محدث مشعل يعلن عن رؤية حماس للخروج من الازمة الراهنة

الساعة 05:09 م|07 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء الاثنين عن إطلاق الحركة مبادرة وطنية للخروج من الأزمة الفلسطينية والوصول إلى استيراتيجية موحدة يتم من خلالها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة التهويد والاستيطان والجرائم المستمرة، وبدئه بالتقسيم الزماني للمسجد الأقصى.

وأوضح مشعل خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم الاثنين في الدوحة، أن الرؤية ترتكز على تأجيل عقد المجلس الوطني لحين التوافق الفلسطيني والتحضير الجيد لعقده بالصورة الصحيحة المنسجمة مع ما جرى التوافق عليه في السابق، مؤكداً ان انعقاد الوطني بالصورة الحالية من شانه أن يعمق الانقسام والتشرذم. والمبادرة لدعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية للتشاور في شأن انعقاد المجلس الوطني، معرباً عن استعداد الحركة لعقده في أي عاصمة عربية.

كما دعا لسرعة عقد المجلس التشريعي ومزاولة أعماله حسبما تم الاتفاق عليه، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تدير شؤون الوطن، لحين إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وتعزيز الشراكة بين الجميع.

كما دعا إلى حوار وطني شامل يشارك فيه الجميع، مؤكداً جاهزيته حركة حماس من أجل التوافق على استيراتيجية نضالية مشتركة لمواجهة الاحتلال وإحباط مخطط الاحتلال لتقسيمه والتصدي لكسر الحصار عن غزة، وتحقيق الحرية للاسرى.

من جانب آخر، أكد مشعل أن تقسيم المسجد الأقصى المبارك لن يمرر، وأنه لا يمكن السكوت أو الصبر على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في ساحات المسجد الأقصى المبارك، مشددا على أن المقاومة بكل أشكالها دون قيد أو حدود بوجه احتلال تجرأ على قبلتنا الأولى.

وجدد مشعل التأكيد على أن ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك من إجراءات التقسيم أمر بالغ الخطورة « لا يصبر عليه ».

ووجه التحية للمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى الذين أراد الاحتلال أن يبعدهم عن الأقصى وأن يمرر التقسيم ويفرض وجود الصهاينة وممارسة طقوس اليهود على ساحات الأقصى.

وقال مشعل « هذا الأمر الخطر أصبح واضحا »، داعيا الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948 إلى النفير العام وشد الرحال إلى المسجد الأقصى.

وشدد على أنه لا يمكن السكوت أو الصبر على اجراءات العدو في ساحات الأقصى، مؤكدا أن المقاومة بكل اشكالها ولا قيد ولا حدود على المقاومة بوجه احتلال تجرأ على قبلتنا الأولى.

وأضاف « نريد غضبا فلسطينيا وفعاليات نصرة للأقصى من أهلنا في الشتات وخاصة في مخيماتهم الصامدة رغم آلامهم ».

ودعا مشعل حركة فتح والفصائل والسلطة الفلسطينية لتبنى استراتيجية مشتركة لكيفية انقاذ الأقصى وحمايته من التقسيم.

كما أكد على أنهم سيفشلون مخطط التقسيم، داعيا الدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها خاصة تلك الدول التي لها خصوصية بمسؤولية عن رعاية المقدسات وخص الأردن والسعودية والمغرب، إضافة إلى تركيا وقطر وكل دول الخليج والمنطقة العربية والإسلامية شرقا وغربا.

ووجه مشعل رسالة إلى العالم الغربي قائلا « حذار أن تمرروا مخطط إسرائيلي بالقدس والأقصى فإن استهداف القدس والأقصى ومحاولة فرض التقسيم ستخلق غضبًا لن يخدم الاستقرار في المنطقة ».

وتابع « لا تختبروا الغضب الفلسطيني والعربي والإسلامي »، داعية الأمة دولا وحكومات وشعوب وقادة رأي وفكر أن يعطوا رسالتهم في نصرة الأقصى.

وأكد أن الأمة قادرة على ذلك، مضيفا « أعلم أن شعوبنا العزيزة تقطر دماؤها كل يوم ولها قضاياها المشروعة التي ننظر لها بكل تفهم وتقدير، لكن الأقصى أقصانا وأقصاكم وكونوا معنا بمعركة الايمان والشرف والبطولة ».

 

 

نص رؤية حركة حماس للخروج من الأزمة الراهنة في الساحة الفلسطينية

07 أيلول / سبتمبر 2015

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل خلال المؤتمر الصحفي

بسم الله الرحمن الرحيم

« واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا »

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد المجاهدين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع سبيله إلى يوم الدين.

