً للعرب والمسلمين على مستوى القادة والحكام والحكومات والمؤسسات والجماهير ان يعملوا بكل جهد لدعم هؤلاء الاهل الكرام في المدينة المقدسة مالياً، وإعلامياً في جميع وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لفضح الانتهاكات الصهيونية نصرة للأقصى والمدنية المقدسة.

منظمة التعاون الإسلامي مقصرة بحق القدس

في سياق متصل، أوضح الدكتور أبو حلبية أن قضية القدس للأسف الشديد لا تأخذ الحيز المطلوب في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، إنما تطرح القضية على جدول أعمالها كبند من البنود وتتخذ بعض القرارات ولكنها للأسف لا تنفذ. ومن بين هذه القرارات قرارات خاصة بدعم أهلنا في القدس بالمال لدعم صمودهم.

وقال:« هم لا يقدمون الدعم المطلوب، ولا يحيلون قضية القدس لمجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة ولا لمنظمة اليونسكو، هذا تقصير واضح في عدم تبني قضية القدس في المحافل الدولية.

صناديق القدس بلا فائدة

وعن صندوق دعم القدس، أوضح أبو حلبية، أن هناك صندوقين، الأول وهو تابع للبنك الإسلامي الذي انبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي وهذا فيه بعض التبرعات القليلة التي تقدم للمقدسيين، والصندوق الثاني وهو صندوق تم إقراره في قمة الدوحة في مارس 2012 حينما اتخذوا قرارا بإنشاء صندوق لدعم القدس برأس مال مليار دولار، لكنه فارغاً ولم يدعم بشيء منذ إنشائه.

وأشار، إلى ان هناك لجنة القدس برئاسة جلالة الملك المغربي محمد السادس، معرباً عن أمله ـن تقوم بدور فاعل أكبر مما قدمته كما نأمل ان يكون لها جهدا أكبر من ذلك، بالإضافة للأردن مطلوب ان يكون لها دور فاعل في دعم المرابطين المقدسيين.

السلطة مقصرة في دعم القدس

وعن دور السلطة الفلسطينية ودورها في دعم المقدسيين، أكد الدكتور النائب أبو حلبية أن السلطة بكل أسف لا تقوم بالدور المنوط بها، فهي على سبيل المثال يفترض أن تخصص موازنة سنوية خاصة لدعم المقدسيين وصمودهم ومساعدتهم في البقاء في منازلهم، والمحاميين الذين يدافعون عنهم في المحاكم الصهيونية، لكنها لم تفعل. إلى جانب أن الأجهزة الأمنية التي دخلت بعض الأحياء في مدينة القدس بدأت تنسق مع الاحتلال لكشف بعض الخلايا الجهادية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، كما تفعل في الضفة في ملاحقة المقاومين.

وطالب السلطة الفلسطينية بالاستفادة من صفتها في الأمم المتحدة، والذهاب بقضية القدس للمحافل الدولية وان تستغل البعد القانوني لوضعها نصرة للأقصى والمقدسات التي يدنسها الاحتلال يومياً.

الانقسام ألقى بظلاله على قضية القدس

وعن تأثير الانقسام الفلسطيني على قضية القدس، قال أبو حلبية: » الحقيقة أن استمرار حالة الانقسام ألقت بظلالها وتأثيرها علينا جميعا ومنها قضية القدس، فغزة مشغولة في الدرجة الأولى بمواجهة الحصار الظالم والحروب المتلاحقة عليها من قبل الاحتلال « الإسرائيلي »، وفي الضفة مشغولة بالتعاون الأمني مع الاحتلال، وملاحقة المقاومة الفلسطينية من شتى الفصائل الذين يقاومون العدو، وحينما تنتهي حالة الانقسام ستتوحد الجهود وستتجه نصرة للأقصى.

