خبر جلد رفيع -هآرتس

الساعة 10:52 ص|13 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: رفيف دروكر

(المضمون: لا يوجد لمعسكر الوسط – يسار مرشحا أفضل من اشكنازي. والامر اللافت أنه لا يتحدث مثل مرشحين لرئاسة الحكومة اتهموا نصف العالم بالسعي الى الحاق الاذى بهم بسبب قضايا وتحقيقات في الشرطة - المصدر).

رئيس الاركان غابي اشكنازي كان على الخط. كانت تلك ايام التغطية المكثفة للتصادم غير الناجح مع سفينة « مرمرة ». منذ دخوله الى مكتب قيادة الاركان لم نتحدث. « أنت تقول إنني كاذب؟ »، صرخ عندما رد علي... مر بعض الوقت وأنا أفكر بجواب دبلوماسي، ومع ذلك فقد كان الشخص الاكثر شعبية في الدولة.

 

          كنت أنوي بث النبأ الذي يقول إن رواية رئيس الاركان حول القافلة التركية « غير دقيقة » (ولا يُقال عندنا عن رئيس اركان إنه كاذب). كانت هذه هي المرة الاولى التي التقي فيها عن قرب بالجلد الرفيع لجندي غولاني الصلف.

 

          في تلك الاثناء، دان مرغليت كان صديق. لقاءات شخصية، وجبات في البيت لدى الزوجتين. هذه العلاقة كانت منذ حرب لبنان الثانية، حيث كان دان مرغليت ينقل من اشكنازي الذي كان مدير عام وزارة الدفاع، رسائل لرئيس الحكومة اهود اولمرت. كان واضحا في هذه الاجواء أن النبأ لن يجد أي صدى.

 

          قبل بضع سنوات، قبل أن يصبح رئيسا للاركان، وصل اشكنازي الى لقاء مع ادارة « أخبار العاشرة ». ولو كان وضع صندوق اقتراع في الاستوديو لكان صوت 90 بالمئة من الحضور له. لقد فاجأ من طريقة صياغته لمواقفه، وتبين أن الشخص الذي لم يتم اجراء المقابلات الصحفية معه حول المواضيع الراهنة، يستطيع التميز والنجاح في وسائل الاعلام.

 

          بنيامين نتنياهو سيجد صعوبة في الصاق لقب « غير صهيوني » ومحبوب العرب باشكنازي. وسيضطر معه الى قصص « من يجيب على الهاتف الاحمر في الثالثة ليلا ». وعدم قيادية عدو نتنياهو السابق، بوجي هرتسوغ، ستعمل في مصلحته. لم ينجح هرتسوغ بعد في بلورة موقفه حول من سيكون مرشح حزبه لرئاسة الكيرن كييمت لاسرائيل، واذا أيد اقتراح القانون الذي سينقل الاموال من السلطات القوية للسلطات الفقيرة، فان فرصة أن يكون مرة اخرى مرشحا لرئاسة الحكومة، ضعيفة. المؤيد الرئيس له يجب أن يكون يئير لبيد. واذا لم يبق هرتسوغ رئيسا لحزب العمل فسيكون لبيد مرشح الوسط – يسار.

 

          لا شك أن الملف ضد اشكنازي في قضية هرباز سيغلق. حين اضطر المستشار القضائي للحكومة مطالبة الشرطة بفتح التحقيق في القضية، طلب منها استيضاح عدد من الاسئلة – ماذا حدث في المكالمة الشهيرة بين هرباز واشكنازي بعد فتح التحقيق والتي استمرت 17 دقيقة. الشرطة لم تُجب. وما بقي من هذا الملف على المستوى الجنائي هو طرفة. شخص آخر غيره كان سيعقد مؤتمرا صحفيا ويقول – هيا أطلقوا علي جميع الاسئلة. وفي ختام المؤتمر الصحفي كان القرد سينزل عن الظهر. وكان سيتبين أن اشكنازي تصرف كهستيري، واحيانا كـ « كسول »، لكنه غير فاسد.

 

          لأنه سمح لشخص سيء مثل هرباز بالاقتراب منه، وصدق ما قيل له، واهتم احيانا بالنميمة (وكأنه الوحيد الذي يفعل ذلك)، وكان ايضا ضحية أحد التحقيقات الغريبة التي حدثت هنا. ما الذي دفع المحققين لسؤاله حول المكالمات التي اجراها مع ارنون موزيس أو شمعون بيرس؟ هذا مهم من الناحية الجماهيرية لكن ما علاقة المحققين الجنائيين بهذه الامور؟ أين هذه القضية وأين الاتهامات التي وجهت في السابق للمرشحين لرئاسة الحكومة.

 

          تعرض اريئيل شارون الى الاتهامات حول الطريقة التي اشترى بها مزرعة « شكميم »، اضافة الى حرب لبنان. رشح اهود باراك نفسه رغم قضية الجمعيات وقضية « تساليم ب ». انتخب نتنياهو في 2009 بعد تقارير شديدة للمستشار القانوني للحكومة في قضية بار أون حبرون وقضية « عَمادي » والهدايا. كل واحد منهم اتهم نصف العالم بمحاولة صيده والحاق الاذى به، وانتخب. يبدو ان اشكنازي غير مصنوع من هذه المادة. وكل ظهور مستقبلي وكل محادثة نميمة اجراها مع عوفر عيني أو رونالد لاودر، يعتبرها تهديدا على ترشحه. من جهة اخرى لا يوجد لمعسكر الوسط – يسار مرشحا أفضل منه.