خبر ريفلين انتصر على الدولتين- هآرتس

الساعة 10:16 ص|12 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: رفيت هيخت

 (المضمون: قد يكون تأييد اليسار الاسرائيلي لرئيس الدولة ريفلين مثابة الاعلان عن فشل فكرة حل الدولتين لأن ريفلين يؤمن بحل الدولة الواحدة وعدم تقسيم ارض اسرائيل - المصدر).

 

          العناق والتأييد الذي يمنحه اليسار الاسرائيلي لرئيس الدولة رؤوبين ريفلين الذي يؤيد بشكل حاسم ارض اسرائيل الكاملة واليشوف اليهودي في اماكن مثل الخليل وبيت ايل، فان هذا العناق يعكس الفراغ الكبير في اليسار، الذي ليس متوقعا أن يمتليء في المستقبل المنظور. إن البحث عن قائد لمعسكر، يتحفظ من الاحتلال ويدافع عن حقوق الانسان والمواطن، مثله مثل الولد المتروك الذي لا يأتي أحد ليأخذه من المدرسة وعيناه الحزينتان تحاولان التقاط أي رجل يظهر نوعا من الاهتمام كي يعتبره مثابة الأب.

 

          موشيه كحلون كان في هذه الوظيفة قبل عودته الى السياسة، الامر الذي تلخص في نهاية المطاف بنشوء حزب وسط جديد بالصدفة. قبله، الى جانبه وبعده، كانوا يُقدمون على المهمة بمجرد ملاحظة في تويتر. حاولوا دفع يوفال ديسكن الى المنصة بالقوة، في حين كان يقول إنه لا يريد؛ رون حولدائي لم يقرر بعد اذا كان سيبقى ليلة واحدة في هذا السرير الفوضوي؛ غابي اشكنازي، رغم أن براغماتيته تناسب مواقف اليسار، ما زال متورطا في قضايا من الماضي، ويبدو أنه في طريقه الى يئير لبيد.

 

          مع ذلك يجب الانتباه الى أمر قد يكون مهما من حالة اليُتم لمعسكر السلام، الذي يستمر منذ قتل رابين وخيبة الأمل من اهود باراك. ازدهار ريفلين، الشخص الحميد والمستقيم والليبرالي، والتأييد الذي يحظى به في اوساط اليسار، يشيران أكثر من أي شيء آخر الى تراجع فكرة الدولتين ونزولها عن المنصة. ريفلين الذي يتحدث باحترام وحكمة عن المساواة بين العرب واليهود، يمكنه اليوم تمثيل مباديء اليسار ايضا، التي تبدو أكثر صلاحية وحضورا من مبادرات السلام المختلفة والتي تتحدث في أحسن الحالات عن اخلاء المستوطنات وفي اسوأ الحالات عن « عملية سياسية » تمتد لترليون سنة، والاتفاق على عدد الأسرى الذين سيتم اطلاق سراحهم أو إزاحة 30 متر للجدار.

 

          من يتحدث اليوم عن الكونفيدرالية وسريان الحقوق التي يحظى بها مواطنو اسرائيل على سكان المناطق، أو أي فكرة اخرى نهايتها دولة ثنائية القومية، كان قبل بضع سنوات مثل المسيحاني أو الراديكالي الغريب، يعتبر اليوم براغماتيا واقعيا أكثر ممن يطالبون تقسيم البلاد، الحل العادل والجدير للصراع الاسرائيلي الفلسطيني بسبب الفجوات التاريخية والثقافية والاقتصادية بين الشعوب، الخلافات الدموية حول الاماكن المقدسة، ولا سيما البُعد الشعبي العنصري الذي يقبع في أساسه عدم الرغبة أو عدم الايمان بالتعايش المشترك والسعي الى فرض الفصل العنصري أو الطرد المتبادل.

 

          وسواء كان الحديث يدور عن تنكر ايديولوجي لفكرة الفصل التي اقترحتها اتفاقات اوسلو أو الانجرار اليائس وراء العنف والزعرنة لحركة الاستيطان التي نجحت في ترسيخ نفسها في اراضي المناطق وحولت فكرة اخلاء المستوطنات الى كابوس لن يستطيع أي زعيم المخاطرة به – لا يمكن التملص من الاحراج الذي يواجه معسكر السلام، ومن غياب القناعة في أحد مباديء الصراع التي غابت ببساطة من الحملة الانتخابية لاحزاب اليسار.

 

          حينما يقوم اليساريون بتغيير صورهم في الفيس بوك ويضعون صور ريفلين، فانهم بهذا يعترفون أن فكرة انهاء الاحتلال ليست الشيء المثالي للمعسكر، ويُسلمون بحقيقة أن اخلاء المستوطنات هو أمر غير قابل للبقاء، ويشددون على الافكار السائدة في اليسار اليوم: الحفاظ على الديمقراطية في وجه الفاشية المتزايدة في اسرائيل وبلورة حل معقول الى أن يحدث الضم الذي هو في الطريق.