خبر مخلفات الاحتلال ما بين الجاني والضحية..بقلم / عصام الشافعي

الساعة 07:51 ص|07 أغسطس 2015

لا زال الموت يختبئ تحت الركام ولا زالت أسلحة القتل الرهيبة تنتظر لحظة الانقضاض لتقتل وتجرح وتدمر ولازلنا نقف عاجزين أمام هذه الظاهرة ..!!

فمنذ أن وضعت الحرب الأخيرة على قطاع غزة أوزارها وألقت آخر الطائرات والدبابات قذائفها المحملة بالموت على الآمنين في منازلهم ونحن حتى هذه اللحظة لا زلنا نسمع الانفجاريات الضخمة والأخبار الصادمة الناجمة عن صواريخ وقذائف الاحتلال التي لم تنفجر والمؤدية لسقوط الضحايا من شهداء وجرحى وتدمير للمنازل المحيطة وقد كان آخرها كارثة عائلة أبو انقيرة في مدينة رفح والذي راح ضحيته العديد من الشهداء والجرحى وتدمير عدة منازل محيطة      بالمكان وهذا النزيف المستمر في الأرواح والممتلكات يدفع الإنسان للتساؤل المشروع : هل هو الاستهتار وعدم إدراك مدى الخطورة لهذه المخلفات ؟؟

هل هو العجز وقلة الحيلة وضعف اليد وعدم وجود الكفاءات والخبرات اللازمة للتعامل مع هذه الأسلحة المميتة ؟؟

من الذي يتحمل المسؤولية بعد الاحتلال ؟؟ ومما لا شك فيه أن الاحتلال يتحمل المسئولية الأعظم على هذه الجرائم المروعة بحق الشعب الفلسطيني ؟؟

هل هو المجتمع الدولي الذي لا زال يدير ظهره لحقوق الشعب الفلسطيني متنكرا لأبسط الحقوق التي يتمتع بها معظم سكان المعمورة ؟؟

هل عدم إتمام المصالحة له يد بما يجري من إزهاق للأرواح البريئة مما يشير بالأصابع نحو المتخاصمين ؟؟

هل يتحمل سكان المنازل المهدمة جزء من المسئولية نتيجة رفضهم الخروج من منازلهم المهدمة وإزالة الركام عن عدة أمتار وإقامة خيام لهم والإقامة بها مما يبقي الباب مفتوحا إمام أطفالهم للعثور على مثل هذه المخلفات وتعريضهم للخطر ؟؟

إن المسئولية جماعية لا ينفرد بها طرف لوحده وعلى الجميع تحمل مسئولياته وعدم التهرب منها تحت أي عذر كان والمطلوب الآن والأكثر ضرورة هو إعادة إحياء المصالحة فورا والتي عن طريقها يمكن الضغط على المجتمع الدولي للوقوف عند مسئولياته ليلزم الاحتلال برفع الحصار عن غزة وكذلك تسريع إعادة الاعمار لتجنيب شعبنا مصائب وويلات محدقة ولتخفيف آلام ومعاناة ألاف العائلات المشردة والمبعثرة ولحقن الدماء البريئة التي لا زالت تنزف جراء أسلحة الموت الكامنة تحت الرماد وأيضا إيجاد برامج التوعية للمواطنين في وسائل الإعلام المختلفة وزيارتهم في أماكنهم من قبل الجهات المختصة قد يساعد هذا الجهد في تخفيف حدة مثل هذه الكوارث ..!!