خبر ليس جنرال، وإنما محامي ... هآرتس

الساعة 09:36 ص|30 أغسطس 2015

بقلم

(المضمون: الاعتراض على تعيين هيرش ليس بسبب حرب لبنان الثانية بل كونه غير مناسب لهذا المنصب، والدليل على ذلك عدم احترامه لقرارات رئيس الحكومة والكابنت اثناء الانتفاضة الثانية - المصدر).

قبل 11 سنة التقيت مع غال هيرش. خرجت مصدوما واتصلت مع عوفر شيلح، شريكي في تأليف كتاب « السهم المرتد » عن الانتفاضة الثانية، وشتمته بأربع لغات. كيف تركتني وحدي مع هذا المجنون؟ جئت للقاء قائد كتيبة وتبين لي أن الحديث عن رئيس حكومة.

هيرش قال إنه عرف أن الانتفاضة قادمة، لهذا عندما بدأ العنف قرر اغلاق جميع مداخل القرى الفلسطينية. لماذا؟ هكذا قرر. أغلقت ايضا محيط القدس مع بدء الاحداث. ادعى بفخر قائد كتيبة بنيامين « اغلاق كامل. لم اسمح لأحد بالحركة لمتر ».

لم يقم بابلاغ المسؤول عنه، قائد اللواء أو قائد المنطقة. وعرف أن هذا يخالف ما أراده المستوى السياسي في حينه. مع الاحترام للمستوى السياسي فهو يعرف أفضل. لذلك قرر.

بين الفينة والاخرى قال هيرش إن رئيس الحكومة والمجلس الوزاري المصغر اتخذوا قرارات حول التسهيلات. لكن شخصا مثل هيرش لم يتعاون مع هذه الهستيريا. وقال لي « أنا أغلي »، وتحدث بفخر عن كيفية افراغ الاوامر من المضمون.

هذا ما استطعت أن افهمه على الأقل. لأن هيرش قال كلمات مثل التشديد، الهجوم، الاقتطاع، التسهيلات.. الخ. والغريب هو أن ألف اسرائيلي قتلوا حتى انتهاء الانتفاضة.

يمكن تفهم جلعاد أردان، حيث شارك في التحقيق حول فشل مسيرة الفخار، وحصل كما يبدو على شيء يشبه الغطاء الجماعي. لقد اصطدم بشعارات لا تشبه شيء، وعايش حملة فظة من قبل مقربي بنتسي ساو الذين اتصلوا ليقولوا له كم من الضروري اختيار قائد شرطة غريزي. وكان معرضا لضغط الوقت الهستيري اضافة الى انتقاد الكُتاب وجهات في الشرطة بسبب اطالة العملية. وقد التقى رئيس الحكومة مع ضباط شرطة بدون حضوره. كيف اذا يمكن اختيار مرشح ملائم لقيادة الشرطة في مثل هذه الظروف.

يمكن الافتراض أن سبب اعجاب الوزير بهيرش أن لديه قدرات لانهائية، بعد عدد كبير من الجنرالات وخريجي « الشباك » الذين طلبوا منه اختيار الشرطي رقم واحد، حيث التقى الشخص الذي يبحث عنه. لكن هذا الشخص غير مناسب.

ليس مؤكدا أن أداء هيرش في حرب لبنان الثانية له صلة بفرص أن يكون مفتشا عاما جيدا للشرطة. من المؤكد أنهم يقومون باجراء تجربة لنسخ التاريخ في هذه القصة.  وعلى رأس هؤلاء القاضي الياهو فينوغراد. يصعب فهم وقوفه الى جانب هيرش والتبرئة التي منحها له بأثر رجعي. حاولت أن اسأله أول أمس – ولكن تم اطفاء النور فجأة. لقد كنت متصلبا جدا مع هيرش في تقرير اللجنة حول حرب لبنان الثانية. هل اكتشفت حقائق جديدة؟ فينوغراد رفض الاجابة.

يجب على أردان الصلاة لكي ينقذه المستشار القانوني للحكومة من نفسه. لقد رفض تعيينات مهمة بدون سبب حقيقي (يعقوب فرنكل، يوآف غالنت)، واذا حدث هذا فان الامر الاصعب الذي يستطيع أردان فعله هو العودة الى صفوف قادة الشرطة. أردان محق عندما يقول إن الشرطة بحاجة الى شخص من الخارج. لكن الحديث هنا ليس عن جنرال. ولو سأل أردان رئيس هيئة الاركان لكان قال له ذلك.

الشرطة بحاجة الى محامي معروف وشديد، شخص مثل موشيه لادور أو ايلي أبربنيل. وهي بحاجة الى مجانين مثل موشيه مزراحي، اولئك الذين لا يرون بعيونهم. واذا أراد أردان أن يلعبها فعليا، فان عليه الاتصال برئيس قسم التحقيقات سابقا، يوآف سغلوفيتش. حيث لن يجد قائدا للشرطة أفضل منه.