خبر الكوريتان تقرعان طبول الحرب .. « الشمالية » تستعد و« الجنوبية » ترتدي الزي العسكري

الساعة 04:36 م|21 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

 يبدو أن الكوريتين بصدد خوض اشتباك جديد، اليوم الجمعة، بعد أن رفضت كوريا الجنوبية وقف بث دعائي ووضعت بيونغ يانغ جنودها على أهبة الاستعداد للحرب الأمر الذي دفع الصين لحث الجانبين على ضبط النفس.

وقال بايك سيونج جو، نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي، إن من المرجح أن الشمال سيطلق النار على نحو 11 موقعا، حيث نصبت سيول مكبرات صوت على جانبها من المنطقة العازلة التي تفصل البلدين.

ورفض الجنوب في وقت سابق تحذيرا نهائيا من بيونغ يانغ بوقف الدعاية المناهضة لها بحلول ظهر يوم غد السبت وإلا ستواجه عملا عسكريا.

وقالت سيول إن كوريا الشمالية أطلقت أربعة قذائف على كوريا الجنوبية أمس الخميس في احتجاج فيما يبدو على الدعاية. وردت كوريا الجنوبية بإطلاق 29 قذيفة مدفعية. واتهمت بيونغ يانغ الجنوب باختلاق ذريعة لإطلاق النار على الشمال.

وقال الجانبان إنه لم تقع أي خسائر أو أضرار في أراضيهما في مؤشر على أن القذائف كانت أعيرة تحذيرية.

لكن الصين - التي لا تزال الداعم الرئيسي لكوريا الشمالية رغم تضاؤل نفوذها السياسي للتأثير على بيونغ يانغ - قالت اليوم الجمعة إنها تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد التوتر ودعت الجانبين إلى الهدوء.

ومنذ انتهت الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 بهدنة وليس معاهدة سلام تبادلت بيونغ يانغ وسيول التهديدات وقتل عشرات الجنود لكن الطرفين لم يصلا إلى حد الدخول في حرب شاملة.

لكن تجدد الاعتداءات هو ضربة أخرى لجهود الرئيسة باك جون هوي لتحسين العلاقات بين البلدين التي تجمدت تقريبا منذ إغراق سفينة بحرية كورية جنوبية ألقت سول مسؤوليته على بيونغ يانغ.

وألغت باك حدثا اليوم الجمعة وزارت موقعا لقيادة عسكرية وهي ترتدي الزي العسكري.

وتبادل الجانبان عبارات عنيفة اليوم الجمعة.

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي، هان مين كو، إن الشمال ارتكب « أفعالا إجرامية جبانة... هذه المرة سأعمل على كسر الحلقة المفرغة لاستفزازات كوريا الشمالية ».

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية إن جيشها لا يمزح.

وبدأت سيول إذاعة الدعاية المناهضة لكوريا الشمالية عبر مكبرات للصوت على الحدود في 10 آب (اغسطس) الجاري فلجأت بذلك لأسلوب كانت قد توقفت عن استخدامه في 2004.

وقالت الولايات المتحدة التي تنشر قوات قوامها نحو 28500 فرد في كوريا الجنوبية إنها تتابع الموقف عن كثب.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية كاتينا ادامز « هذه التحركات الاستفزازية تزيد من حدة التوتر وندعو بيونغ يانغ إلى الكف عن التصرفات والتصريحات التي تهدد السلم والأمن الإقليميين ».

وهذه أول واقعة إطلاق نار بين الكوريتين منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي حينما اقترب جنود كوريون شماليون من الحدود العسكرية وقالت وزارة الدفاع في سيول حينها إنها أطلقت طلقات تحذيرية لكن جنود الشمال لم يتراجعوا. ورد جنود الشمال ليستمر تبادل النيران نحو عشر دقائق دون أن يسفر عن إصابات.

وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ -اون أمر القوات المسلحة برفع درجة تأهبها اعتبارا من مساء اليوم الجمعة الى « حالة الحرب » على الحدود.

والقوات الكورية الجنوبية في حالة تأهب قصوى منذ الانذار الذي اطلقته بيونغ يانغ الخميس مطالبة سيول بوقف حربها الدعائية على الحدود خلال 48 ساعة او تتعرض لعمليات عسكرية من قبل الشمال.

ودعا الاتحاد الاوروبي الكوريتين الى تجنب « الاستفزازات ».

ووافقت اللجنة المركزية العسكرية الكورية الشمالية التي تتمتع بنفوذ كبير على الانذار وعلى خطط « توجيه ضربات انتقامية وشن هجوم مضاد على طول الحدود ».

وافادت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان « الزعيم كيم جونغ -اون اصدر بصفته القائد الاعلى لجيش الشعب الكوري أمرا بدخول الوحدات المشتركة لجيش الشعب الكوري في الجبهة الامامية في حالة حرب لكي تكون على أتم الاستعداد للقتال ولشن عمليات مفاجئة ».

واوضحت الوكالة ان قرار رفع درجة التأهب اتخذ ليل الخميس الجمعة اثناء اجتماع طارئ للجنة العسكرية المركزية التي يرأسها كيم.

واضافت ان القرار يسري اعتبارا من الساعة 17:00 (08:00 تغ) اليوم الجمعة، مشيرة الى ان هذه القوات يجب ان تكون « على استعداد تام للقتال ولبدء عمليات مباغتة » بينما توضح خطوط لجبهة بأسرها ستوضع في « شبه حالة حرب ».

