خبر د. رمضان شلّح ووضوح الرؤية.. عصام شاور

الساعة 02:48 م|02 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

تحرير فلسطين وما يتفرع عن ذلك من أهداف لخدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني هو المعيار الذي نقيس به مدى قربنا أو بعدنا عن الصواب وتحقيق الهدف، ومدى نجاح الأحزاب والفصائل الفلسطينية في مسيرتها، وعليه فإن تقييم ما قاله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د.رمضان شلح في لقائه الأخير على فضائية « الميادين » يجب أن يستند إلى المعيار الذي ذكرناه وليس إلى مدى توافقه مع آرائنا أو أهوائنا، لأن التمسك بالثوابت هو الأصل.

قضايا كثيرة ومهمة تلك التي طرحها د.رمضان شلح، ولكننا نكتفي ببعضها لضيق المساحة وبحكم الأولويات، ومع ذلك لا بد من القول إنني أتفق معه في غالبية القضايا التي طرحها بكل صراحة وشفافية وحكمة تنم عن رجل قائد متمسك بالثوابت وحريص على وحدة الصف الفلسطيني وهدفه الأول والأخير تحرير فلسطين.

حدد د.رمضان خمسة عناوين داخل فلسطين يجب التعامل معها بما يخدم القضية الفلسطينية؛ المقاومة والمنظمة والسلطة والتسوية والمحتل الإسرائيلي، وقد طالب المنظمة بتحديد وجهة نظرها من المحتل الإسرائيلي بشكل عام ومن منهم في الضفة الغربية بشكل خاص حتى يتم التعامل معهم حسب تلك الرؤية، وكذلك انتقد منظمة التحرير التي لم يتبق منها شيء _حسب وصفه_ لتمسكها بصفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني رغم عدم ضمها لفصائل مثل حماس والجهاد إلى صفوفها، كما انتقد تخليها عن المقاومة، وهو بذلك يعمل على تصحيح مسار المنظمة ويحث على استعادة الشعب الفلسطيني لوحدته استنادا إلى الثوابت وحقوق شعبنا.

تحدث أمين عام حركة الجهاد عن التهدئة بين المقاومة في غزة والعدو الإسرائيلي، وقد وضع النقاط على الحروف ومن ذلك قوله بأن التهدئة غير مقدسة وفي ذلك رسالة للعدو الإسرائيلي، وقد أكد أن الحركة كانت مستعدة وجادة لضرب (إسرائيل) بالتوافق لو استشهد الأسير الفلسطيني محمد علان وفي ذلك تأكيد أن سلاح المقاومة سيتم استخدامه ليس فقط للدفاع عن غزة وإنما عن كل فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهذه وجهة نظر قد تتبناها باقي الفصائل المقاومة في إطار توافقي.

وفي الختام لا بد أن أشير إلى حرص الدكتور رمضان شلح على وحدة الصف وتوضيح بعض الأمور التي كادت تعصف بالساحة الفلسطينية، حيث أكد على ثقته بأن حركة حماس لن تخدع من توني بلير مهما حاول استدراج حماس، حيث وقعت منظمة التحرير، وأن حماس لا يمكنها أن تفرط وترضى بغزة معزولة عن الضفة، كما أكد أنه لا حركة الجهاد ولا حماس يمكنهما أن توافقا على تهدئة طويلة الأمد بمعزل عما يجري في الضفة الغربية، رغم محافظة الحركتين حاليا على التهدئة