نحتاج إلى 100 سنة عمل.. وأن نرهن كل نفطنا لشركة سامسونج وأخواتها

خبر 100 عام لحفر قناة مائية بين الخليج العربي والبحر الأحمر

الساعة 04:30 م|15 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

فنّد الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون المتخصص بالطقس والفلك الدكتور عبدالله المسند، تنفيذ فكرة “قناة طه” المائية التي ستربط الخليج العربي مع البحر الأحمر والتي طرحها مهندس لبناني وحصل بموجبها على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد اللبنانية، باعتبارها «مشروع القرن»!!

وشدد المسند في مقالة بعثها لـ”سبق” على أنه لا يجوز أن يحلم أحد فضلاً أن يفكر بحفر قناة مائية بين الخليج العربي والبحر الأحمر عبر السعودية. وقال: “حفر قناة مائية بين الخليج العربي والبحر الأحمر لا يمكن عملياً، ولا علمياً، ولا مالياً، حتى لو استعنا بتقنية وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، أو بالجن والعفاريت”.

وأضاف: “القناة المائية تلك لا يمكن تنفيذها -إن أمكن تنفيذها- تقنياً إلا فقط عبر طريقة “الأهوسة” كما في قناة بنما في أمريكا الوسطى، ولكن من أجل عمل قناة تربط الخليج بالبحر الأحمر عبر تقنية الأهوسة لحل مشكلة المنسوب الطبوغرافي، نحتاج إلى 100 سنة عمل، وأن نرهن كل نفطنا لشركة سامسونج وأخواتها!.”

وأرجع استحالة تنفيذ مشروع فكرة “قناة طه” المائية لسبب منطقي جغرافي طبوغرافي يتعلق باختلاف المنسوب الكبير جداً، حيث يلزم أن يكون عمق القناة المائية عند وصولها إلى الرياض مثلاً 560م!! (أي أعمق من المياه الجوفية!!) وفي وسط المملكة يكون عمقها 800م!! وقريباً من مرتفعات الحجاز 1100م!!

وأضاف المسند “أقصر خط جغرافي مستقيم بين الخليج العربي والبحر الأحمر ربما يكون بين نقطتي ساحل العقير (شرق الإحساء) ورابغ على ساحل البحر الأحمر، ويبلغ طوله نحو 1200كم، ويبدأ منسوب الخط الجغرافي من صفر (وهو مستوى سطح الخليج العربي والبحر الأحمر) إلى أن يبلغ عمقه نحو 1100م وذلك بين نجد والحجاز!”.

وأوضح الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم عدم حاجتنا لتنفيذ هذه الفكرة والتي تكررت منذ أكثر من أربعة عقود، وقال: ” لسنا بحاجة لقناة مائية بين الخليج العربي والبحر الأحمر فعندنا 1200كم (مع الجزر) من السواحل المطلة على الخليج، و 2600 كم من السواحل المطلة على البحر الأحمر، و حوالي 95% منها لم يستثمر سياحياً على الوجه الأمثل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى من يقرأ ما نشر عن فكرة قناة طه للمهندس اللبناني يدرك أن صاحبها لا يدرك عما يتحدث عنه علمياً وعملياً، وأن براءة الاختراع التي حصل عليها بموجب فكرة مشروعه هذا ادعاء يحتاج إلى دليل، فإن أثبت أن وزارة الاقتصاد اللبنانية منحته براءة الاختراع فهذه طامة مزدوجة، وكارثة مركبة، إذ إن الفكرة كفكرة تكررت في الأوساط السعودية منذ أكثر من أربعة عقود، والسعوديون ليسوا بدرجة كافية من الغباء.

وختم الدكتور المسند بالقول: “فكرة قناة طه هذه تعرضت للكثير من المشاريع والمصالح الاقتصادية والسياحية والبيئية المترتبة على شقها بين الخليج العربي والبحر الأحمر لم أتعرض لها لسبب أن ما بني على باطل فهو باطل، وإذا كان الهدف من شق قناة طه المائية هو: الخوف من إيران ومشكلة مضيق هرمز؟ أقول: إن شق إيران نفسها واحتلالها أهون وأسهل وأرخص من شق قناة طه”.

يذكر بأن المهندس اللبناني عامر القادري كشف عن فكرة مشروع عملاق من شأنه أن يزيد الأهمية الإستراتيجية للسعودية ويضاعف نفوذها إقليمياً ودولياً، عبر شق قناة مائية بتكلفة 50 مليار دولار تربط البحر الأحمر بالخليج العربي، بهدف استخدامها في نقل النفط والبضائع، الأمر الذي من شأنه اختصار الوقت وخفض تكاليف النقل.

وبحسب صحيفة “الرأي العام” الكويتية التي أجرت حديثاً مطولاً مع المهندس اللبناني حول تفاصيل القناة، أكد المهندس القادري أنه يتمّ حالياً إيصال الفكرة للسلطات السعودية، صاحبة السيادة الوحيدة لاتخاذ القرار الخاص بإنشاء القناة، وذلك من خلال التواصل مع مكاتب علاقات عامة ومحاماة وشركات عالمية.

وبحسب القادري فإن “قناة طه” التي تفوق قناة السويس بسبع مرات طولاً، ومرتين عرضاً، سوف تؤمن مدخولاً بنحو 84 مليار دولار سنوياً للمملكة من السفن العابرة، وسيرفع السعودية من الدرجة 44 إلى العشر الأوائل لجهة دخل الفرد.

وقال المهندس اللبناني الذي أجرى بحثاً لمدة خمسة أعوام لوضع هذا المشروع إنه يمكن إنشاء عدد من المدن السياحية على ضفاف القناة داخل المملكة، وكذلك ديزني لاند وتجمعات سكانية، مشيراً إلى أن “الأراضي المأهولة في المملكة تشكل نحو 30% من مجمل أراضيها، لذا فإن هذه القناة تسمح باستصلاح مناطق جديدة ما يسمح بإعادة توزيع السكان على مختلف أنحاء المملكة، بعدما تم بناء البنية التحتية الأساسية لهذا التوزيع”.

واعتبر المهندس اللبناني- حسب الصحيفة – أن هذه القناة ستساعد على إحلال السلام في المنطقة لاسيما بين العرب وإيران التي ستكون هي الأخرى إحدى الدول المستفيدة، كما ستوفر وقتاً بين 30 إلى 75% من الوقت المستهلك حالياً في التجارة والنقل.

كذلك ستوفر القناة فرص عمل كبيرة داخل المملكة ما سيقلل نسبة البطالة من 12% إلى صفر% وسيشجع السعوديين على الاتجاه للسياحة الداخلية في وقت ينفقون فيه حالياً نحو 44 مليار ريال كل عام على السياحة الخارجية.

ولفت إلى أن القناة التي ستكون قريبة من الرياض ستكون لها تأثيرات مناخية عدة، فسوف تنخفض درجة الحرارة من 12 درجة إلى 10 درجات، وتؤدي إلى تساقط الأمطار، الأمر الذي سيجعل من 50 % شمالاً وجنوباً أرضاً زراعية.