خبر ريهام تلتحق بزوجها و رضيعها علي ... وتترك أحمد وحيدا

الساعة 01:03 م|07 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

في قبر بجانب قبر زوجها وأبنها الرضيع دفنت ريهام دوابشة في بلدتها دوما جنوب نابلس، بعد عجز جسدها عن مقاومة الموت، فكانت الشهيدة الثالثة من العائلة المكونة من أربعة أشخاص.

ماتت ريهام، وبقي أحمد وحيدا تنتظره رحلة علاج قد تستمر لسنوات، ونبأ مخبأ في صدور من حوله بموت عائلته كلها، وبعد شهر ونصف على إصابتها بحروق خطيرة بعد إحراق منزلها من قبل المستوطنين.

يقول جده لأمه، أنه في اللحظة التي تم الإعلان عن استشهاد والدته ريهام، دخل أحمد بحاله بكاء غير طبيعية، فشلت محاولات الذين يرافقونه على تهدئته...،ويتابع:« وكأن أحمد شعر برحيل والدته وأنه بقي وحيدا في هذه الدنيا ».

ويشير الجد إلى سؤال أحمد الدائم عن والداته تحديدا، وعن والده وشقيقه علي، السؤال الذي كانت إجابته أنها في الغرفة الثانية من المستشفى الذي يتعالج فيه تصارع الموت حبا بالبقاء إلى جانبه.

وكانت الطواقم الطبية في مستشفى تل هشومير أعلنت عن أستشهاد ريهام بعد منتصف ليل أمس جراء تدهور على حالتها الصحية، حيث أنتشرت البكتيريا في جسدها المحروق بنسبة 90%، وأنخفاظ حاد في ضغط الدم.

ريهام و التي أكملت من العمر 27 عاما يوم أمس، رحلت مخلفة ورائها أبنها البكر أحمد، والذي لم يتوقف عن السؤال عنها وعن والده وشقيقه منذ تجاوزه مرحلة الخطر بعد إصابته أيضا بحروق خطيرة أيضا.

يقول نصر شقيق الشهيد سعد دوابشة زوج ريهام، إن حالتها ومنذ اليوم الأول وصفت بالحرجة فالحروق كانت قد أتت على كل جسدها، وأنها مؤخرا تعرضت لتدهور حاد في حالتها الصحية نتيجة إنتشار البكتيريا في جسدها المحروق، وعدم تمكن الأطباء من السيطرة على الحاله.

وليله أمس، تعرضت ريهام لنزول حاد في الضغط بشكل مفاجئ، وتوقفت كافة أعضاء الجسد عن العمل، حتى توقف قلبها وأعلن عن إستشهادها.

و في المقابل وصفت حاله أحمد بالمستقرة، كما يقول عمه نصر، وأنه بحاجة لرحلة علاج لأكثر من عامين، حيث سيخضع لسلسة من العمليات وجراحية لترقيع جسده وثم عمليات تجميلية لجسمه المحروق بالكامل.

وتابع نصر:« ما أصابنا نحتسبه عند الله، ولكنه بكل المقاييس كارثة حقيقة، نحن فقدنا عائلة كاملة ولا نتمنى عدو ولا صديق في أي مكان في العالم أن يعاني ما عانينه، وما سيعانيه أحمد الذي سيعيش يتيما بلا ذنب أقترفه ».

ونقل جثمان ريهام من مستشفى تل هاشمير بالداخل المحتل صباح اليوم، إلى مستشفى جامعة النجاح الوطنية بنابلس لتشريحه، ومن هناك إلى بلدة دوما مسقط رأسها، بمشاركة جماهيرية واسعة من أهالي البلدة و البلدات المحيطة.

وخلال مراسيم التشيع التي أنطلقت من مدرسة البلدة حملت طالبات ريهام، وهي معلمة الرياضيات في مدرسة جوريش الحكومية القريبة، صورها باكيات على غياب مدرستهن التي كن يحلمن بعودتها إلى المدرسة بعد شفائها.