خبر نواة أمل- يديعوت

الساعة 10:01 ص|13 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: لاري كولر – أسام

مراسل « فوروورد » اليهودية الامريكية يرفع تقريرا خاصا الى « يديعوت »

(المضمون: في ايران لا يهتمون فقط بالعداء للعالم بل وبحقوق الانسان والحرية والرفاه في بلادهم ايضا  - المصدر).

يسكن آية الله يوسف سعني في زقاق صغير في مدينة قم المقدسة بعيدا عن الشوارع المكتظة. وهو يجلس في غرفة عمله، بعباءته السوداء وعمامته البيضاء، ويستطلعني بعينين تعبتين.

رجل الدين الكبير، الذي كان تلميذ الخميني المتميز واصبح أحد قادة التيار المعتدل في الجمهورية الاسلامية الايرانية، خائب الامل من الاتفاق النووي الذي وقع قبل بضعة ايام من لقائنا. وهو يقول من خلال المترجم ان « المفاوضات كانت فقط عن البرنامج النووي والعقوبات. عن المال. لم يتناولوا أبدا موضوع حقوق الانسان. لماذا لم يصر مندوبو القوى العظمى على الحديث عن حرية التعبير والصحافة في ايران؟ عن حرية التفكير؟ عن تشجيع الابداع بدلا من الاستثمار بالمنشآت العسكرية؟ ».

وصلت الى ايران ممثلا للصحيفة اليهودية الامريكية « فوروورد »، صحفي أول لوسيلة اعلام يهودية، مؤيدة لاسرائيل، فأكون أو من يحصل على تأشيرة صحفي الى ايران منذ الثورة الاسلامية في 1979. انتظرت سنتين التأشيرة التي تسمح لي بان أرفع التقارير الصحفية من داخل الدولة. لاسبوع تجولت في ايران، يرافقني منتج مكلف من النظام ومترجم، ولكن القرار في من التقي ومن اسأل كان لي وحدي. تحدثت مع رجال دين ومع تجار في السوق، مع مسؤولين كبار في الحكومة ومع طلاب شباب، وفوجئت من الصراحة التي تحدثوا فيها عن اسرائيل، عن الولايات المتحدة وعن الاتفاق النووي.

« ليس لنا أي عداء تجاه اسرائيل »، يقول لي نادر قادري، عندما كنا نتحدث في مدخل محله لبيع اللحوم في سوق تجريش شمال طهران، ونحن محاطان بجمهور من الفضوليين. هو ايضا، مثل آية الله سعني، لا يعلق آمالا كبار على الاتفاق. « اعتقد أنه سيطبق، ولكنه لن يؤدي الى تحسين حياة السكان في ايران. همنا الاساس اليوم هو الحرية. هذا هو الكفاح الحقيقي ».

في مدخل البرلمان التقي محمد حسن السفاري، ضابط سابق في الحرس الثوري يتبوأ اليوم منصب رئيس لجنة الخارجية والامن. ويعتبر السفاري من يتبنى خطا متصلبا ومحافظا، ولكني عندما اشرح له باني جئت الى ايران كممثل عن وسيلة اعلام يهودية امريكية هامة، لا يتأثر.

« نحن نكن احتراما شديدا لليهود في العالم »، يقول لي. « معتقد اليهود يشبه معتقدنا، نحن المسلمين: كلنا نؤمن باله واحد ». عندها تأتي الـ « لكن » الكبرى، وهي العبارة التي كدت اسمعها من كل مسؤول تحدثت معه: « المشكلة هي الحكم الصهيوني المحتل، الذي يسيطر ويقتلع الناس من بيوتهم ». اسأله بالشكل الاكثر صراحة هل ايران تتطلع بالفعل الى ابادة اسرائيل، والسفاري يفكر بكلماته بحذر. « نحن معنيون بالعلاقات مع كل دول العالم – باستثناء الكيان الصهيوني. نحن غير معنيين بالحرب مع أي دولة، ولكن اذا هاجمتنا اسرائيل – وهذا يتضمن الاغتيالات لعلماء الذرة – فان ايران سترد الهجوم ».

اما السكان فيتحدثون بشكل مختلف. « سكان ايران يريدون ان يظهروا للعالم بطريقة ما بان ما حصل في السنوات الاخيرة ليس ارادة الشعب بل ارادة الحكومة الايرانية »، قال لي قادري، عندما صورته بهاتفي قرب محله في السوق. « ليس لنا أي عداء تجاه اسرائيل »، عاد وأكد.

قرب قبر كورش جلست الاء ابراهيم فور، مرشدة سياحية مرخصة، سألتني رأيي في الاتفاق. أعربت عن مخاوفي من الشكل الذي ستستعد فيه ايران لوفرة المقدرات الجديدة التي ستكون تحت تصرفها، والارتفاع المتوقع لنفوذها في المنطقة في السنوات القادمة. هذه الاقوال اثارت غضب الشابة، ولكنه لم يكن موجها لي. « هم ينقلون المال الى دول اخرى »، قالت وهي تتحرر للحظة من النص المكتوب، « ولكن الناس هنا يعانون من الجوع ». ومع ذلك، قالت، ان مشروع الاتفاق يبعث الامل بالتأكيد. وهي ترى منذ الان في خيالها مستثمرين يعدون البنى التحتية للارتفاع في عدد السياح والسكان الاجانب الذين سيأتون الى الدولة.