خبر زحالقة بطل اليمين- هآرتس

الساعة 09:21 ص|09 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

 

زحالقة بطل اليمين- هآرتس

بقلم: عوزي برعام

 (المضمون: زحالقة ودرور ايدار يتوافقان على تصوير الواقع الاسرائيلي، لكنهما يختلفان في الاستنتاجات - المصدر).

 

          أنا اقرأ وأستمع لعضو الكنيست جمال زحالقة من « بلد ». وأنا لا أعرفه بشكل شخصي، لكنني أعرف جيدا مصادر الهامه الايديولوجي. لقد تحدثت كثيرا مع عضو الكنيست السابق عزمي بشارة قبل خروجه الى المنفى. زحالقة رفض دائما وجود اسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية. فمن جهته ليس هناك فرق بين ستاف شبير التي حسب رأيه لا تقول له مرحبا لاسباب عنصرية، وبين بتسلئيل سموتريتش الذي حسب رأيه يقول له مرحبا بصوت عالٍ.

 

          في خطابه العاصف في الكنيست هاجم زحالقة حزب العمل زاعما أنه طرد فلسطينيين أكثر، سواء في حرب 1948 أو بسبب سيطرة الكيبوتسات على اراضيهم، من حكومات اليمين، وقد كرر بذلك موقفي بشارة وحنين زعبي.

 

          بقيت ستاف شبير محرجة بسبب تهجمه عليها. درور ايدار، الايديولوجي المتقد لـ « اسرائيل اليوم » خرج عن طوره من شدة الفرح، حيث عبر عن ذلك بواسطة عنوان على صفحات صحيفته « ما هو المطلوب من اجل ايقاظ اليسار الاسرائيلي ». بالتأكيد أن وجه زحالقة مثل الزيت في عظام ايدار، وهو يؤكد على أن حكم حدود الـ 48 مثل حكم حدود احتلال حرب الايام الستة.

 

          مقال ايدار لا صلة له بعنصرية افيغدور ليبرمان أو زئيف الكين، وهو يُخجل تقاليد مقالاته المحسوبة الى حد ما. لقد تبنى طريقة زحالقة وزعم مثله أن حكم اسرائيل واحد قبل وبعد حرب 1967، واسرائيل والاستيطانية الآن.

 

          صحيح أنه يوجد فرق بينهما من ناحية الاستنتاجات، لكن طريقة تحليل الوقائع متشابهة. ايدار يتعلق بزحالقة ويقول مثله بالضبط. « لا توجد أنصاف عدالة »، ومن يطالب بالانسحاب الى حدود 1967 هو انسان ساذج – انظروا الى اقوال زحالقة. الى هذا الاستنتاج يستطيع الوصول فقط لأنه يخلق التماثل بين « بلد » وبين عرب اسرائيل جميعا.

 

          إن مواقف « بلد » تشبه مواقف عرب اسرائيل مثلما تشبه مواقف يهود اسرائيل مواقف ايتمار بن غبير وباروخ مرزيل. قبل بضع سنوات أجرينا في اطار جمعية « دستور لاسرائيل » من قبل المعهد الاسرائيلي للديمقراطية استطلاعا تبين من خلاله أن أكثر من 60 بالمئة من عرب اسرائيل مستعدين للعيش في الدولة اليهودية الديمقراطية التي تؤيد المساواة. زحالقة والزعبي يختلفان عن اغلبية الجمهور العربي، والدليل على ذلك، عندما رشحت الزعبي نفسها لرئاسة بلدية الناصرة تم طردها من هناك بشكل مخجل ومهين.

 

          ايدار يريد أن يرى كل عربي نفسه زحالقة صغير. فهو غير معني بالعرب الذين قد يكونون شركاء في الحوار. لأن الحوار يؤدي الى شرعية وجودهم في اسرائيل. تقارب التفكير بين ايدار وزحالقة واضح – إنه مؤسس على تحالف الرفض الذي نشأ في اوساط الجمهورين اليهودي والعربي.

 

          اليسار لن يوقظ ايدار أو زحالقة. اليسار الصهيوني يوجد في ازمة سياسية، ديمغرافية وانتخابية متواصلة، وعليه أن يجد الطريق من اجل احداث التغيير. التحالف الغريب بين ايدار وزحالقة يؤكد على ضرورة وجود يسار معتدل وحكيم. الاثنان، كل واحد على طريقته ودوافعه، متعاكسان، ويشكلان خطرا على أساس وجودنا هنا كدولة متنورة، لا بديل وجودي لها باستثناء التوصل الى اتفاق يضمن الاستمرارية والنمو.