خبر محظور الاعتياد على ذلك- يديعوت

الساعة 09:24 ص|20 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: حانوخ داون 

(المضمون: الحقيقة هي لو أن الجميع كانوا سيتصرفون مثلما تصرف قائد اللواء، ولو ان الجميع كانوا يتعاملون مع من جاء ليقتل مواطنين بالحجارة بصفتهم قتلة، لكانت هذه الظاهرة اختفت منذ زمن بعيد - المصدر).

 

تصوروا وضعا كان فيه مسافرو جسر بروكلين يتعرضون للحجارة على الرأس، واولئك الذين يتوقفون لملء خزاهم بالوقود على الطريق من نيوجيرزي الى منهاتن يتعرضون للحجارة مرة كل بضعة ايام. كم من الوقت كان يمكن لمثل هذا الوضع أن يستمر؟ أي وسائل كانت ستتخذ الولايات المتحدة ضد منفذي هذه الاعمال؟

 

لا يستحق أي اسرائيلي أن يحمل ابنته الصغيرة في يديه بعد أن يصيب حجر رأسها، كما اضطر عمله ابو أديل بيطون الصغيرة قبل نحو سنتين ونصف السنة. والمواساة الوحيدة في العمليتين اللتين وقعتا امس – ومثلهما وقع غير قليل مؤخرا – هي ان اولئك الذين يفضلون تجاهل العنف الموجه ضد المتوطنين سيتعين عليهم الان ان يواجهوا الواقع المرير وان يعترفوا بانعدام الامن الشخصي لدينا جميعا، يساريين ويمينيين، مستوطنين وسكان المركز. محظور علينا أن نعتاد على واقع يخاف فيه الناس في اسرائيل الخروج من السيارة كي يزودوها بالوقود.

 

يمكننا أن نواصل متابعتنا ونحن نحبس انفاسنا معا ما يفعله قضاة محكمة العدل العليا وبعض من نشطاء حقوق المواطن (بشكل ما تستيقظ هذه المنظمات الى الحياة فقط عندما يدور الحديث عن الفلسطينيين او السودانيين) في الحالة الدقيقة للمعتقل الاداري المضرب عن الطعام. يمكن أن نواصل الحديث عن موضع ألمه وكم هو جائع وضعيف. ولكن يمكن ايضا ببساطة ان نكافح الارهاب. بكل وسيلة. اذا كنا نحب الحياة فان علينا أن نقرر باننا غير مستعدين لان نحتمل وان نحتوي رشق الحجارة.

 

نشر أمس في وسائل الاعلام بان اسرائيل تفكر باتباع يوم التعليم الطويل في شرقي القدس كي لا يكون للاولاد هناك الوقت لرشق الحجارة على القطار الخفيف. وهذه طريقة هزيلة للحكم. في حدث الطعن في الاسبوع الماضي طلب المخرب ماء من جندي حرس الحدود. وعندما أوشك هذا على اعطائه ماء للشرب، هجم الاخير عليه بسكين. وفي قتل داني غونين ايضا قرب دولف دار حوار مشابه طلب فيه المخرب المساعدة واستغل طيبة القلب كي يقتل. هذه ظواهر يجب ان توقظنا وان تساعدنا على أن نستوعب اين نحن نعيش. كما أن هذا ينسجم ايضا مع المهرجان السخيف حول المعتقل الاداري، او كما قال الحكماء: كل من يرحم المتوحشين نهايته ان يتوحش على الراحمين.

 

في زمن اتفاقات اوسلو قيل انه يجب قلب كل حجر في الطريق الى السلام. اتفاقات اوسلو انهارت، ولكن في كل ما يتعلق بهذا البند، يبدو أن الطرف الفلسطيني بالتأكيد يفي بالمهامة. فلا يوجد حجر لا يقلبه.

 

عندما  قتل قائد لواء بنيامين قبل بضعة اسابيع مخربا رشقه بطوبة كبيرة من مسافة نصف متر، بدأت رقصة الشياطين. نشرت منظمة « بتسيلم » فيما قصيرا وطالبت بمحاكمته. وصخب المحللون، لو لم يكن يدور الحديث عن قائد رفيع المستوى، بل عن جندي صغير، لكان ممكنا الافتراض بانه الان كان متورطا حتى القفى في اجراءات انضباطية وتحقيقات. ولكن الحقيقة هي لو أن الجميع كانوا سيتصرفون مثلما تصرف قائد اللواء، ولو ان الجميع كانوا يتعاملون مع من جاء ليقتل مواطنين بالحجارة بصفتهم قتلة، لكانت هذه الظاهرة اختفت منذ زمن بعيد.