خبر قواعد اللعب تغيرت... معاريف

الساعة 06:55 ص|03 سبتمبر 2015

بقلم

(المضمون: كان البلماخ امورا كثيرة، بما في ذلك يسار صهيوني على حدود الشيوعية، ولكنه ما كان لينجح في مقياس مسطرة بتسيلم. هناك ايضا لم يحفظوا عن ظهر قلب ميثاق جنيف - المصدر).

لا اعرف كيف احاكم كم هو محق او مخطيء دافيد بن غوريون عندما صفى بداية خلاص الاشتراكية مع ميول شيوعية الى جانب حلم بلاد اسرائيل الكاملة، ومع علاوة الصبا في ظل الموت اليومي. والان، عندما احتفل من تبقى منذئذ بـ 75 سنة على تأسيس البلماخ، انغمر كل المشاركين والمقربين في موجة من الحنين تعاظمت كلما اتجهت الانظار الى الاطراف ورأت ما يحصل اليوم في دولة اسرائيل. حنين مختلط باحساس ثقيل بتفويت الفرصة على الدولة، التي هي النقيض التام للدولة التي حلموا بها.

لقد كانوا اطفالا تقريبا، ابناء 17 (واحد من قتلى المعركة على القدس كان ابن 16) و20 زائد. قائد لواء هرئيل اسحق رابين كان ابن 26. وحتى قبل أن تقوم الدولة قاتلوا بلا جبهة داخلية سياسية ومدنية، باستثناء الكيبوتسات التي استوعبتهم. البلماخي الذي قتل في الليل دفن في الغداة على ايدي رفاقه في المعركة. لقد كان البلماخ امورا كثيرة، بما في ذلك اليسار الصهيوني الاشتراكي على حدود الشيوعية – ولكن حتى هو ما كان لينجح في مقياس مسطرة « بتسيلم ». هناك ايضا لم يحفظوا عن ظهر قلب ميثاق جنيف.

عندما كانت حاجة لقتل عربي قتلوا عربيا، وحتى لو لم يحصل هذا حسب قواعد طهارة السلاح، فان احدا لم يجعل من هذا الامر قصة. غير أن مقلدي اليوم لا يفهمون بان وجه الشبه المزعوم هو تشويه للزمان وان قواعد اللعب تغيرت. فما كان ممكنا بل وواجب التنفيذ في المعركة على الحياة والموت في سبيل اقامة الدولة لم يعد ساري المفعول في عالم اليوم.

لم يكن البلماخ نباتيا حتى في رؤيته لحدود الدولة. فقد كانت الايديولوجيا بلاد اسرائيل الكاملة، من البحر حتى النهر ولم تكن للايديولوجيا في حينه أي صلة بفتيان التلال الذين « يقاتلون » اساسا ضد فلسطينيين غير مسلحين وهنا وهناك ايضا ضد جنود الجيش الاسرائيلي. مأساة جيل البلماخ هي انه أخذ يفقد شرعيته في صالح جيل المستوطنين وفتيان التلال. كهانا ومارزيل، زمبيش وارئيل، الكين وفايغلين.

قبل بضع سنوات صنعت فيلما عن الياهو سيلع، بلماخي كل من يعرفه يسميه « رعنانا ». وهو احد المقاتلين الاشجع الذين قادوا المعارك الحاسم لمصيرة دولة اسرائيل في حرب التحرير. من طريق القسطل، سان سيمون، حماية طريق القوافل الى القدس، اقتحام البلدة القديمة وغيرها. في المعارك على القدس قاد رعنانا قوة اعتزمت اقتحام القدس من الجنوب الغربي واحتلالها لمواصلة النزول الى البحر الميت. بن غوريون منع الخطوة. في ختام الحرب حشد يغئال الون، قائد البلماخ، قوات كي يحتل الضفة. كقائد عمليات البلماخ، خطط رعنانا الحملة ومرة اخرى منع بن غوريون خطة احتلال الضفة.

رعنانا، الذي اعتبر قائد لواء هرئيل، استدعاه رئيس الاركان يعقوب دوري واقصاه من الجيش الاسرائيلي، وهو يعيش اليوم في كيبوتسه متفائلا مثلما كان دوما. وعندما يسأل عن قضايا اليوم، لا تكون له أي مشكلة، مثل معظم البلماخيين، في أن يفسر ما هو تراث البلماخ اليوم:ياالله، اخرجوا من الضفة ومن الحكومة.