خبر بؤرة بينيت الاستيطانية الجديدة -هآرتس

الساعة 09:47 ص|10 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بؤرة بينيت الاستيطانية الجديدة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

          باسم تعزيز العلاقة مع الشتات، أعلنت حكومة اسرائيل الحرب على « التمثل » وعلى الانتقاد من جانب اليهود لافعالها وسياستها. هاتان هما قاعدتان اساسيتان في المبادرة الجديدة التي تتصدرها وزارة الشتات. ليس صدفة أن ترتبط هذه العناصر في فكر الوزير المسؤول، نفتالي بينيت، ورجاله: شعب طاهر ومقدس لا يمكنه أن يسلم بأي تشكيك او تهديد له. فالفكر الذي يعرضه بينيت ليس مغلوطا فقط بل من شأنه ايضا أن يؤدي الى الصدام مع جماعات واسعة من اليهود في العالم.

          الحكومة، الوكالة اليهودية ونشطاء في العالم اليهودي بدأوا قبل بضع سنوات ببلورة خطة تحاول تعريف العلاقة المناسبة بين اسرائيل والشتات، بسبب الخوف من ان تضعف الصلة بين الجاليات اليهودية في العالم واسرائيل.

          ولكن، في الاشهر الاخيرة نجح بينيت في أن يدحر عن المشروع ديوان رئيس الوزراء والوكالة اليهودية معا. فوثيقة داخلية لوزارة الشتات، كشف اور كشتي في « هآرتس » النقاب عنها في نهاية الاسبوع، تشير الى أن السبب الذي دعا الى اعداد الخطة هو « تآكل مستمر للهوية اليهودية في الجاليات المختلفة في ارجاء العالم »، يجد تعبيره اساسا في « ضعضعة الاسس اليهودية للخلية الاسرية » و« ارتفاع كبير في الخطاب الانتقادي ضد اسرائيل ».

          وستدير الصراع ضد هذه المخاطر عمليا شركة خاصة يرفض مدير عام وزارة الشتات، دبير كهانا، الكشف عن تفاصيلها. وقد سجلت الشركة قبل نحو اربعة اشهر فقط، ولكن بشكل استثنائي أقرت وزارة العدل الارتباط الحكومي بها. ويبلغ التمويل العام للخطة مئة وتسعين مليون شيكل (قبل ضريبة القيمة المضافة) وينبغي أن يضاف اليه ثلاثمائة وسبعين مليون شيكل يفترض أن تجندها الهيئة الخاصة.

          يجب الاعتراض على اعداد الخطة لمكافحة مخاطر « التمثل » وانتقاد اليهود لاسرائيل. فلا يحق للحكومة أن توعظ اليهود في ارجاء العالم أي خلية اسرية عليهم ان يقيموا. فمثل  هذا الادعاء يمثل تعاليا ضارا، بل وتنز عنه رائحة عنصرية. مرفوض بقدر لا يقل هو تجند بينيت وكبار رجالات وزارة الشتات للكفاح ضد الانتقاد الموجه للحكومة، ولا سيما من جانب الجيل الشاب. وهذا تعبير آخر على محاولات الاسكات التي تمارسها الحكومة ايضا تجاه المجتمع الاسرائيلي في الداخل، وعدم تسامحها في كل ما يتعلق بالاستعداد لاحتواء نظرة مركبة، تخرج عن تقسيم العالم بما في ذلك العالم اليهودي، الى محبين شديدين وكارهين متشددين.

          شرط لازب في كل علاقة مع يهود الشتات هو الحوار والاعتراف بشرعية المواقف المختلفة والمتنوعة. اما خطة وزارة الشتات فهي النقيض بذلك.