خبر من نحن ومن هم- يديعوت

الساعة 09:10 ص|08 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: حانوخ داوس

كانت نهاية الاسبوع الماضي هازة وشالة، وحسن أن كانت هكذا، ولكن يجدر بنا العودة لان نؤكد لانفسنا الفوارق بيننا وبين الطرف الاخر. تعالوا لا نتشوش: اسرائيل لا تدفع منحا للسجناء الذين مسوا بالعرب. الامهات الاسرائيليات لا يشجعن ابناؤهن على ان يفجروا أنفسهم في الباصات أو ان يموتوا كشهداء عندما يدخلون بسياراتهم في فتيان وجنود ينتظرون التسفير. ليس لنا، نحن الشعب اليهودي، فكرة كهذه. هذا ليس من نحن. ثمة مجموعة صغيرة (نحو 50 شابا) تعنى بالارهاب اليهودي، ولكن المنظومة باسرها والرأي العام يتجندان ضدها بكل القوة.

بعد بضع دقائق من دخول المخرب بسيارته أمس بشدة في الجنود الذين وقفوا في المحطة قرب شيلو، باركت حركة حماس الحالة بل وشرحت بانها « مطلوبة ». ولو كانت انتخابات في الضفة اليوم، لكانت امكانية لا بأس بها في أن تفوز حركة حماس، التي تؤيد العنف الوحشي بالاغلبية. السلطة الفلسطينية هي الاخرى، التي تعارض العنف بشكل رسمي، تخلد الارهابيين الاكثر وحشية في الميادين وفي البرامج التي تبث في قنوات التلفزيون التي تحت سيطرتها. يمكن أن نحاول أن نختبىء من هذه الحقيقة الرهيبة، ولكنها دوما سترفع رأسها: هناك الكثير جدا من الفلسطينيين الذين يؤيدون الارهاب ويشجعون قتل الاسرائيليين.

كما ان اعضاء الكنيست العرب درجوا على التنديد بالارهاب الفلسطيني في التحفظات ويصيغون بشكل عام بيانات عمومية يقولون فيها انهم ضد العنف في الطرفين. وهذا هو اغلب الظن الفارق الاعمق بيننا وبينهم – إذ عندما خرج يهودي وقتل رضيعا فلسطينيا، ضجت الارض. الارض اهتزت هنا. كلنا لم نندد فقط بل وخجلنا ايضا. كنا مصابون بالصدمة والكرب من الفعلة. في الطرف الاخر، بالمقابل، تمر عمليات الدهس والطعن والقاء الحجارة والزجاجات الحارقة مرور الكرام، وكأن احراق امرأة تسافر في سيارتها في القدس أو دهس اسرائيلي يقف في محطة التسفير او قرب شيلو سيحقق شيئا ما في حل النزاع. ويكاد يكون بلا استثناء يمقت الاسرائيليون حتى اعماق نفوسهم اليهودي الذي قتل رضيعا فلسطينيا في قرية دوما. فهل يمكن أن نقول ذات الشيء عن موقف الفلسطينيين من قتلة عائلة بوغل؟