وردت رئاسة الاركان الكورية الجنوبية بالتوجه مباشرة الى الجيش الكوري الشمالي الذي دعته الى « الامتناع عن اي عمل متهور » وحذرته من انها لن تقف مكتوفة الايدي في حال عملية استفزاز جديدة.

وبث التلفزيون الكوري الجنوبي صورا لرئيسة البلاد بارك غوين - هيه اثناء خطاب القته امام كبار القادة العسكريين قرب سيول.

وقالت بارك « لن يتم التسامح مع اي استفزازات من جانب كوريا الشمالية ».

وهذه ليست المرة الاولى التي تصدر فيها كوريا الشمالية مثل هذا الاعلان في اجواء من التوتر. وتعود المرة الاخيرة الى 2013 عندما اعلن الزعيم الكوري الشمالي الشاب « حالة الحرب » مع الجنوب.

وما زال البلدان تقنيا في حالة حرب لان الحرب بينهما (1950-1953) انتهت بوقف اطلاق نار وليس باتفاق سلام.

وفي بروكسل، دعا الاتحاد الاوروبي اليوم الجمعة الى « تجنب الاستفزازات » غداة تبادل القصف المدفعي بين الكوريتين. وقالت متحدثة باسم الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية، « نحن قلقون من التوترات المتزايدة على الحدود. ندعو الى تجنب الاستفزازات ».

وحضت الولايات المتحدة بيونغ يانغ على تجنب اي تصعيد اضافي، فيما شدد البنتاغون على التزامه الدفاع عن حليفته كوريا الجنوبية.

وقال يو هو- سيو، استاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة سيول الكورية « شهدنا ذلك عدة مرات لكن هذا لا يعني ان الامر ليس خطيرا ». واضاف « هناك امكانية حقيقية في ان تتحول هذه المواجهة الى شكل من الصدام المسلح ».

ورفضت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الانذار الذي تنتهي مهلته عند الساعة 8:30 بتوقيت غرينتش غدا السبت. وقال متحدث باسم الوزارة ان مكبرات الصوت ستواصل بث الرسائل الدعائية عبر الحدود.

وتتهم سيول بيونغ يانغ بانها تسببت بهذا التوتر باطلاقها عدة صواريخ باتجاه واحد من مكبرات الصوت على الحدود. وردت سيول باطلاق « عشرات » من القذائف المدفعية من عيار 155 ملم.

وسقطت كل القذائف التي اطلقها كل من الجانبين تقريبا في الشطر الذي يخضع لسلطته من المنطقة المنزوعة السلاح التي تمتد كيلومترين على جانبي الحدود.

وتبادل اطلاق النار المباشر على الحدود نادر جدا نظرا لمخاطر تصعيد مفاجىء، كما يقول المحللون.

ويأتي تبادل اطلاق النار الذي لم يسفر عن اصابات وسط تصاعد للتوتر في المنطقة الحدودية بعد انفجار الغام ارضية ادت الى بتر اطراف عنصرين من دورية لحرس الحدود الكوريين الجنوبيين في وقت سابق من الشهر الجاري وبدء تدريبات عسكرية كورية جنوبية - اميركية ضخمة هذا الاسبوع.

وبعد ان اتهمت سيول بيونغ يانغ بوضع هذه الالغام، ردت باستئناف بث التسجيلات الدعائية بصوت مرتفع عبر الحدود مستخدمة مكبرات صوت كانت صامتة لاكثر من عقد من الزمن.

ونفى الشمال اي دور له في الالغام وهدد بقصف « عشوائي » لمكبرات الصوت ما لم يتوقف بثها في مهلة تنتهي غدا السبت.

وقالت اللجنة المركزية العسكرية الكورية الشمالية ان الوضع لن يهدأ ما لم توقف سيول مكبرات الصوت. واضاف ان قادة جيش كوريا الشمالية لديهم توجيهات بالاستعداد « لتدمير ادوات الحرب النفسية » هذه والرد على اي « هجمات مضادة » محتملة.

من جهتها، اعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية ان دخول منطقة كايسونغ الصناعية المشتركة بين الكوريتين والواقعة في اراضي الشمال، سيقتصر على بعض الكوريين الجنوبيين.

ويعمل في كايسونغ نحو 53 الف كوري جنوبي في 120 شركة كورية جنوبية. ويبدو اعلان الوزارة اشبه بتهديد مبطن باغلاق المنطقة الصناعية التي تشكل مصدرا ثمينا للعملات الاجنبية لكوريا الشمالية، بشكل كامل.

وكانت بيونغ يانغ هددت ايضا بهجمات انتقامية بعد رفض سيول وواشنطن الغاء مناوراتهما العسكرية السنوية (اولشي فريدوم) التي انطلقت الاثنين وتحاكي ردود الفعل المحتملة على اجتياح يشنه الشمال المزود بسلاح نووي.

ويشارك في هذه المناورات عشرات الآلاف من الجنود الكوريين الجنوبيين والاميركيين. وهي احد التدريبات السنوية العديدة التي تجريها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مع تاكيدهما بانها دفاعية. لكن بيونغ يانغ تندد بها بشدة وتعتبرها تدريبا على اجتياح اراضيها واستفزازا.