رؤية حركة حماس للخروج من الأزمة الراهنة في الساحة الفلسطينية

إلى شعبنا الفلسطيني المجاهد الصابر في جميع أماكن وجوده داخل الوطن وخارجه..

إلى القوى والتنظيمات والفصائل والحركات والناشطين والمثقفين من أبناء شعبنا كافة..

تمر قضيتنا الفلسطينية اليوم بظروف غاية في الدقة والصعوبة، يعمل فيها الكيان الصهيوني على استهداف شعبنا قتلاً واعتقالاً وتشريداً، وتهويد قدسنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، فالمؤامرة على المسجد الأقصى المبارك وفرض تقسيمه بالأمر الواقع في مراحلها الأخيرة، وحصار قطاع غزة ومنع الإعمار ومنع سبل الحياة عن أهله مستمرة منذ تسع سنين، والاستيطان ينهش ما تبقّى من جسد الضفة، وأهلنا في مخيمات اللجوء في سوريا ولبنان وغيرها يشتتون من جديد ويموتون في أعالي البحار، وأبطالنا في الأسر يتعرّضون لشتى أنواع التنكيل والتعذيب، ومجرمو الحرب الصهاينة يفلتون من العقاب، ويعودون لتكرار جرائمهم وسط صمت دولي مريب، بينما تعيش الساحة السياسية الفلسطينية حالة مستمرة من الانقسام والخلاف وغياب المشروع الوطني الجامع.

أيها الشعب العظيم:

لقد سعينا في حركة المقاومة الاسلامية « حماس » بالتعاون مع مختلف القوى الفلسطينية الوطنية إلى جعل منظمة التحرير الفلسطينية إطاراً جامعاً لكل قوى شعبنا ومناضليه، وحارساً لمسيرته النضالية، ورافعة لتحقيق غاياته وأمانيه في التحرر والاستقلال، وأن تكون ممثلاً شرعياً ووحيداً حقيقياً لكل قوى شعبنا وشرائحه في الداخل والخارج، من خلال استيعابها للجميع دون استثناء. واتفقنا في محطات عدة على توسيعها وتجديدها وبناء مؤسساتها بأسلوب ديمقراطي يحقق آمال شعبنا، ويستوعب أجياله، وينهض بالواقع الفلسطيني على صعيد القرار السياسي والبرنامج النضالي في مواجهة الاحتلال. فلا يمكن لمؤسسات وأطر تجمدت منذ أمد طويل، وتوقفت عن التطور، أن تمثل قوى شعبنا وأجياله، وتقود وتواكب تطورات أنبل قضية تحرر وطني عرفها التاريخ المعاصر.

لقد اتفقنا مرات عدة ومنذ سنين على إعادة إصلاح المنظمة وإجراء انتخابات ديمقراطية لمجلسها الوطني ولجنتها التنفيذية، وهو الأمر الذي تجمع عليه جماهير شعبنا وقواه الحية في كل مكان، كما اتفقنا على تأسيس الإطار القيادي المؤقت للمنظمة يشارك فيه الجميع كمرحلة انتقالية إلى حين تحقيق ذلك، غير أن ذلك للأسف لم يجر الالتزام به عملياً، وظل الواقع على ما هو عليه، وفي الوقت الذي تمت إجراءات دعوة المجلس الوطني للانعقاد في غضون أيام، تم تجاهل عقد الإطار القيادي المؤقت رغم إلحاح القوى والشخصيات الوطنية على عقده، كما تم تعطيل اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني سنوات طويلة دون أي دعوة لعقده في محطات خطيرة عديدة مرت على قضيتنا، كالحروب الإجرامية الثلاث التي شنها العدو على قطاع غزة، واغتيال القيادات التاريخية لشعبنا وفي مقدمتهم الرئيس ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين، والمخططات المتسارعة التي تستهدف تقطيع أوصال الضفة وتهويد القدس وتقسيم الأقصى، كما تم تعطيل عمل المجلس التشريعي المنتخب منذ عدة سنوات.

إننا والكثيرين من قوى شعبنا وفصائله ومن المناضلين والناشطين والمثقفين نرفض هذا الحال الذي آلت إليه أوضاع منظمة التحرير، ونُصِرّ على ضرورة تجديدها وبعث الروح فيها وإعادة بناء مؤسساتها على أسس ديمقراطية حقيقية تسمح للجميع بالمشاركة والشراكة الوطنية، وعلى هذا الأساس فإننا نعتبر أن دعوة المجلس الوطني الفلسطيني للانعقاد بعد عشرين عاماً من التغييب والتعطيل، وبصورة انفرادية مخالفة للاتفاقات الوطنية الموقعة بيننا حول المصالحة وإعادة تشكيل مؤسسات الشرعية الفلسطينية، هو أمر مسيء للمنظمة ولصورة شعبنا وقضيته، ويعمق الانقسام الفلسطيني، ومن هنا فإننا نؤكد على ما يأتي:

• يجب أن تكون م.ت.ف إطاراً نضالياً جامعاً لكل قوى شعبنا بعيداً عن الهيمنة والتفرد والمحاصصة، وأن تُبنى أطرها ومؤسساتها من خلال انتخابات شفافة تجري حيث ما أمكن، وبالتوافق عندما يتعذر الأمر، وذلك حسب ما تم الاتفاق عليه سابقاً.

