خبر أوقفوا تغول بناء الأبراج في المخيم.. بقلم / محمد أحمد عطاالله

الساعة 10:01 ص|05 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

منذ النكبة تعيش المخيمات الفلسطينية  في معاناة كبيرة  فلا حاجة لسردها لأنّ الكثير عايشوها أو يعيشونها الآن ، وأهم ما يميز المخيمات  أنّ السكان يعيشون في بيوت متلاصقة جداً تبعد عن بعضها البعض بالكاد متر أو نصف المتر جلها من الزينكو والاسبست  بلغة أهل المخيم المعروفة  ، ناهيك عن البنية التحتية المتردية  وضعف وصول المياه وضعف في الخدمات وفقر في المتنزهات ، ولكن الغريب والذي لا يكاد يصدق هو انتشار ظاهرة بناء الأبراج في المخيم ، ماذا يعنى بناء برج من سبع طوابق( طبعاً مع السدة وما يسمى بالروف) وسط مجموعة من بيوت مخيم  جباليا الأشد ازدحاماَ في العالم ؟ يعنى ذلك  زيادة خنق هذه البيوت التي في الأساس مخنوقة باللغة العامية ، ضغط جديد على البنية التحتية الضعيفة  ، ضغط على شبكة المياه الضعيفة التى بالكاد تصل البيوت ، حجب الهواء والشمس عن البيوت ، كشف عورات البيوت التي لا تجد لها منفس في ظل انقطاع التيار الكهربائي الا شباك أو اثنين ، وكذلك زيادة في الأطفال في الشوارع  بمعنى تحويل البيوت إلى سجون ، ناهيك على أنّ الابراج تفتقر لأبسط السلامة الأمنية  والجميع يعلم  أنّ الأبراج لها معايير محددة ، تبنى في أماكن معينة ويصادق على بناءها جهات متعددة مثل وزارة الإسكان ووزارة الحكم المحلى والبلدية والدفاع المدني ويجب أن تبنى في مساحة معينة تراعى فيها المساحات بين البيوت أو الأبراج الأخرى وكذلك ما يلزمها من بنية تحتية منذ الانقسام . أمّا في حالة أبراج المخيم فيكفى فقط موافقة اللجنة الشعبية  للاجئين التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة. إن المستثمرين ورؤوس الأموال يبتغون الربح  ويستغلون حاجة النّاس وفقرهم عن طريق شراء بيوتهم أو بناء البرج العالى مقابل شقة او شقتين في البرج ، ولكن لا يعلم هؤلاء الناس انّ هذا البرج يزيد من معاناة المخيم المعروفة والمعهودة ، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تستمر اللجنة الشعبية للاجئين بإعطاء هؤلاء الموافقة وهي تعلم أنّ ذلك يزيد من معاناة اللاجئين التي هي في الأصل وجدت لتدافع عن حقوقهم وترفع عنهم معاناتهم  ، إنّ حل اشكالية الزيادة السكانية  الديمغرافية في المخيم لا يمكن أن يكون على حساب اهل المخيم ككل  بل الأصل التفكير في مشاريع بناء بعيدة عن المخيم الذي يعانى أشد المعاناة  كما أوضحت ، لذلك المطلوب من اللجنة الشعبية منع بناء الأبراج في المخيم كما أناشد القوى الوطنية والاسلامية بتحمل المسؤولية  فحماية اللاجئين والدفاع عن حقوقهم والتخفيف من معاناتهم مسئولية الجميع ، كما أطالب الأخ الاستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بمتابعة هذا الموضوع المهم والخطير كون حركة حماس بأجهزتها هي من تدير القطاع في ظل غياب أفق المصالحة ، كما أطالب الدكتور عصام عدوان بتحمل مسؤوليته تجاه هذا الموضوع بصفته رئيس اللجنة الشعبية للاجئين  في قطاع غزة كما  أطالب الدكتور زكريا الأغا بصفته مسؤول اللجنة الشعبية في منظمة التحرير أيضاً بتحمل المسؤولية أيضاً تجاه هذه القضية ، واتمنى أن لا تتكرر مأساة اللاجئ أبو محمد الذي لا يبعد برج من سبع طوابق في وسط مخيم جباليا بنى حديثاً  عن بيته سوى 5 سم، أي انّ حائط البرج ملاصق تماماً لحائط بيته ونسى من بنى البرج ومن اعطاه الاذن بالبناء ان بيت ابو محمد بيت لاجئ في حارة لاجئين في مخيم لاجئين تديره وكالة الأمم المتحدة المختصة باللاجئين ، أتمنى أن لا ننسى أنفسنا ولو للحظة واحدة.

[email protected]