لن أستبعد فرض التقسيم المكاني والزماني للأقصى

ورأى د. أبو حلبية أن العدو الصهيوني للأسف يسير وفق مخطط مبرمج له مستغلاً الأوضاع المحلية والإقليمية والتآمر الدولي لصالحه، وهو يسير بخطى متقدمة جداً في تنفيذ هذه المخططات بحق الأقصى والمدينة المقدسة لتهويد كل شيء، وبهدف فرض الهيمنة الكاملة، ولا أستبعد أن يتم فرض التقسيم المكاني ثم يشرعن التقسيم الزماني والمكاني، والآن معروض ذلك على الكنيست من قبل الأحزاب الصهيونية المتعددة.

نتوقع التصعيد أكثر من قبل الصهاينة

وعن تهديدات الوزير الإسرائيلي أردان بالاستمرار في اقتحام الأقصى، أوضح أبو حلبية أن هذا الأمر متوقعاً لأن للصهاينة مخططاً من استمرار الاقتحامات وهدفهم محدد وهو التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الذي هو خطوة مرحلية لبناء الهيكل المزعوم بعد الاستيلاء على أماكن محددة في داخل ساحات الأقصى منها الساحة الموجودة بين باب المغاربة جنوبا غرباً إلى باب السلسلة في وسط السور الغربي مقابل مسجد الصخرة المشرفة، والمرحلة الثانية هو الهيمنة على مسجد الصخرة المشرفة، الذي هو في عقيدة اليهود المزيفة قبلتهم الذين يعملون جاهداً على عمل هذا الهيكل المزعوم.

المقاومة سبيل المواجهة

وعن السبيل أمام الفلسطينيين لمواجهة هذه الاعتداءات الصهيونية بحق الأقصى، أثنى أبو حلبية على مطالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، التي طالب فيها المقاومة الفلسطينية بالإعداد للمواجهة في القدس والعمق الصهيوني، وطالب طالب الفصائل بتفعيل أجنحتها العسكرية ضمن خطة ممنهجة من جديد لمواجهة العدوان الصهيوني الصارخ على المسجد الأقصى وأهلنا في القدس المحتلة.

التشريعي سيتخذ خطوات مستمرة نصرة للأقصى

وعن دور التشريعي تجاه الأقصى، أوضح أبو حلبية أن المجلس اليوم عقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع القائم في الأقصى المبارك، وأوصى بعد جلسة نقاش من قبل النواب، بمطالبة القادة العرب بالوفاء بالتزاماتهم نحو القدس، وقيامهم بدعم صندوق القدس لدعم المقدسيين، ومطالبة الفصائل بتفعيل عملها الجهادي في العمق الصهيوني، ثم طالبت المنظمات الدولية بضرورة أن تحمي الشعب الفلسطيني ومقاومته، وعلى المحافل الدولية ان تحيل الجرائم الصهيونية للمحاكم الدولية في كل مكان.

وأضاف، سيكون للتشريعي تحركاً آخر في الأيام القادمة منها التواصل مع الفصائل لعمل مسيرات على مستوى قطاع غزة، والتواصل مع الضفة ليستمر الحراك انتصارا للقدس والاقصى.

رسالتنا للأمة

ووجه رئيس ملف القدس في المجلس التشريعي الدكتور أحمد أبو حلبية للأمتين العربية والإسلامية، مفادها أن الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته الباسلة للاحتلال الصهيوني وعدوانه في القدس المحتلة والمسجد الأقصى، ولن نتنازل ولن نفاوض ولن نساوم على حبة تراب وعلى حصوة من المسجد الأقصى والمدينة المقدسة. وأننا سنبذل قصارى جهودنا ودماؤنا فداء للقدس والمقدسات، وأنه على العرب والمسلمين أن يعلمون ان الله اختارنا في خط الدفاع عن المقدسات وفي مقدمتها المسجد الاقصى، فهم حينما يدعموننا فهم يشاركوننا في ذلك.



احمد ابو حلبية

احمد ابو حلبية