خبر شكرا لك انجيلا ميركل -هآرتس

الساعة 08:18 ص|07 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

 بقلم: عودة بشارات

 (المضمون: من حسن حظ اللاجئين السوريين أنه لا يوجد سلفان شالوم الماني - المصدر).

 

جورج ولهالم فريدريك هيغل الالماني قال: « نحن نتعلم من التاريخ بأننا لا نتعلم من التاريخ ». بعد مرور مئات السنين تظهر المانية اخرى، اسمها انجيلا ميركل، وتثبت أنه يمكن التعلم من التاريخ. الآن ابواب برلين مفتوحة أمام كل لاجيء يهرب من ميادين القتل والقمع والجوع. كل الاحترام لالمانيا.

 

يصعب على الأذن أن تسمع هذا المدح على ضوء التاريخ المظلم لالمانيا في القرن الماضي. لكن « الألم الاصعب هو الألم الحالي ». قال العرب. اذا وضعت المانيا نفسها على رأس الذين يواجهون الألم الحالي وهي تقدم ملجأ لنحو مليون لاجيء سوري وغيرهم، فان من تقف على رأسها تستحق التقدير والمدح.

 

يمكن الفرض أنه لو كان لميركل وزير داخلية يسمى سلفان شالوم، أو وزيرة للثقافة تسمى ميري ريغف – لكانت دُحرجت عن الدرج بعد اعطاءها هذا الوعد. من حسن حظ السوري الذي يعاني ووصل الى المانيا، أنه ليس هناك سلفان شالوم الماني.

 

اضافة الى ذلك، أعتقد أنه  عدا عن النظرة الانسانية فانه يوجد وراء قرار ميركل قرار سليم هو أن ما حول الولايات المتحدة الى قوة عظمى قد يتكرر في اوروبا. اللاجئون متعطشون للعمل والاندماج ويسعون الى التعويض على ما ضاع منهم في الوطن. هذا التعطش الذي أعطى الدافع للولايات المتحدة، قد تستفيد منه اوروبا التي تعاني من التكاثر الطبيعي السلبي، اذا منحت اللاجئين الشعور بالشراكة.

في هذه الاثناء، صدى القتل في الشرق الاوسط يصل الى اوروبا، ويمكن قول الكثير عن الانظمة الدموية هناك وعن الاصولية الاسلامية التي تزرع القتل وتُسمم النفوس، لكن بدون التدخل الاجرامي لروسيا وايران والولايات المتحدة – بواسطة قطر والسعودية – كان يمكن أن يكون اللهب أقل كثيرا.

ايران وروسيا تؤيدان الدكتاتورية القمعية في سوريا، أما قطر، حليفة الولايات المتحدة، فتؤيد داعش السادي. ويضاف الى ذلك أن النتيجة الوحيدة للحرب ضد داعش برئاسة الولايات المتحدة، هي أن التنظيم يتقوى. كيف سيحاربون داعش عندما تكون تركيا، حليفة الولايات المتحدة، هي الممول الرئيس لمقاتلي التنظيم، وشراء النفط الذي سيطر عليه.

السعودية كما هو معروف هي أب وأم التيار الوهابي في الاسلام. هذا التيار الذي يعتبر الجميع كفار يستحقون الموت. وعن طريق تجذر هذا التيار سيطرت عائلة آل سعود على السعودية بتأييد بريطانيا. ومع مرور الزمن تغير الراعين وجاءت الولايات المتحدة بدل بريطانيا. إلا أن الايديولوجيا الوهابية بقيت على حالها. في الوقت الذي وكأن امريكا تحارب فيه من اجل حقوق الانسان في جميع انحاء العالم، فان العصور الوسطى تحتفل في ساحتها الخارجية – في السعودية.

مع تطور السعودية الاقتصادي نشأ دمج قاتل بين مليارات الدولارات وبين ايديولوجيا الموت، الامر الذي تسبب بالكارثة الحالية للعرب. لكن عندما يحدث الاسوأ – زعماء دول الخليج الذين يوفرون السلاح والتمويل بمليارات الدولارات لمنظمات الموت، الجميع يصمت. وفي الوقت الذي تملأ فيه أموالهم البنوك الغربية فان شعوبهم تبحث عن الملجأ وكسرة الخبز في اوروبا.

في الختام أريد قول شيء فلسفي خاص بي حسب مثال هيغل. نحن نتعلم من التاريخ أنه لا يوجد شعب يصمد فترة طويلة وهو يحمل الشعلة التي تضيء الطريق للأخيار. الامبراطورية العثمانية حملت الشعلة في العصور الوسطى حينما استوعبت اليهود المطرودين من اسبانيا. والشعلة انتقلت الآن الى المانيا.