خبر خدعة حرية التعبير- هآرتس

الساعة 10:15 ص|12 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

خدعة حرية التعبير- هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

          (المضمون: ريغف هي الدولة، ومن يسعى ضد مصلحتها فهو يسعى ضد الدولة، والعكس صحيح - المصدر).

          أحدث المستشار القضائي للحكومة يهودا فينشتاين مفاجأة كبيرة وزوبعة بسيطة عندما « أوضح » لوزيرة الثقافة ميري ريغف أنه ليس من صلاحيتها تحديد معايير جوهر توزيع اموال المساعدة لمؤسسات ثقافية. يا للروعة، حالة انفعال في اوساط الفنانين والممثلين. اتصال كبير حدث من مكان غير متوقع. اليسار ايضا وجد نفسه في حالة حرج، حيث أنه مطلوب منه مدح المستشار القضائي الذي تبين لديه فجأة كنز صغير من المباديء: « الاضرار بالانتاج والنشر بسبب الجوهر، والاضرار بحرية التعبير، لأن جوهر الابداع هو قلبه ومضمونه ». هذا ما كتبته مساعدتا المستشار القضائي، المحامية اوريت كوهين ودينا زلبر.

وزيرة الثقافة، كما هو متوقع، لم تبق مندهشة. « ليس من المناسب أن توزع الدولة الاموال على جهات تعمل ضدها »، كتبت في ردها الذي نشرته في صفحة الفيس بوك الخاصة بها. وحسب رأيها « ليس هناك علاقة بين حرية التعبير وحرية التمويل ». ظاهريا بين فينشتاين وريغف حالة عداء. فهو يمثل الليبرالية وهي ملتصقة بالمحافظة والتسلط القومي الضيق، إلا أن المشكلة تكمن هنا. الاثنان يصمتان في وجه تهديد « العمل ضد الدولة » بالطرق الفنية، الدعاية أو النشاط السياسي، لكنهما لا يفسران هذا العمل الذي يستدعي التدخل القضائي أو الاداري.

          هل تعتبر يافطات التحريض والكاريكاتور وصور الفوتو مونتاج لرئيس الدولة ورئيس الحكومة مع رموز فلسطينية، الاغاني وأفلام الفيديو المهينة، التي يمكن اعتبارها ابداعات فنية تستحق الدفاع عنها بسبب حرية التعبير، هل تعتبر هذه كلها جزء من « العمل ضد الدولة » أم أنها تمثل حرية التعبير المقدسة؟ هل هناك فرق بين هذه الأدوات وبين مسرحية أو فيلم؟.

          بشكل ظاهر يوجد فرق بين الابداعات الفردية مثل تلك التي تزين صفحات الفيس بوك لفناني البيت اليهودي، المستوطنين، أو زعران التلال، الذين لا يحصلون على الميزانيات الخاصة لفنهم، وبين الابداع الثقافي الممأسس الذي يرضع من الميزانية الحكومية. لكن حسب هذا المبدأ فان من لا يحصل على الميزانية من الدولة فستمتع بحرية التعبير المطلقة، ومن يريد الاموال عليه احترام المعايير السياسية. يمكن أن تكون ريغف قصدت ذلك حينما تحدثت عن الفرق بين حرية التعبير وحرية التمويل. أرباب المال يمكنهم العمل ضد الدولة أما الفقراء فيجب أن يهللوا لها. لكن هذا ليس كل شيء.

          تقوم ريغف بالتضليل عندما تميز بين التمويل وحرية التعبير. لأنه عندما يحصل الحاخامات والمعاهد الدينية على الميزانيات الكبيرة في الوقت الذي يثيرون فيه الضجة والجدل حول القضاء والديمقراطية، وعندما ترفرف شعارات المستوطنات فوق محكمة العدل العليا، فان مبدأ ريغف لا يسري هنا، وقد يكون  التمرد حسب رأيها ضد المحكمة والتعدي على حرية الفرد بطرق فنية، ليست اعمال ضد الدولة.

          يجب الاعتراف  باستقامة أن ريغف أكثر استقامة من فينشتاين. والجدار الذي تحبس في داخله حرية التعبير واضح وعليه يافطات التحذير. ايضا عقوبات التجاوز غير مخفية. ريغف هي الدولة، ومن يسعى ضد مصلحتها فهو يسعى ضد الدولة، والعكس صحيح. فينشتاين في المقابل الذي يتظاهر وكأنه يدافع بجسده عن حرية التعبير والفن، يتجاهل حرية التحريض. فهو يشجع تقييد حرية التعبير الفني. لأنه لا يقيم أي اعتبار للمسرح أو الممثل أو المطرب أو المخرج، الذين سيعرضون حياتهم للخطر من اجل التعبير عن مواقفهم بشكل فني، نظرا لأن فن التحريض يخرج عن طوره وبدون قيود.