خبر مقرب عباس: بيان الاعتزال رسالة للاسرة الدولية.. هآرتس

الساعة 06:56 ص|03 سبتمبر 2015

بقلم

(المضمون: بيان عباس الاعتزال هو رسالة للاسرة الدولية بانه لا يعتزم مواصلة منصبه في سلطة بلا سيادة – ولكن الموعد الدقيق لهذا الاعتزال ليس واضحا بعد - المصدر).

تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) أول أمس بانه لا ينوي التنافس في أي انتخابات مستقبلية، سواء في حركة فتح أو في مؤسسات م.ت.ف، تعتبر في دوائر عديدة في السلطة الفلسطينية، بما في ذلك في فتح كتصريحات سابقة. ولكن مقربي عباس ممن تحدثت « هآرتس » معهم في الايام الاخيرة لا يزالون غير ملتزمين بتاريخ وموعد الاعتزال. بل انهم يشددون على ان القرار لا ينبع من أزمة داخلية ومن ضغط يمارسه عليه خصومه السياسيون، بل هو رسالة للاسرة الدولية وبموجبها فانه في غياب مسيرة سياسية حقيقية وانهاء الاحتلال، فان دور الرئيس في السلطة الفلسطينية لم يعد ذا صلة.

وكان عباس أعلن اول أمس في جلسة اللجنة المركزية لفتح بانه غير معني بالتنافس مرة اخرى لمؤسسات م.ت.ف . ومع ذلك، قال مسؤولون كبار في اللجنة لـ « هآرتس » ان التقارير عن اعتزال عباس الساحة السياسية الداخلية والخارجية كانت قبل أوانها وانه لا يبدو أن الخطوة ستتم في المستقبل القريب.

وشرح عضو اللجنة المركزية لفتح، محمد المدني، الذي حضر الجلسة أول أمس ويعتبر أحد مقربي عباس بانه يقف خلف تصريحه، ولكنه سيفعل ذلك حسب جدول زمني وحسب المصلحة الوطنية الفلسطينية. وعلى حد قوله، فان الرساسة الاساس للخطوة غير موجهة الى الداخل بل الى الخارج. وقال المدني ان « ابو مازن يفهم بان المسيرة السياسية عالقة وانه لا يوجد أي افق سياسي في المستقبل المنظور للعيان، بسبب الرفض الاسرائيلي. لا يبدو أن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منضغطون من هذا، وعليه فانه جاء ليقول بشكل واضح لا اريد البقاء في المنصب الذي اصبح مثابة حامي حمى الامن لاسرائيل، ومن يريد أن يأخذ المسؤولية فليتفضل ».

وحسب المدني، فان اقوالا بهذه الروح قيلت لعبدالله ملك الاردن في لقائه مع عباس في عمان، في بداية الاسبوع. وعلى حد قوله، فان هذا ما سيقال ايضا قريبا للرئيس المصري عبدالفتاح السياسي وأغلب الظن من على منصة الجمعية العمومية للامم المتحدة في نهاية ايلول. وقال المدني: « سيقول للعالم بشكل واضح بانه غير معني بان يقف على رأس سلطة فلسطينية بلا سيادة ».

قبل نحو اسبوعين أعلن عباس عن استقالته من رئاسة اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف. ليست هذه هي المرة الاولى التي يعلن فيها عباس عن نيته اعتزال الحياة السياسية. ولكن الاستقالة لن تدخل حيز التنفيذ طالما لم تبحث في المجلس الوطني الفلسطيني. وفي هذه الاثناء يواصل عباس عمله كرئيس للسلطة ورئيس لـ م.ت.ف . في هذا السياق يدعي مسؤولون كبار في فتح بان في نية عباس احداث تغييرات داخلية في فتح  وفي م.ت.ف ولكن لا توجد امكانية للتعهد في هذه المرحلة بالاطار الزمني.

ولا ينفي المسؤولون في فتح بان الزمن والعمر يفعلان فعلهما وان عباس، ابن 81 سيضطر في مرحلة ما الى الاعتزال. وعلى حد قولهم فانه معني بان يقود خطوة لضخ دم جديد للساحة وللمؤسسات، التي شاخ بعضها وهناك حاجة لانعاشها. وقال بعض المسؤولين: « ليس جديدا ان في الساحة الفلسطينية يتحدثون منذ بضعة اشهر عمن سيأتي بعد عباس، وهذا ليس سرا. في اسرائيل وفي العالم يجب أن يفهموا بان في م.ت.ف وفي فتح يوجد جهاز وتوجد مؤسسات وفي نهاية المطاف هذه هي التي تختار القيادة. هذا ما حصل عندما توفي الرئيس ياسر عرفات، الذي كان زعيما كاريزماتيا بلا منافس. وعليه فان ابو مازن لا يريد ان يتخذ صورة من خلف ارضا محروقة. وهو يحاول أن يقود المسيرة وان يرتب البيت، ولا سيما في فتح ».

في الساحة السياسية الفلسطينية، ولا سيما في اوساط اولئك الذين لا يؤيدون عباس، يرون في الخطوات الاخيرة وفي البيانات الاخيرة محاولة لتهيئة التربة لابعاد بعض الشخصيات القديمة والخصوم السياسيين. وذلك انطلاقا من الفهم بانه لا يوجد في هذه المرحلة من يتنافس مع عباس.

وصرح امين عام المجلس الثوري لفتح امين مقبول امس لوكالة « معا » للانباء ان فتح تطالب عباس بان يبقى في منصبه، بل وشرح احد مقربيه بانه حتى لو لم يتنافس في مؤسسات فتح، قد يتخذ قرار بتعيينه في اللجنة التنفيذية بدعوى أن هذه هي ارادة المنظمة. وستتضح الامور في جلسة المجلس الوطني الفلسطيني التي ستنعقد في رام الله هذا الشهر.

المجلس الوطني هو الهيئة العليا التي تنتخب أجهزة م.ت.ف بما في ذلك اللجنة التنفيذية. ويضم المجلس نحو 740 عضوا، ولكن لما كان الكثيرون منهم يسكنون في الدول العربية ولا يمكن لهم جميعا ان يصلوا الى رام الله فليس واضحا بعد في أي تركيبة سينعقد المجلس وكيف سينتخب ممثلين جدد عندما يكون فصيلين مركزيين في الساحة الفلسطينية، حماس والجهاد الاسلامي، غير ممثلين فيه.