• إن عقد المجلس الوطني للمنظمة بصورة انفرادية بعيداً عن التوافق الوطني والالتزام بما جرى الاتفاق عليه سابقاً، لا يخدم المصلحة الوطنية بل يضر بها ويعمق الانقسام الفلسطيني.

• من غير المقبول عقد المجلس الوطني تحت الاحتلال، بل لا بد من عقده - بعد التوافق الوطني وإعادة تشكيله ديمقراطياً - في مكان حر يسمح للجميع بالمشاركة، وبعيداً عن ضغوط الاحتلال وتحكمه فيمن يشارك ولا يشارك.

إن الحال الذي وصلت إليه قضيتنا الفلسطينية نتيجة الرهان لسنوات طويلة على مسار المفاوضات، مع غياب التوافق الوطني على نهج المقاومة والاستراتيجية النضالية المشتركة في مواجهة الاحتلال، ومع استمرار تعثر المصالحة، وغياب الشراكة في إدارة القرار وفي بناء مؤسساتنا السياسية، وفي ظل ما يحيط بنا من وضع إقليمي ودولي غير فاعل في الاهتمام بقضيتنا ونصرتها، فإننا في حركة المقاومة الاسلامية « حماس »، وانطلاقاً من حرصنا على وحدة الصف الوطني وتجنيبه المزيد من الفرقة والانقسام، والتزامنا بالخيار الديمقراطي وبالشراكة الوطنية، واستشعارنا لخطورة اللحظة التاريخية التي تمر فيها القضية، فإننا نتوجه إلى شركائنا في الوطن من جميع القوى والفصائل والشخصيات، وإلى كل أبناء شعبنا، بهذه الرؤية:

1. تأجيل عقد اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني إلى حين التوافق الوطني والتحضير الجيد لعقده بالصورة الصحيحة المنسجمة مع ما جرى الاتفاق عليه من قبل، لأن عقده بالصورة الانفرادية يُلحِق المزيد من الأضرار بالقضية وبوحدة الموقف والصف الفلسطيني.

2. المبادرة إلى دعوة الإطار القيادي المؤقت للمنظمة للانعقاد فوراً للتشاور في هذا الشأن ومختلف همومنا وملفاتنا الوطنية، ونحن مستعدون لعقده في أي عاصمة عربية.

3. دعوة المجلس التشريعي للانعقاد ومزاولة أعماله حسب ما تم الاتفاق عليه، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تدير شؤون الوطن،وذلك بروح من التوافق والشراكة، إلى حين إجراء انتخابات حرة ونزيهة في كل مؤسساتنا السياسية في أقرب فرصة يتم التوافق عليها.

4. التأكيد على إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام من خلال التطبيق العاجل لكل ملفات المصالحة وفق ما جرى الاتفاق عليه سابقاً، بما فيها إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وتعزيز الشراكة بين الجميع في إدارة القرار الوطني.

5. الدعوة إلى حوار وطني شامل يشارك فيه الجميع، من أجل التوافق على استراتيجية نضالية مشتركة لمقاومة الاحتلال، ومواجهة الاستيطان والتهويد والعدوان على القدس والأقصى، وإحباط مخطط الاحتلال لتقسيمه، والتصدي لكسر الحصار عن غزة، وتحقيق الحرية للأسرى، والاهتمام بقضية اللاجئين وهمومهم، وتحمل المسؤولية تجاه مجمل ملفاتنا الوطنية في الداخل والخارج لصالح شعبنا وقضيتنا.

إن استشعار خطورة المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع تغليب المصالح الوطنية على المصالح والحسابات الحزبية والفئوية الضيقة، وتفرض علينا جميعاً العمل معاً وبروح وفاقية نضالية من أجل إنجاز مشروعنا الوطني، واستنقاذ أرضنا وقدسنا وأقصانا وجميع مقدساتنا، واستعادة حقوقنا الوطنية، وتمكين شعبنا من التخلص من الاحتلال والتشرد والاعتقال، ليعيش على أرضه بحرية واستقلال.

 

« وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون »

حركة المقاومة الإسلامية « حماس »

فلسطين

‏الاثنين 23 / ذو القعدة / 1436 هـ

الموافق: 07 / سبتمبر /‏ 2015 م