خبر الظهور السخيف لباراك... معاريف

الساعة 10:13 ص|23 أغسطس 2015

بقلم

(المضمون: اذا أراد رئيس الحكومة نتنياهو مهاجمة ايران فسينجح في اقناع الكابنت. وما قاله باراك عن معارضة وزراء في الكابنت هو كلام سخيف - المصدر).

سجلوا الاسم: شتاينيتس. يوفال شتاينيتس، الشخص الذي منع نهوض اسرائيل وانبعاثها. الشخص الذي تراجع في لحظة الحقيقة بسبب خوفه، كما وصل ذلك اهود باراك، حيث رفض التصويت مع الهجوم على ايران. اذا حدثت كارثة ثانية فهذا ذنبه. نعم، ايضا بوغي، لا يوجد معنى للاثقال عليه بالكلمات، فعل الامر اللامسؤول الذي يمكن تصوره (حل محل اهود باراك في وزارة الدفاع) لذلك فليترك الادعاءات.

لنتحدث الآن بجدية: في يوم الجمعة في « ستوديو الجمعة » وفي تسجيلات قدمها روني دانييل، تبين للذين ما زالوا يُشككون بخطورة من جلس في وزارة الدفاع في 2007 – 2013، الى حد هو بدون كوابح، وبدون خطوط حمراء. هو ومن دونه صفر. الآن هو يوجه الاتهامات حول عدم مهاجمة اسرائيل لايران لاشكنازي وشتاينيتس وبوغي. إنه يقول ذلك بصوته، ويكشف عن معطيات سرية من نقاشات السبعة ويبيع اسرائيل. العالم الواسع الذي لا يعرف النفوس العاملة هنا، يسارع الى الاقتباس والنشر للقصة اللامعة حول « كيف أن اسرائيل كادت تهاجم ايران تقريبا، وفقط بسبب وزير ونصف في الكابنت هذا لم يحدث ». الامر اللافت هو أن هناك من سيصدق هذه الاقوال السخيفة.

يجب علينا فهم باراك. بصماته موجودة مرة اخرى، في ايام مهمة. لم ينجح أي شيء من الخطة التي وضعها في 2009، وحدث الضرر للجميع تقريبا، ويشمل ذلك الدولة، لكن النتيجة لا تصل. لم تكن هناك لائحة اتهام ضد اشكنازي، لن يفهم  أحد الى أي حد كان باراك صدّيقا، وخطة ازاحة اهود اولمرت والدخول بدلا منه الى مكتب رئيس الحكومة، يعلوها الصدأ، وفي الوقت الحالي تعرض الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن والدولة الى الاضرار في جميع المجالات. باراك يقاتل مرة اخرى لأنه لا يتنازل، لا يعرف متى يجب التنازل، وما زال يؤمن أننا سنعرف ذات يوم كم هو عظيم.

المعارِض مئير دغان

القليل من الترتيب: اسرائيل لم تهاجم ايران بسبب عدد من العوامل. الاول، بنيامين نتنياهو. رئيس الحكومة لم ينجح في تجنيد القوى النفسية المطلوبة لاتخاذ هذا القرار. إنه قوي بالاقوال وضعيف بالافعال. لو كان قرر الهجوم لحدث هذا. ليس هناك رئيس حكومة لا يمكنه تجنيد الكابنت لقرار كهذا، لكن نتنياهو لم يتخذ القرار وبهذا سمح يوفال شتاينيتس لنفسه، مثل دان مريدور وبني بيغن وايلي يشاي وبوغي يعلون، بعدم تأييد الهجوم في نقاشات السبعة. هذه النقاشات لم تكن دستورية وموازين القوى فيها لم تقدم ولم تؤخر. فالذي يقرر هو الكابنت، وهو لم يجتمع للتصويت على القرار، لأن بيبي لم يتخذه في الحقيقة.

السبب الثاني: جهاز الامن. الحديث هنا ليس فقط عن غابي اشكنازي. فهو لم يكن الاول، المعارض الاكثر تصميما كان رئيس الموساد مئير دغان ورئيس « الشباك » يوفال ديسكن. اشكنازي وعاموس يادلين عارضا ايضا وورثتهما بني غينتس وتمير بردو ويورام كوهين وافيف كوخافي كانت لهم نفس المواقف. كان رئيس الحكومة يستطيع تجاهل هذه المعارضة واصدار الامر بالهجوم اذا كانت له اغلبية في الكابنت، لكنه لم يحاول.

السبب الثالث، لست على يقين أنه ليس السبب الاول، هو اهود باراك نفسه. نعم، الشخص الذي يتهم الآن كل العالم هو المتهم الرئيس. كان باراك الحليف الرئيس لنتنياهو في حملتهما من اجل الهجوم. وكان المرساة الاساسية، والحل الرئيس والسلطة الامنية التي وضعت الوقود من اجل الهجوم. وقد أخذ نتنياهو، ببساطة، الى رحلة متهورين الى البئر، لكنه لم يسمح له أن يشرب منه. لقد فعل باراك التفاف حاد في ايلول 2012. وقبل ذلك بلحظة زعم أن اسرائيل ستضطر الى مهاجمة المنشآت النووية الايرانية، وخرج فجأة الى رحلة لقاءات في الولايات المتحدة دون التنسيق مع مكتب رئيس الحكومة الذي غضب منه.

مصالح شخصية

لم يقصد باراك في أي لحظة مهاجمة ايران. حسب الشهادات التي وصلت الى الامريكيين حاول باراك بكل قوته اعاقة وتشويش الهجوم على المفاعل السوري. لماذا؟ لأنه أراد أن يحدث هذا بعد استقالة اولمرت. لأن المصلحة الشخصية فقط هي التي كانت تهمه. الآن في موضوع السلاح الايراني، يظهر وكأنه أيد قبل ثلاث سنوات ليخلق التعلق المطلق لنتنياهو به وبتأييده. لقد قيل عن باراك من الكثيرين إنه سيحاول دائما افشال عمليات ضرورية ومطلوبة، وسيحاول دائما القيام بالمغامرات. هناك أمثلة كثيرة في التاريخ. والامر المقلق هو أننا لم نتعلم أي درس وكل مرة نُفاجأ من جديد.

أتذكر من قاموا بضربه على ذيله في وسائل الاعلام، منذ تبين أن كل ما بقي من ملف هرباز هو توصية ضعيفة للشرطة لمحاكمة غابي اشكنازي بسبب التسريب. في حالة اشكنازي كان الحديث عن محادثة مع صحفيين اثنين بشكل روتيني يحدث بين قيادة الجيش الاسرائيلي وقيادة الصحافة العسكرية منذ سنين. المعلومات التي تحدث عنها اشكنازي لم تُعلن ولم تُسرب. وها هو اهود باراك يسرب من خلال تسجيلات بصوته تفاصيل حول نقاشات سرية ومصيرية. هل سيحقق أحد ما في هذا؟ يتبين أن لا. كما أنهم لم يحققوا في الاكاذيب التي نشرها في قضية هرباز، وكما لم يحققوا في أي شيء على مدى ولايته.