خبر الولايات المتحدة: تحدي للعلاقات المتميزة- اسرائيل اليوم

الساعة 09:48 ص|11 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: البروفيسور ابراهام بن تسفي

 (المضمون: نأمل أن لا تُعيد بذور الخلاف التي زرعها اوباما حول « الولاء المزدوج » ليهود الولايات المتحدة، الحقبة التي تلاشت منذ زمن - المصدر).

 

          تميزت الايام الاخيرة بتصعيد آخر وخطير من ناحية طابع حديث براك اوباما تجاه الحليفة الاسرائيلية. حقيقة أن الرئيس اضطر، على خلفية النقاش الجماهيري وفي الكونغرس حول الاتفاق النووي مع ايران، الى التشمير عن ذراعيه وتخصيص جهود ومصادر كثيرة من اجل اقناع اعضاء كثيرين في مجلس الشيوخ ما زالوا يجلسون على الجدار، من اجل تأييد « اتفاق فيينا »، تسببت له بخيبة أمل عميقة.

 

          وقد تم ذلك على خلفية النشاط المكثف للوبي الاسرائيلي من اجل افشال الاتفاق. ورغم أنه في هذه المرحلة – بعد انضمام السناتور رفيع المستوى من ولاية نيويورك تشاك شومر الى معسكر معارضي الاتفاق – فان الطريق ما زالت بعيدة عن ايجاد معسكر مانع في مجلس الشيوخ يغلق الباب أمام الاتفاق (على الاقل بالنسبة للولايات المتحدة)، ولم يهدأ بعد البيت الابيض. بل على العكس، اوباما – الذي يفضل كالعادة السيطرة عن بعد وعدم التدخل بشكل شخصي في جهود اقناع المُشرعين والشخصيات العامة والذين يؤثرون في الرأي العام – سُمع وظهر غاضبا لأنه سيضطر الى بذل الجهد والوقت في المطبخ السياسي المشتعل، وعدم الاكتفاء برافعة الضغط من قبل مساعديه ورجال الادارة.

 

          ومع ذلك لا يجب التسليم بمسلسل الاحداث الاخيرة تجاه اسرائيل (وايباك) التي تجاوزت الخطوط الحمراء في العلاقة بين واشنطن والقدس، ولا سيما زعمه أن « اسرائيل تتدخل في السياسة الداخلية الامريكية ». وليس لأن هذا القول فقط هو تباكي في غير محله في حقبة أصبحت فيها الحدود مخترقة (خصوصا أن هذا الموضوع يؤثر بشكل كبير على أمن اسرائيل)، بل ايضا فان حديث كهذا يتم من خلال الدبلوماسية ويتم بين أعداء ايديولوجيين وسياسيين وليس بين اصدقاء وشركاء في الطريق.

 

          الامر الذي لا يقل خطورة هو الصلة المباشرة والواضحة التي أوجدها اوباما بين نشاط الايباك من اجل افشال الصفقة الايرانية (تجنيد ملايين الدولارات كما يقول) وبين اللهجة والادعاءات الجمهورية منذ بداية العقد الماضي، والتي أدت الى ذهاب جورج بوش الابن الى قلب العراق. بهذه الاقوال يربط الرئيس عدد من العناصر التي من شأنها أن توقظ أرواح مذنبة من الماضي، والعداء والمواقف المسبقة نحو الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. فالربط الذي أوجده بين مال وقوة اليهود وبين انجرار الأمة الامريكية الى الحرب التي لا داعي لها والباهظة بعد المأساة العراقية، يعيد فتح البروتوكولات القبيحة لحكماء صهيون.

 

          ليس تحليل الرئيس لاسباب الحرب في العراق مخطيء من أساسه فقط (اسرائيل والايباك لم يلعبا أي دور في العملية التي أدت بادارة بوش الى الخروج للحرب ضد نظام صدام حسين)، بل أعاد من جديد ايضا الخوف لدى اليهود أن هناك تناقض جوهري بين تأييد اسرائيل وبين الاهتمام بالمصلحة القومية الامريكية. منذ بداية الستينيات كان بين الدولتين تجانس وتنسيق كامل وولاء لاسرائيل والولايات المتحدة ايضا. وبشكل مفاجيء، على خلفية اعتبار مواقف معارضي اتفاق فيينا مواقف فئوية وتناقض المصلحة القومية، قد يطفو على السطح زعم آخر يتعلق بالاسئلة التي ترتبط بالحبل السري لهوية الكيبوتس اليهودي والتناقض بين التضامن مع اسرائيل في الموضوع الايراني وبين كونه مخلصا للمصالح الامريكية الرسمية.

 

          عشية اطلاق سراح جونثان بولارد من السجن تصعد الى المنصة من جديد الأرواح الشريرة التي رافقت اعتقاله ومحاكمته وكشفت عن الأسى والحساسية في مكانة وتجربة يهود الولايات المتحدة. نأمل أن لا تُعيد بذور الخلاف التي زرعها اوباما حول « الولاء المزدوج » ليهود الولايات المتحدة، الحقبة التي تلاشت منذ زمن.