خبر لا حاجة إلى معجم يمشي، حد أدنى من التعليم.. إسرائيل اليوم

الساعة 06:54 ص|03 سبتمبر 2015

بقلم

(المضمون: نحن لا نتوقع من المعلم معرفة نظرية الجزيئات، لكننا نتوقع من المعلم الاسرائيلي الذي يعيش ويُدرس في اسرائيل أن يعرف من هو رئيس الدولة الاول - المصدر).

المعلم، من كان الرئيس الاول؟ المعلم، ما هو الخط الاخضر؟ المعلم، ماذا حدث في تشرين الثاني 1947؟ المعلم، في أي سنة كان الانقلاب؟ المعلم: « لا أعرف، لا أعرف و... الحقيقة، لا أعرف. وفيما يتعلق بالانقلاب – هذا حدث منذ زمن ».

يبدو هذا مثل مسرحية، لكن هذا هو الواقع في المدارس في اسرائيل، كما تبين من استطلاع للصحيفة. لقد عرفنا عن الجهل المقلق لدى شريحة واسعة من الطلاب، ولم نتخيل أن تضامن المعلمين سيكون كبيرا وسريعا الى هذا الحد.

تآكل غير مبرر

يمكن تعزية النفس أنه كان يمكن أن يكون أصعب. تخيلوا للحظة معلم في مدرسة يتعلم فيها إبنكم، وهو لا يعرف اسم مقدم برنامج « ماستر شيف ». بيقين أنتم ستُصدمون وربما تفكرون في تغيير المدرسة أو المدنية أو حتى تغيير الدولة.

لكن حقيقة أن معلم أبناءكم لا يعرف الاسطر الاربعة الاولى في النشيد الوطني، هي مسألة عادية. يمكن الاعتقاد أنه مع اقوال نفتالي هرتس امبار، فان الولد سيذهب للمنافسة في « سوبر ستار ».

توجد هالة حول مهن معينة، ولا يهم الأجر أو عدد الناس الذين يعملون فيها. المعلم هو أحد هذه المهن. التلميذ نظر للمعلم باحترام، والأب – بأمل. كان المعلم معجما من اللحم والدم، هكذا نظروا اليه على الاقل. وفي الوقت الحالي سحق شيء في عملية التعليم، ليس بسبب الأجر أو عدد الطلاب في الصف، بل هذه مجرد مبررات وليست السبب الفعلي.

في 2002 كتب جاك رنسيير في فرنسا كتاب « المعلم الجاهل ». يتحدث فيه عن المعلم جوزيف جاكوتو الذي نجح في هز فرنسا وهولندة في 1830 بعد توصله الى استنتاج أن الطلاب بدون المعرفة يمكنهم التعلم بدون معلمين. أما « المعلمون الجهلة » فيمكنهم تعليم الطلاب امور هم أنفسهم لا يعرفونها... القصة حقيقية. جوزيف حاكوتو كان عبقريا ولم يستطع الاقناع بنظريته التعليمية. في القرن التاسع عشر توصلوا الى استنتاج أن المعلم يجب أن يكون أي شيء – باستثناء الجهل.

هناك معلمون ممتازون

بكلمات اخرى، نحن لم نقم باختراع الانسحاق في المعرفة العامة عند المعلم. لكن هذا ليس كافيا.    نحن بالفعل لا نتوقع من معلمنا أن يعرف نظرية الجزيئات. وسنغفر له اذا لم يعرف ما هي عاصمة بنغلاديش. لكن المعلم الاسرائيلي الذي يعلم الطلاب الاسرائيليين ويعيش في اسرائيل يتوقع منع معرفة من كان الرئيس الاول للدولة، حتى لو لم يكن معلما للمدنيات. وكنا سنفرح اذا عرف الذي لا يعلم الجغرافيا ايضا ما هي الدول التي تحد اسرائيل. ونحن لا نتوقع من معلم الدين أن يحفظ الجزء الثالث في سفر الاضرار.

نظرا لأن ابنتي ستذهب اليوم الى المدرسة، ونظرا لأن معلمتها تعرف بالفعل كل الاجابات، فهذا هو الوقت للقول إنه يوجد عندنا في اسرائيل الكثير من المعلمين والمعلمات الممتازين الذين يعرفون بالضبط من هي رئيسة محكمة العدل العليا الآن.

ولاولئك الذين يعتقدون أنه لا يجب أن تكون عبقريا في الالغاز لكي تكون معلما في اسرائيل، سنقول لهم فقط إننا لا نطلب من معلمينا الحصول على الميداليات، بل على الحد الادنى من التحصيل العلمي.

قبل سبع سنوات اكتشف طلاب في المرحلة الاعدادية في إلفاسو في كاليفورنيا أن الاستاذ المحبوب عليهم لا يعرف القراءة والكتابة. وكان يصل دائما الى الصف برفقة مساعده الذي كانت وظيفته الكتابة على اللوح. ولأن عندنا احترام زائد لمعلمينا في اسرائيل فاننا نتوقع منهم في المستقبل أن يأتوا الى الصف وحدهم بدون مرافقين يمنعوهم من شرح أن « الخط الاخضر » هو الخط الذي يتحدث عن جودة البيئة. وبيني وبينكم فان جوابا كهذا يعكس جودة المعلم.