خبر الشخص المناسب في الوقت المناسب ... اسرائيل اليوم

الساعة 09:54 ص|16 أغسطس 2015

بقلم

(المضمون: يفترض أن يكون السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة من الصقور وليس من الحمائم لأن العالم لا يحترم الضعيف - المصدر).

الشرارة الاولى التي مرت في ذهني عند تعيين الوزير داني دنون سفيرا لاسرائيل في الامم المتحدة، كانت خطاب البروفيسورة غبريئيلا شيلو، التي كانت سفيرة في الامم المتحدة في الاعوام 2008 – 2010. البروفيسورة شيلو هي شخصية قانونية محترمة، ومواقفها السياسية بعيدة عن مواقف داني دنون. في عدد من المقابلات التي أجرتها مع وسائل الاعلام خلال توليها منصبها قالت إن ما يمكن رؤيته من هناك لا يمكن رؤيته من هنا في البلاد. « فوجئت من التلون. فهناك توجد جدران كاملة ضدنا ». ما ذكرته هو شيء قليل من اقوالها.

لماذا تعيين داني دنون سفيرا لاسرائيل في الامم المتحدة يثير السخرية والاستنكار؟ لماذا تصل هذه الردود بسرعة الضوء؟ لأن ثقافة الانتقاد عندنا أصبحت تطمس المعارضة الحقيقية على تعيين شخص في هذا المنصب أو ذاك. وقد قيل هذا عن الوزيرين كحلون وشالوم أكثر من مرة. لنفرض أن معرفة اللغة الانجليزية كان لها دور معين، فدنون تعلم وأنهى بامتياز اللقب الاول في العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا، وهو يفترض أن لغة التعليم هناك لم تكن العربية. وقد عمل دنون في القطاع العام مبعوثا للوكالة اليهودية. ولكونه رئيس بيتار العالمي فقد كانت له علاقات عميقة مع اعضاء جمهوريين في الكونغرس، وكل هذا اثناء العمل المكثف في النشاطات الدعائية في الولايات المتحدة. يجب اضافة حصوله على اللقب الثاني في السياسة العامة من الجامعة العبرية، إلا أن منتقديه لا يولون ذلك أهمية.

اذاً ما الذي يوجد لدينا حتى الآن؟ التعليم، اللغة، الدعاية، عضو كنيست للسنة السادسة. ما الذي ينقص بالضبط؟ حينها يأتي الادعاء الساحق: مواقفه متطرفة. هذا اضافة الى الادعاء حول « عملية اتخاذ القرارات لبيبي ليست جديرة ». مواقف البروفيسورة شيلو كانت مخالفة لمواقف دنون قبل خروجها من البلاد. مواقفها « الحمائمية » لم تساعدها كثيرا في منصبها، بل على العكس. فقد فوجئت من شدة كراهية اسرائيل في أروقة الامم المتحدة. أي أن مواقفها لم تلائم من البداية ميدان المعركة السياسية في الامم المتحدة. فما السيء في تعيين دنون لهذا المنصب؟.

لقد تذكرت آبا ايبان، السفير الاول لاسرائيل في الامم المتحدة حيث كان يبلغ 33 عاما عند تعيينه. فقد اعتبرت مواقفه « حمائمية »، وقيل إن له قدرة كلامية عالية (هذا ما يسمى ديماغوجيا) ولغته الانجليزية الاكسفوردية كانت ملائمة. هل جاء السلام خلال عهده؟ هل بسبب كونه وزيرا للخارجية في حرب الايام الستة نجح في منع الحرب عن طريق الدبلوماسية التي اختارها؟ ليس بالضرورة. منصب السفير في الامم المتحدة هو تمثيل دولة اسرائيل باخلاص. هذه المعركة شفافة تماما. ويمكن أن المواقف الصقرية يجب أن تكون هناك. والحقوق الاساسية للشعب اليهودي في البلاد، التي تحولت الى كلمات شاذة، هي التي ستتحدث في العين مع الدول المعادية لنا. وحسب رأيي فان عدم الاعتذار من شأنه أن يوفر الاحترام والتقدير مقارنة مع الضعف الذي ثبت فشله مرة تلو الاخرى. أتمنى النجاح للسفير الجديد.